عدم مساعدة المصابين.. مواقف وحكايات .. والخوف من الإجراءات القانونية والعشائرية

*مواطنون : نخشى من الإجراءات القانونية في حالة انقاذنا للأشخاص المصابين 

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

كعادتها دائما تخرج إيناس ووالدتها ،صباح كل يوم إلى الفرن لغرض شراء الخبز ،وهي غالبا ما تأخذ جانب الحيطة والحذر من السيارات خوفا من دهسها ، عبرت الشارع وإذا بسائق سريع مثل الريح يدهسها وإبنتها معا، إستوقفه بعض المواطنين بضرورة نقلهما إلى المستشفى ، إنصاع إلى أمرهم وبدل من يعالجهما في المستشفى ،انفرد بهما بشارع فارغ ،سحب والدة إيناس من شعرها وليكمل جريمته بسحب إيناس معها ،وغادر مكانهما على وجه السرعة ، كل هذه الإجراءات وزوجها لم يعلم بما جرى ،وحينما سأل صاحب الفرن حدثه بما جرى ،وشاء لطف الله تعالى إن تكون إحدى كاميرات التصوير للفرن جاهزة للتحميل ليتم التعرف على رقم السيارة ،على أية حال تم إلقاء القبض عليه .
بدأنا تحقيقنا الصحفي بهذه الحادثة المروعة ،والكثير منا ربما يشاهد أحد الأشخاص على إحدى الطرق العامة مصابا ويحتاج إلى المساعدة ،ولكنه يخشى ويحجم عن تقديمها خوفا من المساءلة القانونية والعشائرية ،أو حتى الأخبار عنها .
(وكالة فضاءات نيوز) حاولت أن تسلط الضوء على هذه الحالة ، فبعضهم قال أنها واجب إنساني يحملني على إنقاذه ،أما الآخر فقال أنها ورطة ومشكلة سوف لن إنجو منها ،وما بين هذا الموقف الحزين والخوف من الإجراءات القانونية تزهق أرواح يمكننا إنقاذها ، كما تطرقنا في آخر التحقيق حول هروب السائق من دهسه أحد المواطنين ،وماهي الإجراءات القانونية بحقه .

لابد من المساعدة
المواطن إبراهيم خليل العلياوي : لا يهمني ماذا سيكون الموقف عند إنقاذي ونقلي لشخص تعرض إلى حادث مروري حينما أراه في الشارع مصابا ،فليس من باب المرؤة والشهامة أن أقف أمام شخص يحتاج إلى المساعدة ونقله للمستشفى ،صحيح أن إجراءات شرطة المستشفى ستكون صعبة معي ،لكن لن أتخلى عنه لطالما أوكلني الله لمساعدته .
الطفلة الضائعة
كامل كاظم الفريداوي : كنت أجلس في محل عملي ،وجائتني طفلة صغيرة ومعها صديقتها ،وقالت لي : أريدك أن تتصل على رقم والدي المكتوب على ظهر حقيبتي المدرسية ، إتصلت بوالدها وبدأ يسألني بكثرة عنها ،أنت أين ،وكيف عرفت رقمي ،وإذا ضاعت ابنتي فأنت المسؤول ،وبناء على ذلك إضطررت إلى قفل المحل والموبايل حتى أنفذ بجلدي !
إجراءات قانونية
علي حسين نعيس : مسألة الخوف من نقل المصابين إلى المستشفيات أمر واقعي جدا ، لكن تكمن المشكلة في الإجراءات القانونية التي تتخذها الشرطة في المستشفى ،حيث يعاملونه على أنه هو الجاني الحقيقي ،والمفروض إن تتعامل معه بلطف ومرونة لطالما كان هو السبب في إنقاذ حياة مواطن تخلى عنه الجميع .
ثقافة إسعاف
الطالب الجامعي حسين علي شهيب: أرى بأن تكون هنالك ثقافة إسعاف لدى الجميع ،على الرغم من الخوف من نقل المصابين في الحوادث ،ولكننا في مجتمع عشائري ،ولابد من إبداء المساعدة ،فنحن في الجامعة لدينا دروس عن بعض الإسعافات الأولية .
جوائز للمنقذين
علي سعيد جاسم : الكثير من دول العالم تقدم جوائز لمن يقومون بمثل هذه الأعمال ،لأنه عمل إنساني يساهم في إنقاذ حياة إنسان ، وليتصور البعض منا بأن هذا المصاب هو أخوه أو أبنه ،فماذا عساه أن يقول لمن لا يقدم هذه المساعدة ؟.
قضية شرف
أحد الأصدقاء رفض أن نأخذ له صورة ،ولكنه ذكر لنا حادثة مشابهة لمثل هذه المواقف فيقول : نزل شخصين من إحدى سيارات الأجرة ومتوجهين إلى أحد أصحاب المحلات ،وطعناه بالسكين في رقبته وظل ينزف دما ولا أحد يتقرب منه ،في حين المنفذين كانا يصرخون بأعلى صوتهم :لا أحد يتقرب لأنها قضية شرف ،ولا أعرف هل كان قولهما صحيح أم لا ،على أية حال بقى الرجل ينزف دم بغزارة حتى توفي ،ولم يبادر أحدهم بالإتصال بسيارات الإسعاف أو الشرطة .
قضايا المرور
في هذا الجزء من التحقيق الصحفي ،كان لابد لنا إن نتطرق جانب آخر متعلق به ، فيما يخص هروب السائق في حالة

رائد المرور – فادي عماد

دهسه أحد المواطنين ،حيث يقول الرائد فادي عماد الخزعلي /ضابط العلاقات العامة والإعلام في مديرية المرور العامة : بعد وقوع الحادث تنتقل مباشرة دوريات المرور القريبة لتنظيم المخطط الخاص بالحادث ،أما في حالة هروب السائق هنا فيتم تعميم رقم العجلة عن طريق نداء من السيطرة المركزية لمديريات المرور، وكذلك دوريات النجدة وبعد القبض عليه تحال القضية إلى مركز الشرطة المختص ضمن المنطقة، وتقام دعوى اصولية وينظم سير تحقيق بالحادث ويسير إلى قاضي التحقيق لينال جزائه العادل، أما الأن فقد تطور عمل مفارز المرور بشكل كبير جدا حيث بأستطاعة السيطرة المركزية تتبع العجلة التي تهرب بعد وقوع الحادث عن طريق كامرات مراقبة تم وضعها في بغداد مؤخرا من قبل السادة في مجلس محافظة بغداد ومقراها لديهم ، إضافة

.إلى أن مديرية المرور حريصة دائما على رفع ثقافة السائق وبشتى المجالات والطرق ،وآخرها العمل بنظام الإختبار الإلكتروني لطالبي إجازات السوق والذي يحتم على من يروم ان يمنح اجازة سوق الدخول إلى دورة سريعة وتطويرية للإسعافات الأولية في موقع المرور المختص وبكوادر ومدربين من الهلال الأحمر العراقي أضافه إلى ادخال أسئلة بهذا الشأن في الاختبار النظري .