اخر الاخبارثقافة وفنون

حق الرد مكفول

يكتبها /علي صحن عبدالعزيز

لفت إنتباهنا ما قراءته في إحدى الصحف ” لناقد ” بأنه (سيأتي يوم لا نحتاج فيه إلى الفن التشكيلي )

يبدو للوهلة الأولى بأن هذا الناقد كما يدعي على نفسه ،لا يعرف المعنى الحقيقي لرسالة هذا الفن النبيل ،كما يحتاج أن تتواصل أفكاره وكتاباته مع متطلبات العصر الحديث ، ولكن وكما قيل رب ضارة نافعة ، والمفروض قراءة هذا التصريح المفاجئ لأكثر من مرة ،فهنالك أمور ومعاناة من صميم ما يعيشه التشكيليون والتشكيليات ،ليس على صعيد العراق وحسب ،بل على صعيد أقطار الوطن العربي لكي تسلط الضوء عليها وإزالة بعض أسبابها ، وقبل أن نتوغل في شجون هؤلاء المبدعين والمبدعات والتي كتبنا عنها كثيرا كصحفيين ولنا طرف بالمعادلة ، فإن آفاق المدى التشكيلي دخلت في حياة الأمم والمجتمعات الإنسانية منذ أول نشوئها ،وقد إتسعت تأثير سحره منذ اربعينيات القرن الماضي ، فهنالك شواهد لهذا العطاء دالة في مكان حضاري ومعاصر ، نعم دخل اللون إلى القلوب دون أي إستئذان ، بل وأصبح مرحلة جديدة ناجحة في علاج الأمراض ،كما أصبحت فاعليته الاجتماعية والإنسانية أكثر مرونة وإستجابة من بقية الفنون الأخرى ونحن هنا لا نقلل من دورها المتميز ،لكن واقع الأمر يميل إلى الفن التشكيلي فهنالك طلبا عليه ويمكن ملاحظته من خلال تواجد المتذوقين عند إقامة المعارض الفنية ، وهنا تبرز مدى تفاعله وإنصهاره من بين الكثير من المنجزات الفنية الأخرى المطروحة ، ولذا فإننا نؤكد على المؤسسات الحكومية توفير القاعات المناسبة والمجانية وخصوصا لطلبة المعاهد والكليات الفنية ،اذا ما أخذنا قلة الإمكانية المادية لدى البعض ، بالإضافة إلى ضرورة حضور أساتذتهم في تلك المعارض ،وبذلك فإننا نكون قد أسسنا لقاعدة متينة ومهنية تدعمهم ، ونعود مرة أخرى إلى موضوعنا الأساسي ، فإن العمل التشكيلي هو الأكثر قابلية على الإستجابة لضرورات المرحلة والإيفاء بالمهام المنوطة به ،في إطار خطوط عمل متزنة تخضع للمتابعة والترشيد ،لكي نوضع الأمور في نصابها الصحيح ، ونحن هنا نريد أن نقول لكل من يريد إن يقلل من دور الفن التشكيلي ، بأن جميع حضارات الأمم والشعوب الإنسانية المعاصرة ،أصبح فن التشكيل هو المعيار الحقيقي لنجاح ثقافتها وتواصلها مع بقية الأمم ، ولذلك فإننا نؤكد للمرة الثانية على دعم تلك الطاقات المتجددة أينما كانوا ،على أن يكون ذلك الدعم معنويا وماديا ،لا أن تكتفي بتقديم كتب الشكر والتقدير …وإلى الملتقى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق