ثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلية إزدهار أسامة : السياسة و الفن لا يجتمعان

 

حاورها/علي صحن عبدالعزيز

بين الفينة والاخرى نحتاج إلى حوار منتخب مع تشكيلي أو تشكيلية من جيل الرواد ،لأننا نراه كمادة الزئبق التي تصفي الذهب وتنقيه وتصفيه إلى درجات ،وحوارنا مع التشكيلية ازدهار أسامة ،كان بمثابة تلك المادة ،وهي من جيل الرواد الذي لا يتكرر بعطاءه العصامي والمهني ،فلقد أقامت معارض تشكيلية مع جهابذة الفن التشكيلي العراقي وأفذاذه،ومنهم المرحومة ليلى العطار ،والمرحومين مخلد المختار وعامر العبيدي وفتاح الترك ،ولكننا نعترف بأن هنالك مسحة من العتاب العذب على الإعلام لعدم متابعتها إليها ،وشاءت الصدفة إن نحقق حوارنا هذا معها بعد طول أنتظار ،فالمبدعون في تاريخ الفن الإنساني مثل اللؤلؤ لا يمكن العثور عليهم بسهولة ،مالم يتم البحث والتنقيب عنهم ،وهذا الكلام للفنانة التشكيلية نضال العفراوي.

*سنتحدث في البداية عن المشاكل التي تحيط بالتشكيلي ،هل ترين أنها تقرب علاقته بالمجتمع وتعزز أواصر صداقته ،ام ماذا ؟
– مشاكل الفنان التشكيلي في عالمنا العربي
تتلخص بعدد من الأسباب، من بينها التعليم الغير متكامل وعدم رعاية الموهوبين في مجال التربية والتعليم ،والأجواء التي تحيط به ومنها السياسية والاقتصادية ،فإنها مشحونة ومتناقضة بحيث أثرت تأثير مباشر على وضعه النفسي ، والمواطن العادي عامة، وهنالك أسباب أخرى قللت من عطائه الفني ،ومنها قلة الاتليهات وأماكن العرض وإلاهمال الشديد بتسويق الأعمال، وكذلك عدم التشجيع وإرشاد الغير متوفر في عالمنا العربي.
*امتازت حقبة السبيعينيات ولحد منتصف الثمانينيات ،بوجود جمهورا متابعا يتمتع بثقافة عامة ،أما الآن فإننا نرى قطيعة كبيرة وراء ذلك ،أين يكمن السبب؟
-فترة السبعينيات والثمانينيات كانت فترة ذهبية بالنسبة للمثقفين عامة والفنان خاصة، هذه الحقبة أعطت فرصة لتوفير الأرضية المناسبة لإنطلاق الأنشطة الثقافية في الإعدادية والجامعات وأكاديمية ومعهد الفنون والفرق المسرحية ،والفن الحديث وجلسات إتحاد الأدباء والنوادي الاجتماعية والمهرجانات الفنية والثقافية والمعارض والشخصية والبوسترات ورسوم الأطفال وكثير من الامور، أما السنوات التي تلت السبعينيات والثمانينيات والكوارث التي نتعامل معها اليوم، فإنها تداعيات جعلت عند المثقف والفنان حالة من الخوف والقلق على الثقافة بالعراق ،لأنها تداعيات لم توفر أرضية لإعادة بناء صحيح للإنسان أولا ،والمثقف ثانيا ، أن الغمة التي تلف وتحيط بالوطن والمؤامرة الكبيرة التي حيكت لمحاربة ونحدار الثقافة وتعليم بالعراق من قبل أعداء كبيرة جدا .
*كيف تقيمين التحرر من واقعنا الإجتماعي المتناقض إلى قيم معنوية يمكن أن يوظفها التشكيلي في لوحاته؟
-اعتمد انا فيما اتاثرا به من انعكاسات وإفرازات المجتمع العامة في اتخاذ نهج فني حديث وانتماء إلى مدارس فنية حديثة أقدم من خلالها كل مكنوناتي وتعبيراتي الفنية، من خلال تلك المدرسة التي تتناسب كخطوة متوازية في أفكاري واحاسيس التي ترضي تطلعاتي وتكون معكوسة من ذلك الواقع الائليم
*أزمة وتداعيات إقامة المعارض التشكيلية ،باتت أزمة خانقة ،ولا تتحمل مسؤوليتها وردت الأفعال من النقاد والصحفيين ،ماالحل في تجاوز هذا الإنهيار وتقصي اسبابه؟
-المفروض أن تتبنى الوزارات والجهات الراعية للثقافة والفنون حل تلك المشاكل التي تواجه الفنان في دور العرض وصالاتها الفنية ، ولذلك يواجه الفنان دائما مشكلة كبيرة في قضية العرض سواء كانت داخلية أو خارجية، وأحيانا تتعدى حتى المعارض الجماعية المحلية والدولية ،والكلري اصبحو مافيات تدار من قبل صالاتهم الخاصة،كما برزت في المعرض الشللية والمصالح الخاصة، وأنوه إلى ضعف إيجاد النقد الحقيقي والكتابة الصحفية عن الفنان وما يلعبه من دور في تطور المجتمع.
*بانوراما المعارض الشخصية للتشكيلي ،هل تمثل بحثا لقضايا جديدة لم تكن مطروحة من قبل،حدثينا عن أبرزها؟
-بالتأكيد أية عمل فني شخصي للفنان يجب إن يحمل فكره جديدة ،لكي لا يكرر نفسه ،والمعارض الشخصية التي تقام للفنانين المحترفين هي نتيجة لإحتراف الفنان في إبداعه ،ويقدم نفسه على إنه صاحب تجربة وهوية خاصة ،ولذلك المعرض الشخصي بأكمله لفنان واحد يطرح موضوع واحد وتكنيك واحد ويقدم نفسه على أنه صاحب هوية وتجربة فنية ومدرسة حديثة ،
أما أهم مشاركاتي المحلية فهي معرض شخصي بفندق الرشيد وآخر بمطار بغداد ومعارض مشتركه بمركز الفنون ومشاركات بقاعة العرض ، أمثال قاعة النصر والرواد ،وقاعة جمعية الفنانيين التشكيليين العراقيين ، وشاركت مع مجموعة فنانين لرسم جداريات في مركز الثقافي مركز صدام للفنون سابقا، ولي نشاطات ضمن وظيفتي ،وهنالك مشاركات دولية بمعارض في إيطاليا وتركيا والسويد وسوريا.
*هل أنك محتاجة للحرية المطلقة في بلد مجهول تقاليده واعرافه اتجاهك؟
-كل فنان يحتاج إلى مساحة واسعة من الحرية وتهيئة النفسية، ومن ثم البحث عن مفردات قد تتناغم مع حياته الفنية وتجربته السابقة التي من الممكن أن يطوعها في طرح فني جديد يتوافق مع عالمه الجديد، والقضية مترتبة على مجموعة من الحواس والإدراك والتناغم الموسيقي في اللون قد يجعل الفنان في بتكارات جديدة في عالمه الخاص.
*ماهو الانطباع السائد لدى المثقف السويدي إتجاه الأعمال التشكيلية العراقية ؟
-مملكة السويد مثلها مثل كل دول أوربا عندهم أنطباع عن الشعوب ولعراق تحديدا بما يتعلق بمجال الفنون الإنسانية هذا لطباعة يتلخص أكثر روحانية، لكن لم يستطيع الفن العربي عموما والعراقي خصوصا أن يفرض هويته الخاصة على المجتمع السويدي.

*متى يجتمع الفن مع السياسية ؟

-السياسية مع الفن لا يجتمعان.

*ذكرتِ بأن الإعلام المحلي يركز على تشكيليين الداخل ،في حين الآخرون في بلاد الغرب ،لم ينالوا فرصتهم ،ماالطريقة الافضل لتحقيق ذلك الترابط؟
-الإعلام والتواصل مع الفنان يجب أن يكون من خلال متابعة الفنانيين في نتاجاتهم وابداعاتهم الفنية وتوجيه الدعوة الخاصة بهم، كالمشاركة في مهرجانات والورش والمعارض والكتابة عنهم وعن تجاربهم الفنية ،ومحاولة التواصل معهم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي.
*حدثينا بصراحة عن النقد التشكيلي ،وما مدى إثره في فرز زخم الاعمال الفنية المطروحة ؟
-فاعلية النقد الفني وجدواه ترتبط ونشاط الحركة الفنية في الوقت الحالي ،ومن الواضح لا يمكن لعملية النقد أن تتطور وتساهم في تطوير الحركة الفنية، ما لم يتهيأ الشرط المناسب للنهوض بحركة التشكيلية.
*ذكر لنا أحد منظمو المهرجانات التشكيلية ،بأنهم لا يعولون على الجانب الإداري للمهرجان بقدر تعلق الأمر بالجوانب الفنية ،أليس من الأفضل طرح تلك الاتفاقيات معهم مسبقا وعدم خداعهم؟
بغياب الدور الرسمي بإقامة المعارض ،لعب الأفراد دور بديل لردم الهوة بين الفنان ولجمهور ،وانا برأي أعتقد هذا الجهد محل إحترام، كونه ينطلق من رغبة صادقة بنشر الوعي الفني بغض النظر عن مدى نجاح هؤلاء الأفراد في حل المشاكل التنظيمية أو الإدارية في مثل هكذا مناسبات والتي يجب أن يتصدى لها جهات رسمية تتمتع بالكفاءة وكوادر المؤهله لقيام بهذا الدور.
*هل تؤثر تقنية الحاسوب على عمل التشكيلي ،دون تفاعله الفيزيائي مع الألوان ؟
* التقنية أخذت حيز كبير في مشاركة العمل الفني من خلال البرامج التصميمية الكثيره التي ساعدت في تصميم العمل الفني وتوزيع كتلها في الجغرافية الفنية.
*اي شئ يجذبك تشكيليا اتجاه الرجل ،وماذا يمثل في أعمالك ؟
-أرفض الإجابة
* بمن انت مزدهرة ،وماذا تقولين لنفسك حينما تقفين أمام المرآة؟
-انا أمثل نفسي والمرآة عاكسة لشخصيتي.
*هل تدافعين عن شئ كثرت الأقاويل حوله ؟
-نعم إذا كان الموضوع يستوجب الدفاع وكان إيجابيا، أما إذا كان خلاف ذلك فأنني أفضل التزام الصمت.
*شيئا عن مسيرتك الفنية والشخصية؟
ازدهار اسامه ،فنانة عراقية مقيمة بالسويد ، خريجة معهد فنون جميله 87 -88 وطالبة كلية مرحلة 3 بسبب الظروف التي مر بها العراق هاجرت إلى المملكة السويدية، و لم اكمل دراستي الجامعية،أقمت معرض مشترك مع الفنانة المرحومة غاده حبيب في فندق الرشيد وكنت بمرحلة الثالث لمعهد الفنون الجميلة. أقمت معرض شخصي بصالة مطار بغداد الدولي… شاركت بمعارض عده مع فنانيين كبار أمثال المرحومة الفنانه ليلى العطار والمرحوم مخلد المختار وعامر العبيدي والمرحوم الفنان فتاح الترك وفنانين كثر في مركز الفنون ، مركز صدام للفنون سابقا، شاركت برسم جداريات مع فنانيين شباب شاركت بمعارض بقاعات عده أمثال قاعة النصر وقاعة التحرير وحصلت على عدة تكريما وشهادات تقديرية كذلك شاركت بمعارض خارج العراق منها معرض مشترك بإيطاليا وعدت معارض بالمملكة السويدية وحصلت على شهادات تقديرية ، وكذالك شاركت بمعرض عالمي في تركيا وحصلت على وسام وشهادة شكر وتقدير وفي نفس الوقت كنت مشاركة بمعرض بصالون سويدي مع فنانيين سويديين ، وعملت عدت لقاءات تلفزيونية من بينها جريدة المساء وقناة عراقيه وكذلك نشرت لوحاتي ولقاءاتي في صحف العراق ولسويد وحوار صحفي في مجلة الف باء … وعملت عدة أنشطة بمدارس العراق كوني كنت معلمة بأحد مدارس.
*كلمة أخيرة وشيئا لم نقله؟
أحب أوجه كلمة لسياسي العراق أتمنى أن يهتمو أكثر بالفنان العراقي لأنه كالسياسي كلاهما يصنع النصر ويرسم الحياة بإجمل تكوين، عندما يهمل الفن والفنانين يهمل كل شيء لانه المرآة العاكسة لفضح كل ما يحدث بالعراق خاصه بالوطن العربي عامة من مؤامرات وظلم واجرام بحق الشعوب ،وأوجه شكري ومتناني إليكم لإهتمامكم بالفنانين المغتربين، إلتفاتة منكم راقية ونابعه من صحفي أصيل يحترم ويقدر مهنته شكرا إليكم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق