اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
قراءة في نص ” شتاء الحنين “للشاعرة التونسية منيرة الحاج يوسف

قراءة في نص ” شتاء الحنين “للشاعرة التونسية منيرة الحاج يوسف
قراءة – الشاعر عماد نافع – بغداد
النص :
” شتاء الحنين “
شعر – منيرة الحاج يوسف – تونس
كلما ابتسم…
تكسرت قطع الضوء بين كفّي ديسمبر،…..
وذابت جبال الثلوج بين فكّيه،
وجرت سيول الفرحة في قلبي….
تبزغ شمس الأمنيات
وهو يرافقني
في جولة صباحية لنتفقد غابات الزيتون
المثقلة بحباتها الناضجة،
فتستقبلنا دروب الأمل بحضن مفتوح….
على قارعة حكاياتنا..
يجلس ديسمبر منتظرا بشوق،
وصول جحافل القادمين من القرية،
لجني صابتهم، ويدغدغ أحلامهم بقرصاته الحارقة،
وإذا ما أعيته اللهفة انتشر في الحقول
زخات فضية
تعزف للكون أحلى أنغامها ليستيقظ امل جديد…
فيضمني إلى صدر أحلامه،
يرفعني
إلى نور يتنفس من كوة اعشاب
حيية يسقيها قطر العطور
التي تنثها الغابات في حضرة الشتاء العظيم…
لم تكن دموعا تلك التي همت من عل،
فعيون السماء يكحلها مرود
الاستبشار لكنه ماء الحياة المقدس ورضابها الزلال…
نحتمي تحت زيتونة معمرة
في عبث طفولي
بقطرات تنسكب على وجنتينا وتسيل على الخدين،
ويخبئني بين اضلاع قلبه
ابتسامة يتكسر ضوؤها
على زجاج الشتاء في أمسيات الصقيع….
والحنين.
القراءة – للشاعر والناقد عماد نافع
بين ديسمبر الشتاء، الزيتونة والنخلة المقدسة ..تحدد شاعرتنا القديرة منيرة الحاج يوسف ..رحلة الحنين في صباح شتوي مع مكمل الروح، في هذه الرحلة تكسرت قطع الضوء بين كفّي ديسمبر، وذابت جبال الثلوج بين شفتيه، وهنا ترسم لنا الشاعرة صورة غاية بالروعة لاحتظار الروح شوقا تحت ظلال الزيتونة المباركة وبين الزمكان ومايشغلهما من مشهد أو حدث أقل مايقال عنه أنه رومانسي بامتياز رامز الى درجة عالية…نجد الحنين فيه يتفجر عشقا صارخا من الطبيعة ” المكان” في ديسمبر ” الزمان ” حنين جارف يحرك الساكن و يحاكي عشق الطبيعة لبعضها..كما يبدو ذلك من خلال العناق الجميل الذي ترسمه لنا الصورة المؤثرة التي وضعتها الشاعرة مع النص اللافت شكلا ومعنى، حيث يبدو فيه فرع نخلة أثيرة يقبل فرعا اخر من زيتونة مقدسة كما يبدو في الصورة ..هذه القبلة وهذا العناق الطبيعي استفز العاشقين للألتصاق العذري والانساني…..
..نص ” شتاء الحنين “ للشاعرة منيرة الحاج يوسف يشي لنا بالكثير من الأسرار، ويبعث أكثر من رسالة انسانية ولعل أهمها :
أن العشق متاح لجميع الكائنات الحية بيد أن الطبيعة تحمل راية الانبعاث والعشق العذري الذي يعد هبة من هبات السماء للانسان .وهنا ترسم لنا الشاعرة الفنانة مشهدا يمتزج فيه رضاب الشوق الأشهى من الشهد، الذي يفتت صقيع الشتاء من فرط سخونته، هذا المشهد لايبتعد كثيرا عن مشهد عناق الاشجار ..وتبقى الزيتونة هي الشاهد الحي لهذا العناق الجميل .وهي البقية الباقية من المشهد الخالد .
.“شتاء الحنين “ رحلة يمتزج فيها عشق الطبيعة السماوي بالعشق البشري الانساني لعاشقين تقدما سنين ضوئية عن باقي الكائنات .أبارك للشاعرة التونسية القديرة منيرة الحاج يوسف هذا النضج الشعري , الذي يجعلها ممسكة أبدا بخيوط النص بكل رشاقة لتصنع لنا منه تحفة أدبية .