دوليقسم السلايد شو

ماذا تخطط اسرائيل مع روسيا ؟ …ومن هي الضحية ؟

فضاءات نيوز – متابعة

اكدت صحيفة “هاآرتص” الاسرائيلية ذات التوجه اليساري , في مقال لها ’ عن وجود مخطط بين اسرائيل وروسيا, على حساب ايران ,واستدل
الكاتب فيه على أن بوتين، على استعداد للتخلي عن علاقاته مع ايران من أجل استرضاء اسرائيل وحفظ الانتصارات التي حققها (بشار) الاسد. فهل هذا الإنطباع يمكن أن يكون مخالفا للصواب؟! .
وكان ثمة تطوران أديا إلى اثارة هذا النقاش في الاوساط السياسية داخل ايران وخارجها من ان روسيا عقدت صفقة مع اسرائيل على حساب ايران، الاول بسبب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشان ضرورة انسحاب جميع القوات الاجنبية من سورية، ولم يشر بوتين الى جنسية هذه القوات لكن السفير الروسي في دمشق قال لاحقا ان هذه التصريحات تشمل القوات الايرانية ايضا. واتخذت ايران موقفا من ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها الذي قال ان القوات الايرانية ستبقى في سورية طالما كانت ثمة حاجة اليها وبقي خطر الارهاب في سورية وارادت الحكومة السورية ذلك.
والتطور الثاني هو عدم ابداء روسيا ردة فعل تجاه الهجمات الاسرائيلية على مواضع داخل الاراضي السورية والتي تزعم اسرائيل انها مراكز عسكرية تستخدمها ايران او القوات المتحالفة معها ..
وفيما يخص التطور الاول، فان روسية وجميع الدول المنخرطة في الصراع في سورية تعرف بان الروس يفتقدون الى القوة اللازمة لاخراج بعض القوات المنخرطة في القتال في سورية، لان تحقق هكذا مطلب بحاجة على الاقل من الناحية القانونية الى استصدار قرار من مجلس الامن الدولي، لكن استصدار هذا القرار سيواجه عقبات. ووفقا للقرار رقم 497 الصادر عن مجلس الامن الدولي، فان مرتفعات الجولان هي اراض سورية وأن ضمها من قبل اسرائيل عمل غير شرعي وغير قانوني. بعبارة اخرى ان تقرر ان تنسحب جميع القوات الاجنبية من سورية فان هذا الامر سيشمل اسرائيل ايضا. لذلك ونظرا الى التقارب منقطع النظير بين الادارة الامريكية الحالية واسرائيل ( بما في ذلك اعتراف واشنطن للمرة الاولى بالقدس عاصمة لاسرائيل) فان التصديق على هكذا قرار سيواجه فيتو امريكيا في اغلب الظن.
وبذلك يمكن اعتبار تصريحات الرئيس بوتين تبجحا سياسيا لا اكثر. والحقيقة ان الضغط الرئيسي الروسي يتركز كما اعلن وزير خارجية روسية سيرغي لافروف يوم 14 يونيو على انسحاب القوات الايرانية بالنيابة وايجاد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية بجوار مرتفعات الجولان وبالقرب من الحدود الاسرائيلية. وهذا ليس لمجرد استرضاء اسرائيل بل للحيلولة دون وقوع صدام عسكري من العيار الثقيل بين ايران واسرائيل. الصدام الذي بوسعه تبديد كل ما نسجته روسية في سورية وحققته من مكاسب وانتصارات فيها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق