اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

الشاعرة الايرانية ساناز زاده فر : يكفي الشعر العراقي أن يكون هو عتبة الحداثة الشعرية على إيدي السياب والبياتي ونازك الملائكة

 

حوار /علي صحن عبدالعزيز
حينما تمتزج الصورة الشعرية بالوجد والواقعية ،فإنها تطوف بنا صوب قصائد شعرية عروتها كلمات تعبق منها عبير الإنسانية والخلود ، وشاعرتنا المبدعة (ساناز داود زاده فر) من إيران ،في كل قصيدة من قصائدها نجد فيها أسلوب جديد في قوة تناول الفكرة وتجسيدها ، فهي لم تنمق كلماتها بصور مغايرة عن الواقع ،بل كانت قصائدها بعمق تجربتها في أثير الشعر والإحساس المبحر في فضاءات الفلسفة والثقافة ،ومن هنا سافرت بجواز لغة قصائدها عبر خطوط جوارح الإنسانية أينما تكون .
* تقولين في إحدى قصائدك : -أنا قريبة منك ، عيوني ازرار نسيتها على قميصك، ما الذي دعاك على نسيان قميصك؟
– وما الغرابة في ذلك ،هل ترى إن الشعر مسألة رياضية أو معادلة كيمياوية، أن للشعر روح محلقة ترى العالم من خلال تحليقها وليس بتفسيرات موضوعية ، على الرغم وضوح معنى البيت تماما.
* من اين نبدأ ،والموت بنهاية مفتوحة يلاحقنا ..كما أطلقت.ِ تسميته عل ديوانك الشعري؟
– ربما أن الشعور هو الطاقة الخارقة لنفي الموت ،هو الحافز الأقوى للحياة ، الموت يؤرخ للحياة وليس العكس وهذا بمعنى الإندفاع إلى الأمام ،محاولة كشف قبح وهفوات ودونية هذا العالم.
* كيف تتولد عندك فكرة القصيدة ،عن إندماج عواطف ،أم تجليات أحاسيس صامتة ؟
– أنت تحيلني إلى المختبر والمزج والإندماج وتحليل الظواهر الكيمياوية وهذا هو عكس الشعر ،الشعر حر طليق ليس له بداية ولا تخوم ،وهو سؤال الروح الأكبر وذلك من أمر ربي .
* يقول الناقد الإنكليزي “ستيفن » إن الشعر لصيق بحياة الإنسان ،وهو بهذا القول نسف بقية الفنون ،هل كانت قصائدك تندرج ضمن هذا المعنى ؟
– لم يكون قول الناقد المذكور قولا معياريا، بل قولا عابرا ، رغم أن الشعر هو عراب كل الفنون الجمالية.
* بالتزامن مع فسحة التعبير عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،أما ترين بأننا بحاجة إلى ثقافة تخاطب الذائقة بأسلوب معاصر ؟
– ليس لدي أي تعليق على هذا ،فللثقافة أساليبها وتمظهراتها المختلفة في التعبير في كل زمان ومكان .
* لاشك بأن إختيار هوية الشعر بالتلاقح الثقافي بين دول العالم ،كان إنعطافة جديدة للشعراء، حدثينا عن زادهم الثقافي من أجل تعزيز ذلك الإختيار ؟
– هذا قديم قدم البشرية ، فالإلياذة والإوديسة تعتبران تراثا أنسانيا وليس هيلينيا ،لا يكسر ظهر الحروب والنزاعات والعنف والخراب سوى الشعر ،فهو ليس أمرا إختياريا بل قسريا إلى حد كبير ، ليس بيد هذا العالم ليحقق انسانيته سوى الشعر، ومع الثورة المعلوماتية إرتفعت مستويات التلاقح الثقافي .
* كيف ترين واقع الشعر النسائي في إيران ،وماالذي يؤرقك به ؟
– رغم كل شيء فالشعر الإيراني بخير ،هنالك رعيل من الشاعرات المبهرات وهنالك ثقافة بكل الأطياف ،مع الإرادة الحرة لا يقلقني الكثير ،لكل بلد مآزقه وعثراته التي بدورها تلقي ظلالها على الشعر والثقافة . * سؤال لطالما كنت أطرحه عل الشاعرات ،ما الذي يمّيز قصائدها عن الشعراء ، وهل هنالك ميول لدى القراء بحكم ما تمتلكه من جاذبية أنثوية ؟
– بديهي جدا أن تختلف شاعرة عن أخرى، وأنا لستُ إستثناءا ،لي ميزاني وكياني الشعر الخاص، فأنا مهتمة بالوقوف مع الانسان ضد قوى الظلم والطغيان ،كما أنحو كثيرا نحو التقسير الصوفي الجمالي للأشياء ،والرجال هم الرجال سواء في الحياة أو الشعر ،يفرزون عقدهم الذكورية حتى في الجنة.
* ما بين دراستك في علم النفس والمسرح وأداء الأغاني ،أين نجدك بصورة أفضل ؟
– في الشعر وما هو قريب من الشعر أفضل وهذا يقودني إلى المسرح وأداء الأغاني .
* يبدو أن جواز قصائدك الشعرية يدخل حدود أي دولة ،أما تخشين من اللغة بأن تكون حاجزا يمنع دخولك على الرغم من نجومية إسمك؟
– الشعر هو اللغة الخالصة، ولا أخشى إبداً من قيود اللغة ، ما دمت وفية لروح الشعر وكتابته بصدق وإريحية .
* أين نجد ذلك الفارس الذي يتحكم بقصائدك ،وما هي قصته معك ؟
– لست من سكان العصور الوسطى ،لإنتظر فارسي على حصانه الأبيض ،أنا إبنة هذا القرن بكل صخبه وعنفوانه ، وماهو شخصي خالص لا يصلح أن يكون شعرا .
– إلا تشعرين بمتعة كبيرة بكتابة القصيدة بلغتك الأم ،وكيف يمكنك ترجمتها بأحساسها المطلق إلى العربية ؟
– اللغة وعاء اليس كذلك ربما بحكم التعود نعم ولكن بحكم الشعر لا.
* ما الأطر العامة والمهنية برايك للنقد الثقافي بخصوص موضوعة الشعر ؟
– النقد الثقافي حقل واسع تتحكم فيه فضاءات واسعة من السياسية والإقتصاد والإنثربلوجيا ،وحين يدخل إلى حيز الشعر ينقل كل أدواته معه، مما يفضي إلى بعض الأرباك أو التعميم ،ولم أخلص لرأي بهذا .
* رأيك بالشعر العراقي؟
– الشعر العراقي أكبر من أتحدث عنه ،يكفيه أن يكون هو عتبة الحداثة الشعرية على إيدي السياب والبياتي ونازك الملائكة ،هو البحر الدافق المتلاطم الذي لم يسكن يوم والشعر العراقي هو المعلم والجميع تلامذته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق