اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شومنوعات

ام الربيعين الموصل…تستقبل ام المراية بفرح المنتصرين

 

فريق المسرحية…اسعدنا الجمهور بمؤازرته وحماسته 

 

المرافق الصحفي /قحطان جاسم جواد 

المخرج المسرحي غانم حميد

في اقصى شمال العراق وفي قلب مدينة ام الربيعين الموصل الحدباء ,حطت مسرحية ام المراية لتسعد جمهورها من الموصليين في عقر دارهم هم , الذين تعاونوا مع قواتنا البطلة في تحرير اراضيهم من دنس الارهاب الداعشي. هكذا عرفناهم كما عرفنا طيبتهم وشهامتهم واخلاقهم العالية. لذلك جاء عرض المسرحية متناغما مع هذه الروحية العالية والمؤازرة الجميلة طيلة وقت العرض. وحين دخل صوت المطرب القدير قاسم اسماعيل وهو يردد ابياتا من قصيدة للشاعر الكبير عبدالرزاق عبدالواحد والحان المتميز المايسترو علاء مجيد وتقول كلماتها:-

هوَ العراقُ..سَليلُ المَجدِ والحَسَبِ
هوَ الذي كلُّ مَن فيهِ حَفيدُ نَبي !
كأنَّما كبرياءُ الأرض ِأجمَعِها
تُنْمَى إليهِ ، فَما فيها سِواهُ أبي !
هوَ العراقُ ، فَقُلْ لِلدائراتِ قِفي
شاخَ الزَّمانُ جَميعا ًوالعراقُ صَبي !
بهذه الكلمات العزيزة على قلب كل عراقي غيور…انشد فريق المسرحية وبتعاطف كبير من الموصليين الرائعيين..فانسجم الجميع وهو يهتف لعراقنا الحبيب الذي ظل عصيا على الاعداء.
والموصل كانت المحطة الثالثة في منهاج مسرحية ام المراية بعد ان عرضت قبلها في بعقوبة والفلوجة..والهدف من ذلك هو عرض المسرحية في المناطق الاكثر تضررا من ارهاب داعش وفيها رسالة واضحة للعائلة العراقية ان تتسامح وتسمو على الجروح وتفتح صفحة جديدة من البناء والسلام والنهوض بالوطن من خلال الاعمار وليس الانتقام او البكاء على الاطلال.وهذه هي رسالة الجهة المانحة للمشروع (معهد دي تي مودي سي) احدى منظمات المجتمع المدني. وقد قدمتها المسرحية على نحو اخاذ ,خصوصا ان مخرجها المبدع والمعلم غانم حميد سبق ان قدم اعمالا مهمة ضد الارهاب وكان واحدا ممن اسس لمهرجان المسرح ضد الارهاب.
وكان عرض الموصل اكثر تميزا من العروض السابقة لان المحافظات تشكو من قلة المسارح التي تتوفر فيها امكانية تقديم عروض كبيرة ومهمة .في حين حصلت المسرحية على مبتغاها في مسرح الجامعة الكبير في الموصل لذلك جاء العرض اكثر تميزا بكل تفاصيله من اداء الممثلين الى مساحة المسرح واحتلال الديكور مكانه الملائم في المسرح وكذلك الانارة والصوت…تحية لاهل الموصل على وجود هذا المسرح عندهم .
المسرحية من تأليف الكاتب المبدع حسين النجار الذي مزج بين الهم الوطني والفكر الشعبي الى جانب الاطار الكوميدي الساخر في مهمة صعبة افلح فيها كثيرا.ويقف خلفه مفسر النص وداعمه بالحركة والاداء والانارة والصوت المعلم المبدع المخرج غانم حميد وهو فنان يفهم التلقي بوعي كبير وقادر على منحه متعة كبيرة بافكار كبيرة..ما خلق سمفونية وطنية شعبية اجتماعية كوميدية من خلال ام المراية التي ادتها بأقتدار القنانة القديرة والراقية هناء محمد التي كانت في ادوارها بلسما شافيا لاحقاد الماضي ونبذ العنف وتغليب روح التسامح والسلام ودعم العائلة العراقية ودعوتها لبناء البلاد والنهوض بواقع العراق نحو افاق مستقبلية اجمل واعظم..يرافقها الفنان المجتهد وصاحب الحضور الكبير ناهي مهدي وهو يشد من ازر امه(ام المراية)باسلوب كوميدي ساخر ولطيف وقد تعاطف الجمهور الموصلي معه على نحو كبير لاسيما في قفشاته الكوميدية.في حين يقف الفنان الكبير والمبدع محمد هاشم باحثا عن نفسه وسط الازمات التي تأكل البلاد وتضيع منها فرصة البناء..وهاشم فنان قدير يقدم فنا راقيا من خلال ادواره المتعددة في العرض. وكذلك الفنان علي نجم الدين الذي يبدل شكله في اداء راق مع كل شخصية يقدمها ,وحين قدم دور العاشق اطرب له الجمهورالموصلي وتعاطف معه الى حد كبيروكذلك المحببة في مقطع عودته لخدمة القوات المسلحة . والفنان القدير محمود شنيشل الفنان الذي لايمثل بل يؤدي بأسترخاء عال يجعله مبدعا في اداوره سواء كانت ادوارا كبيرة او صغيرة لانيعرف كيف يصل الى الابداع .اما الوجهان الجديدان..(احمد غانم ومحبة) فكانا نكهة لطيفة في العمل رغم ان احمدا كان بدور ارهابي ومحبة بدورعاشقة ولهانة..وقدما دوريهما بطريقة معبرة توحي بالكثير من الامكانيات التي ستظهر للعلن حين تلوح لهما فرصة الابداع في دور اكبر او شخصيات اكثر تأثيرا.ويحيط بفريق العمل مدير مسرح حاذق يوفر كل متطلبات العمل بسلاسة تضيف جانبا جماليا للعمل هو الفنان ستار السعداوي. وخلف الممثلين يقف فريق تقني عال المستوى وذكي في التصرف والاكتشاف بما يضفي على العمل مستوى ابداعيا رفيعا وهم (د.امير فاضل ود. حيدر غني,وعلي ارت والعازف الجميل جعفر خصاف الذي رافق الممثلين في مهمة صعبة هي العزف حيا معهم في حركتهم,كذلك مكياج الفنان حكيم الذي افلح في تغيير ملامح الشخصية مع تبدل الادوار لكل ممثل(كل ممثل يقدم اربع شخصيات مختلفة في المسرحية) ,وشركة الزاوية وشركة دريم للانتاج الفني ).
صحيح اننا لم نبق كثيرا في ام الربيعين لكننا وجدنا الفة كبيرة من اهلها وتعاطف كبير من الجمهور العريض الذي احتشد في قاعة المسرح ,ثم احاطته لفريق المسرحية بعد نهاية العمل ..افصح عن قبوله للعمل ولرسالته السامية في نبذ العنف والارهاب والتفرغ الكامل للبناء والعمل من اجل رفعة الوطن الحبيب…وداعا بانتظار عرض المسرحية في بغداد على المسرح الوطني قريبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق