اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

مهنة الندافة تصارع المكننة الصناعية بعصى الخيزران

 

 تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

تشهد هذه الأشهر الثلاثة القادمة حركة غير إعتيادية على (الندافين ) وهي مهنة مشهورة في جميع أنحاء محافظات العراق ، ويكون الإقبال عليها أكثر في المناطق الشعبية ، لكنها بدأت تنقرض شيئا فشيئا مع التطور في إستخدام المكننة الصناعية ونقمة الاستيراد الأجنبي ،شأنها شأن الكثير من المهن التراثية كخياطة العبي الرجالية وحدادة السكاكين وصناعة البسط والتي تسمى بالعامية العراقية (المدات) . (وكالة فضاءات نيوز) كانت لها وقفة مع النداف علي حسين حسن ليحدثنا عن مهنته قائلا :

التطور الصناعي بطبيعة الحال هذه المهنة لديها الكثير من روادها ، ومازلنا تصارع المكننة الصناعية ، ولكن هنالك أشياء لا يمكن لهذه الآلة الصناعية تكوينها ،ومنها النماذج أو التصاميم التي يطلبها الزبون .

 

* في أي المواسم يزداد الإقبال عليكم ؟

– هنالك مواسم يكون الطلب علينا كبيرا جدا ،وخصوصا في فصل الشتاء بحكم ما يستلزمه من توفير الأغطية القطنية والصوفية .

* هل أثرت المكننة الصناعية والاستيراد الأجنبي على مهنتكم ؟

– لقد كانت لدينا الكثير من الأدوات اليدوية التي يتطلبها عملنا ومنها (الچك والقوي) والذي يستخدم لغرض تنعيم القطن وتصفيته ،أما الآلة الثانية فهي (المحلج ) .

* ماذا عن أنواع القطن المستخدم لديك ؟

– هنالك أصناف متعددة من القطن المستخدم لدينا ،ومنه البولستر الخام وهو البدليل عن القطن الطبيعي ،وسعر الأخير (ثلاثة آلاف دينار ) والديباج .

 

* ماهي المصانع التي تاخذون ما تحتاجونه من القطن ؟

– تنهد قليلا وقال : كانت مصانع الوزيرية من أفضل المصانع التي تزودنا بأرقى أنواع القطن ،أما الآن فهو معطل ، ونلجأ إلى المصانع الأهلية في (قضاء عويرج) على طريق محافظة كربلاء ،وما يحززننا اليوم هو غزو الاستيراد الأجنبي من القطن الصناعي والذي يفتقد إلى الرطوبة المناسبة أثناء وصوله إلينا من تلك الدول المصدرة .

* إلا تشعر بالحزن لأن مهنتكم بدأت بالزوال شيئا فشيئا ؟

– بالعكس تماما ،فمهنتنا مازالت تصارع الزمن بعصى الخيزران ،والدليل على ذلك وجودها في محافظات الجنوب والوسط من العراق ،صحيح أن بعض اجزائها وروحها التراثية إختفت ،ولكن تبقى مهنة حرفية تعتمد على ذكاء النداف ومدى إتقانه إلى عمله .

* حدثنا عن الأشكال الهندسية والتي تسمى بالعامية (التطريز ) على (اللحف ) أو الوسادة ؟

هذا الجانب يتطلب جزء من الهندسة والزخرفة ،كما أنه يحتاج إلى أبر خاصة بقياس (واحد ونصف ملم ) ،ونحن لا نعتمد على تخطيطها مسبقا بقلم الرصاص أو الطباشير ،بل نستخدم خبرتنا الطويلة في هذا المجال .

* ماذا عن العصى الخيزران التي بين يديك؟

– أقول اليك بصراحة ،حتى هذه العصى تأتينا عن طريق الاستيراد الأجنبي مع القطن الكوري المستورد وكانت سابقا تأتينا من إهوار جنوب العراق .

* قلت له ممازح ،إلا تستخدمها في البيت ؟

– أبتسم قليلا وقال :اللي ما ينفعه مرضعه (سوگ العصى ما ينفعه ) .

* يقال بأن أهل محافظات الجنوب وخصوصا المناطق الريفية أكثر طلب على التعامل مع منتجات هذه المهنة ؟

– نعم هذا صحيح ، والسبب لأن تلك المناطق غالبا ما تكون درجات حرارتها عالية هذا جانب ،أما الآخر فهم على كثرة من الرحيل والتنقل ،مما يعني استهلاك تلك المنتجات الصناعية ، ولا تنسى أيضا فإنها تمثل إليهم جزء من تراثهم وحياتهم اليومية .

* نعود مرة ثانية إلى المستورد من القطن ،أكثرها شيوعا في مهنتكم ؟

– يبقى القطن المستورد من جمهورية مصر العربية ،من أفضل القطن المستورد ، ولكن مع إنفتاح موجة الاستيراد العشوائي وغير الخاضع لسيطرة الدولة ووحدة القياس والسيطرة النوعية ،فإن المتداول هو القطن الإيراني والتايون والصيني .

*هنالك اتهام عليكم بأن أصحاب هذه المهنة غالبا ما يؤخرون تجهيز البضاعة المطلوبة منهم ؟

-المسألة ليست بهذا الجانب ،ولكن غالبا ما يكون التأخير بسبب كثرة مواسم ومناسبات الزواج وتجهبز ما يستلزم منها ، كما أن أهلنا الكرام ما يزالون يتبركون بما يصنعه النداف بغض النظر عن المستورد منها.

لنا كلمة تبقى هذه المهنة تراثية وتبهر النظارين إليها ،ولكن المناشدات التي أطلقها ضيفنا وغيره ،هي بضرورة الحد من الاستيراد الأجنبي ،قبل أن تنكسر عصى خيزران النداف علي حسين حسن من الضرب على اللحاف على ما أصاب هذه المهنة من ضياع أصولها وتاريخها في العراق .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق