اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

ألو .. ألو بيروت ..!

 

 

بقلم – فراس الغضبان الحمداني

ليست الأغنية الوحيدة التي غنتها صباح أو التي كانت فيروز تطل بها كل صباح فبيروت في الحقيقة أغنية تتكون من عدة ألحان مجتمعة تخرج من صوت الموج الذي يدفعه البحر المتوسط نحو ساحلها الممتد شمالا” وجنوبا” ، وتأتي الألحان من الرياح التي تضرب الجبال والوديان وتهتف بالحياة . لكن أين صباح وأين فيروز وأين وديع الصافي وأين زوار بيروت ونساؤها الجميلات والسائحون من شتى أنحاء العالم الذين يبدون وكأنهم إبتلعهم البحر وغابوا فيه إلى الأبد ؟ ورغم الإلحاح في الإتصال ورنات الهاتف الأرضي والجوال وصوت صباح على الهاتف وهي تقول :
ألو ألو بيروت
من فضلك يا عينيي
أعطيني بيروت
وعجّل بالخط شويي
أعطيني بيروت وصّلني عالصنايع
قلبي هونيك ضيعتو بعدو ضايع
بدّي أسأل عن قلبي .. يمكن هونيك متخبّي
فليس من مجيب . وبعض الذين تتصل بهم غيبتهم الحروب والصراعات ومنهم من الذين هاجروا إلى آخر الدنيا ولم يعد لبنان سوى ذكرى في نفوسهم أو حين يرسلون للمتبقين من أهلهم بعض المال ليعينهم على حياة الشظف في المدينة الغافية على ساحل المتوسط علها تنسى جوعها وجثث ضحاياها والذين مازالت جثامينهم تحت ركام المرفأ الذي تفجر وتحول إلى بقايا مرفأ لا يصلح لشيء سوى للبحث عن المفقودين أو للإستخدام السياسي والإعلامي الذي لا طائل من ورائه .
هناك عند قلاع بعلبك ما يزال صوت عبد الحليم حافظ يصدح لنادية لطفي
جانا الهوى جانا
ورمانا الهوى رمانا
وهناك عند سفوح الجبال العتيقة وقرب الشلالات العذبة وحيث تتمايل أغصان الأشجار غنى فريد الأطرش ..” يا بو ضحكة جنان” ,  وجميل جمال و ريتني طير لأطير حواليك والكثير من الأغاني التي تجعل العشاق في وادي الحب والخيال .
وهناك وهناك أنتظر وديع الصافي عودة السفن البعيدة وغنى لها :
عندك بحرية .. ياريس
سمر و شرقية .. ياريس
و البحر كويس .. ياريس
و صلني حبيبي .. ياريس
عا الرمل الدايب .. كتبنا
شوق الحبايب .. دوبنا
و أنشا ألله توصل .. مراكبنا
الـ فيها أهالينا .. و حبايبنا
و الفرحة تكمل .. يا ريس
كل شيء تحول إلى ذكرى ولم يعد سوى رماد الحروب والموانىء المحترقة والجثث المتفحمة والذكريات الغريبة وكلمات الأغاني التي لم تعد تجد من يسمع لها . ولكني لا زلت أسمع أغاني الشحرورة صباح وأردد كلمات أغنيتها ألو ألو بيروت من فضلك يا عينيي أعطيني بيروت وعجل بالخط شويي .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق