ثقافة وفنونقسم السلايد شو

قراءة نقدية في اعمال خالد الشيباني .. بناء مفردات حسية وبصرية تدعم قضايا المرأة

 

– علي صحن عبدالعزيز 

شكلت معاناة المجتمع محورا أساسيا في تكوين فضاء اللوحة التشكيلية بشكل عام وكبير لدى أغلب التشكيليين ،غير أن هنالك ثمة إبداع لفنانين اعتبروا قضية المرأة منطلقا أساسيا في تدعيم الحالة الإنسانية التي يعيشها ،لأنها تعني اكتمال بنيته من الناحية الجمالية ومصدر الإبداع له ،حتى يمكننا وصفهم بالمتمردين على قضايا الفن ،وهذا التمرد بحد ذاته يمثل انطلاقة بالرؤية للمزج ما بين جانب الإيثار والواقع الانقلابي المعاصر ،فكانت مغامرة التشكيلي خالد الشيباني انموذجا فنيا اكتسب دالة توعوية بامتلاكه مساحة فنية استندت على الدقة والإلتزام بقضايا المرأة،فكانت أعماله بمثابة مشروعا مستقلا للتحرر واستلاب حقوق المرأة .
قلق نحو الأعماق
الشيباني ،افصحت لوحاته عن مفردات جديدة في التعبير ،ولم يترك بيئته وتاسيس بعض أعماله منها ،لكن معول البحث بفرشاته ظل يبحث عن هاجس أكثر تعبير لا ينتابه الغرابة ودقة صواب الفكرة الفنية في اللوحة بعيون شتى ،والخروج عن المألوف والمقبول في الفن التشكيلي فكانت إحدى لوحاته تجسيدا لهذا المعنى ،حينما وصف الرجل بعين واحدة وهي ينظر للمرأة إزاء امتلاء رغباته الشخصية ،حيث يقول عن هذه اللوحة(الحلم لم يكتمل):لقد رسمتها
بالالوان الزيتية وهي تتناول موضوع سطوة الرجل الذكورية على مقدرات المرأة في كل نواحي الحياة المربعات الثلاث الواحد اكبر من الاخر ،وقصدت بها ان مراحل حياة المراة كلما اجتازت مرحلة ازدادت القيود عليها فمرحلة الطفولة كانت تملك حرية اكبر وكلما كبرت تقلصت حريتها بحكم التقاليد والعادات الشرقية التي تحد من حريتها كما انها مغمضة العيينين دلالة عدم افساح لها المجال لتاخذ فرصتها بالحياة والرجل بعين واحدة يرى الامور ويتحكم بمصير النصف الثاني بشكل غير انساني والدوائر هي دوامة الحياة ومشاكلها وارهاصاتها .

قضايا وتحديات
لقد انتهج التشكيلي (الشيباني) طريقا ومضربا فنيا اتسم بالواقعية والتجربة البعيدة عن النمط الكلاسيكي كمصدر في هذه اللوحة ،وإنما استعار منظور نقدي استطاع من خلاله رؤية تلك الوشائج وبلورتها بعد سنوات طويلة من تجربته التشكيلية ،وإذا كانت إقامة معارضه محدودة وقليلة بحكم ارتباطه بالوظيفة،فإنه يؤجج بركان من لغة التفاعل والتحاور بين معرض وآخر ،لا يخلو من تناوله لبقية المدارس التشكيلية الأخرى ،ولذلك جاءت لوحاته بكل ما تحمله من تفاصيل واقعية موضوعية معلومة المقصد ،والتي تحمل بين طياتها ارهاصات وأوجاع أزمة نقدية ،ترجمها بالكثير في أعماله دون أي تاؤيل أو رؤية ذاتية شخصية بحتة.
خصائص جديدة
رسالة التشكيلي خالد الشيباني ،التي يريدها هو إشعال فتيل ثورة فكرية ضد سطوة وقيود الرجل ،بإعتبار ان المرأة تمثل لحظة شهوة جسدية سرعان ما تنطفئ ،في حين أنها تمثل شريان الحياة ويجب فسح المجال إليها والتعامل معها بحرية ودون أي استخفاف ،فالكرامة باب واحد وليست لها أبواب شتى ،كما أن “الشيباني”حاول تعزيز حضور وتمكين هوية المرأة ووجودها الثقافي والفني ،دون الارتباط التبعي والمشروط مع الرجل ،وإنما يكون من جانب استسقاء ريات الإلهام والاختلاف الفلسفي معه في تناول قضايا المجتمع ،وكلا حسب رؤيته الفنية وتجربته الخاصة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق