اخر الاخبارقسم السلايد شو

المترجم بين أداء الأمانة وضرورات مواكبة تقنيات الترجمة

فضاءات نيوز /علي صحن عبدالعزيز

يلعب دور المترجم في الوقت المعاصر ، دورا كبيراً في نقل الثقافة والتراث الحضاري والإنساني ، ولكن مع التطور الإلكتروني ودخول عالم الحاسوب أصبحت هذه المهنة على شفى الإنهيار .
وفي تحقيق (وكالة فضاءات نيوز) حاولنا تسليط الضوء على الإمكانيات التي لابد للمترجم أن يمتلكها ومنها ، فوجنهنا مجموعة من الأسئلة إلى بعض المترجمين والمترجمات ، هل تعتقد بأن إتقان اللغة العربية من الشروط الأساسية لنجاح عمل المترجم ، وما مدى الثقة التي يمتلكها في ترجمته للنسخة الأصلية ،وأين دور الجمعيات التي تعنى بحفظ حقوقهم ، وماذا لو إرتكب المترجم أو أختصر بعض الحقائق في المحاكم لعدم إلمامه لبعض المفردات القانونية ، وهل تعتقد بضرورة إقامة دورات تدريبية مستمرة إليهم .

 


ضرورة إختصاص المترجم

أزهر سليمان / أستاذ ودكتور جامعي :

هنالك مترجمون عرب جيدون ومحترفون ولكنهم قليلون للأسف ، وللترجمة أبواب جمة منها الأدبية والصحفية والقانونية والعلمية وغيرها ، وفي كل الأحوال فهي عبارة عن نقل نص من لغة إلى أخرى شرط الحفاظ على روح المعنى ودقة العبارات وجزالة اللفظ ، إذن يتوجب على المترجم لكي يقوم بصناعته إن يتحلى بقدرات لغوية متميزة لكلا اللغتين ، وأنا أفضل الترجمة التخصصية لأنها تحمل مصداقية عالية ، وأعني بالتخصصية إن يكون المترجم مختصاً بالحقل الذي يترجمه ،فالمترجم الأديب هو الأفضل في ترجمة النصوص الأدبية ورجل القانون هو الأفضل في ترجمة النصوص القانونية وهكذا دواليك ، وإعتبر
الترجمة في عالمنا العربي متخلفة جدا فلا أجد مؤسسات جادة تعنى بهذا الفن رغم أهميته في نقل النتاج الحضاري ، وكذلك لايوجد دعم حكومي تشجيعي للمترجمين والحفاظ على حقوقهم أو حتى على النص المترجم فلقد إختلط الحابل بالنابل ، وضاع المترجم الجيد في زحمة أدعياء الترجمة ، لأن
الترجمة فن قائم بذاته، وهي علم ودراسة تصقلها الممارسة الحثيثة.

الحس اللغوي

هبة الله محمد /مترجمة :

التَّرْجَمَة (Translation)..هي عملية تحويل النص الاصلي (..(Target Tex) إلى نص يعرف ب (
(Source Text) من لغة الى لغة أخرى ،

تُعد الترجمة عملية نقل ثقافات وحضارات حيث لا تقتصر على نقل الكلمات بما يقابلها في اللغة المراد الترجمة اليها ، الترجمة عملية نقل لقواعد اللغة ونقل لفكرة الكاتب وثقافته وأسلوبه أيضاً ، وتعتبر الترجمة فناً مستقلاً بذاتهِ ، فن يعتمد على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على نقل الثقافات، حيث تعتبر الترجمة فن قديم وجد قبل عصر النهضة وقبل إزدهار الحضارات وتطورها ، ولاقت الترجمة إهتماماً كبيراً في فترة العصر العباسي وما بعده وهذا ما ساعد العرب على الإنفتاح والتقرب للعالم الخارجي، أي الدول المجاورة ، منذ القدم وحتى الآن تعد الترجمة من اساسيات تطور البلد و لها أهمية كبيرة في تواصلنا مع البلدان الاخرى ، سابقا كان يُمنح للمترجم ما يساوي وزن كتابهُ ذهبا، وهذا ما يعطي للترجمة صعوبتها المعروفة ، حيث يجب على المترجم أن يكون مسؤولاً عن كلامه ومحل ثقة ، فقد تعتمد حياة البعض على المترجم كما في المؤتمرات والمحاور السياسية ، وحتى مع تطور العلم وظهور الحواسيب والبرامج الحديثة لازال المترجم يلعب دوراً أساسيا في الترجمة ولا أرى أن هذا التطور يدحض دور المترجم بل على العكس هذا التطور هو ما سهل عملية الترجمة وسهولة الوصول إلى الكلمات المراد ترجمتها بمدة زمنية قصيرة جداً ، إن للغة العربية السليمة أهمية كبيرة في الترجمة وهي شرط أساسي لنجاح المترجم وسهولة فهم النص من قبل القارئ ، فالمترجم ينقل فكرة وأسلوب الكاتب ويجب أن يعطي الكاتب الرئيسي للنص حقه فيما يخص نسق اللغة و بلاغته النحوية، ولا يستطيع المترجم نقل هذه العناصر أذا لم يمتلك لغة عربية ممتازة، ولهذا السبب وجدت جمعيات المترجمين والرقابات للحد دون أنتشار الترجمات الخاطئة التي تضر بسمعة الترجمة وتقلل من شأنها بسبب أخطاء بعض المترجمين، فيجب على الرقابات اتباع تدابير صارمة وضرورة متابعة المترجمين الجدد وأقامة دورات تقوية إحترافية وإختبارت رصينة للحد دون حدوث الأخطاء في الترجمة وخصوصا في المجالات القانونية لشدة أهميتها ودقتها لما تتعامل معهُ من قضايا مهمة لا تتحمل اللامبالاة وحدوث أخطاء .

أمانة ومسؤولية
علي جابر نجاح /مترجم وشاعر وإعلامي : بادئ ذي بدء الحديث في هذا المبحث يعد حديثا موسعا وله أبعاد وإتجاهات عديدة ، منها كما أسلفت زميلي بمقدمتك القيمة وتطرقك لهذا الأمر هو ذكاء ومهنية عالية في أدائك وعملك الصحفي ، وأنا أحيك وأهنيك لهذا الطرح وخوضك في هذا المفصل المهم في الساحة الثقافية والأدبية والإجتماعية بشكل عام ،
الترجمة هي أمانة ومسؤولية كبرى قبل أن تكون مهنة أو وظيفة ، على المترجم أن يكون ذات ثقافة عالية وكذلك أن يمتلك الخبرة والمعرفة وإتقان اللغة العربية وأساسياتها لكي يستطيع أن ينقل ويترجم النص أو الكلام بأمانة ، وهنا يجب أن نشير على إن الترجمة بنوعيها الفورية والمكتوبة لكل منهما إستراتيجية وطريق خاص بها ، وعادة مايقع به مترجم النص المكتوب وهو الأكثر عرضة للأخطاء من قرينه المترجم الفوري ، وذلك لأعتماد بعض المترجمين المبتدئين إستخدام برامجيات الترجمة المتيسرة مثل (كوكل) ، وهنا يسقط المترجم بمطب الترجمة الحرفية ، مما يجعله يبتعد كثيرا عن مضمون النص وبالتالي يفقد المترجم براعته ومصداقيته في عمله ، وكذلك تعد الترجمة هي مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبرى قبل أن تكون وظيفة مهنية ، كون المترجم يعتبر مؤتمنا بنقل الكلام أو الحدث أو الموضوع الذي يعمل عليه بكل دقة وأمانة وعدم التلاعب بمجريات الحدث ، مما يتوجب عليه من شفافية ومصداقية بنقله ، وربما يعتمد بعض المترجمين على إضافة أو زيادة في الكلام وهذا مايسمى ( الإطناب في الترجمة ) وهو جائز ولكن ضمن أطر وخاصية الموضوع وليست بعيدة عنه .
إشتقاق المعاني
نهى الخطيب /اديبة /المغرب : عرف مجال الإعلام والصّحافة ثورة على صعيد التّقنيات والفنون السمعية البصرية ، تختلف جذريّا عن العقود السّابقة ، فبالإضافة للتّقنيّات المستعملة ، عمدت بعض وسائل الإعلام التابعة لقنوات إذاعية وتلفزيونية إلى التّرجمة لبعض برامجها ، قصد توسيع القاعدة الجماهيرية ، والإنفتاح على العالم من حيثُ الأخبار الجديدة والهامّة ، والترجمة التي أصبحت موضة الصحافة والإعلام ، هي أولا فن تطبيقي ، وسميت فنًّا لأنّه لا يمكن إكتسابها بإتقان اللّغة فحسب ، بل لابدّ من الممارسة والدّربة والمِران ، فالمترجم هو عبارة عن كاتب يتمثّل عمله في صياغة الأفكار ضمن كلمات موجّهة للقارئ وهنا لابد من التّمييز بين الكاتب الأصلي للنص ومترجمه ، فنقلُ أفكار الغير ليس بالأمر الهيّن ، لأنّ المترجم ليس بحاجة لمعرفة قواعد وفنون الصياغة اللّغويّة فقط ، بل يحتاج أيضا إلى الإلمام بكلّ ما يُحيط به في هذا العالم المُتغيّر ، إذن فهو لُغويًّا أمام تحدّيات كثيرة منها : – الألفاظ واشتقاق معانيها – التراكيب وبناء الجمل – الإختلاف الثقافي والحضاري – أنماط التفكير المجتمعي – التّرادف الدّقيق – والقدرة على الإختزال .
ومعرفيًّا : هو أمام تحديات الواقع ومجرياته المختلفة والمتجددة ، إنّ صناعة الترجمة تُواجه مشاكل بالجملة ، لأنه تمَّ إسنادها لأُناس ليس لهم إلمام حتى بلغتهم الأمّ ، فكانت النتيجة نصوصا مشوّهة ، وقصص مبتورة ، ومقالات مُعَرْجمة تعكس جهل القائم بالترجمة ، لأنّه لا يُتقن لا لغة المصدر ولا لغة الهدف ،
فالأساس في اللغات أنّه لا يوجد تطابق كلّي ، لذلك على المترجم أن يعيد هيكلة مكوّنات الجملة في اللّغة المصدر ليتمكّن من طرح صيغة بنيويّة مشابهة في اللّغة الهدف .
الموهبة والإتقان
رويدا إبراهيم /إعلامية / العراق :
الترجمة أمانة إنسانية وعالمية وتاريخية ،عالية الدقة والجودة ،وأنها نقل موروث ثقافي وحضاري وتاريخي بين الشعوب ، ولقد إرتبطت الترجمة مع تناقل الإنسان بين أقطار الأرض وشعوبها وعاداتهم ، وكان للأدب الحظ الأوفر في نقل وتفكيك رموز وأحاسيس الكتاب والأدباء والشعراء ونقلها إلى جميع أطراف الأرض لكي يتسنى لكل شخص إن يلتهم المنتوج الفكري والإنساني قراءة ويستمتع بكل المعطيات الفلسفية والفكرية لكبار المثقفين ، ونقل ثقافة الشعوب وعاداتهم الشعبية ،ويتحمل المترجم العبء الأكبر في مهمته الشاقة ، فعليه ان يمتلك الموهبة والإتقان في علم اللسانيات والنظريات الحديثة في الترجمة لأنه قد يولد نص جديد بعيد عن النص الأصلي ، كما أن لا يجازف بالإطاحة بقوة النص الأصلي وهيمنة موهبته وحسه الأدبي لينزلق في هوة الإنتاجية الإيجابية لنص مغاير حسب إهوائه ورغباته الذاتية ، يجب ان يتماثل الأصل مع النص المترجم وتكافؤ المتشابه في الترجمة حتى يكتسب النص المترجم الجمالية الحقيقية ، ولعل الثورة الإلكترونية ومعطاياتها المعاصرة بسطت هيمنتها في كل مجالات الحياة المعاصرة كذلك في حقل الترجمة وظهور تقنيات الترجمة الفورية والمترجم الآلي عن طريق الحاسوب أو مواقع الكوكل المختلفة والسريعة ، وهنا يلعب المترجم الحقيقي والموهوب دورا كبيرا في إختيار المفردات وضبط قواعد اللغتين والتمكن من سبر أغوار علم اللغات وإيصال الأحاسيس والمشاعر العالية الدقة للمتلقي ، أن تهافت دور النشر والطباعة على ترجمة أمهات الكتب في شتى المجالات والرغبة في الربح السريع أدى إلى إختصار الكثير من النصوص الأصلية وظهور مطبوعات وكتب ركيكة الترجمة ، لأن هذه المطابع لايمتلكون المصداقية والدقة في أداء دورهم بالشكل المطلوب ،وكذلك الحفاظ على حقوق المترجم وضياع جهوده ،وقد تبادر إلى ذهني موقف المترجم فليس دوره ترجمة النصوص الأدبية أو الفنية ،وكذلك في نقل الحوارات التي تدور بين الاشخاص وبالاخص في المحاكم أو في مجال معالجة المرضى ، وإنما عليه إن يكون ملما وعالما بالموضوع الذي يتحاور فيه الطرفين ، سواءا كان في المجال القانوني أو الطبي أو الإنساني ، وبناء عليه فإن اشراك المترجمين في دورات تاهيلية حديثة لتعريفهم بأحدث التقنيات والوسائل المتطورة في عالم الترجمة ضرورية جدا لتطوير إمكانياتهم ومهاراتهم الذاتية من خلال خبراء ومدربين أكفاء في مجال الترجمة .
جمالية الأسلوب
عبد الصاحب البطيحي / مترجم :
الترجمة عملية فكرية وذهنية ولغوية تتطلب ابداعاً مضاعفاً يقوم به المترجم ، أبرز ما فيها كونها تفاعل مباشر ومتصل بين مجتمعات وحضارات مختلفة لجميع المجالات المعرفية والعلوم الانسانية ، تخضع لقياسات يمتلكها المترجم في إنتقاء النصوص المراد نقلها تنبع من ثقافته وتوجهاته الفكرية وغزارة إمتلاكه لناصيتي اللغة الأم المنقول عنها والأخرى المنقول إليها ، ومع هذا فهي فن تطبيقي خلافي قد يتفق البعض معه وقد يختلف ، عموماً ، يعتمد هذا على مدى نجاح المترجم في نقل أفكار المؤلف وآرائه وسلامة الجملة وسهولة فهمها وجمال الأسلوب ، غير إن المقياس الأساس لجودة الترجمة هو فهم المتلقي لما يقوله المؤلف ، هذا ما يخص الترجمة الأدبية التي تستدعي خيال المترجم في إعادة صياغة جملة كاتب النص الأول ، أما الترجمة العلمية فأنها بالإضافة إلى ما تقدم تتطلب الدقة في النظر إلى الكلمات والمصطلحات ، ومن هنا يجب الإلتزام الشديد بالنص ، ومن المفيد وجود دورات لدراسة الترجمة كما هو ضروري وجود جمعيات تهتم وتتصدى للدفاع عن حقوق المترجمين .
الترجمة فن الإبداع
رزان أحمد /كلية التربية سوريا :
عرف العرب الترجمة منذ أقدم العصور
وبدى واضحا تأثرهم بجيرانهم في مختلف مجالات الحياة العلمية والثقافية والفنية وحتى الدينية ،وكان كثيروا الترحال بين البلدان المجاورة ، وكذلك البلدان التي تكسبهم تجارة وتبادل الكسب والمنفعة في نواحي حياتهم كافة لقد عرفوا بلاد الفرس، وإنتقلت إليهم ألوان من ثقافتهم ،وبعض الالفاظ الفارسية إلى اللغة العربية ، كما ظهرت في شعر كبار الشعراء كالاعشى وهو من أشهر الشعراء الذين استخدموا كلمات فارسية في قصائده ، إذن الترجمة: هي عملية تحويل نص أصلي مكتوب من اللغة المصدر إلى نص مكتوب إلى لغة أخرى ، فتعد الترجمة نقل للحضارة والثقافة والفكر ،و
تعتبر الترجمة فن قائم بذاته ،حيث أنه يعتمد على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على تقريب الثقافات لتمكين المجتمعات من التواصل والإستفادة من خبرات بعضهم البعض ، ومع ظهور الحواسب ، جرت محاولات أستخدام الحاسوب أو ترجمة النصوص من اللغة العربية آلياً بإستخدام الحاسوب كوسيلة مساعدة للترجمة ، ونظرا للتطور الحاصل للترجمة ولكنها حملت في طيات تطورها مشاكل عديدة عانا منها المتجرمون من حيث إن كل لغة تحمل في طياتها العديد من المرادفات وتختلف عن بعضها الآخر ، كما تنتمي إلى ثقافة معينة وبالتالي فإن المترجم قد ينقل الكلمة إلى لغة أخرى ولكنه لن يستطيع أن ينقل ثقافة هذه الكلمة بشكل فعال بحيث ينقل تصور صاحب الكلمة الاصلية إلى اللغة المستهدفة في الترجمة وقد تؤدي تلك الإختلافات إلى إشكاليات عديدة كما حدث للمترجم في )يوم ذي قار(حين ترجم كلمة )مها( العربية إلى كوان )بقر( الفارسية ، إن الدور الذي لعبته الترجمة في إثراء الحياة الثقافية والإجتماعية والعلمية والثقافية لدى الأمم المختلفة هو أمر لايمكن إنكاره وتجاهله ، فقد لعبت دورا منذ بزوغ فجر التاريخ البشري ً ولها الريادة علميا وثقافيا وحضاريا ، ولاتزال تقوم بدورها حتى وقتنا هذا ، وستسمر ما بقي للبشر حياة على وجه الأرض ، وللترجمة دور فعال كمفصل أساسي ومهم في السياحة ، كونها لعبت دورا في التنمية السياحية لتساعد السائح في إختيار وفهم أكثر المرافيء والأماكن السياحية التي يتوجب زيارتها ، وتختلف وتتنوع الترجمة طبقا
لثقافات وعادات وتقاليد أنماط التفكير وأساليب العيش للدول المضيفة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق