فضاءات نيوز – علي صحن عبد العزيز
في هذه المقالة لا أريد أن أمدح الزملاء والزميلات المحررين في كافة الصحف والمجلات وحتى الوكالات الإلكترونية لما يبذلونه من جهود في عملهم الصحفي ، وإنما أسعى إلى بيان دورهم في إكتشاف المواهب ودفعهم نحو الأمام ، قد يتصور البعض بأن محرري الصفحة الثقافية أو الفنية هم صحفيين بما يمتلكونه من مهارات فردية في تحرير هذه الصفحات لتكون في أبهى صورة لها ، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما ، فمسؤوليتهم أكبر من المادة المنشورة بمضمونها الثقافي والفني والأدبي ، بدليل أن القارئ الكريم يحملهم المسؤولية كاملة بأعتبار إن المواد خرجت من تحت ايديهم وأمام انظارهم ، ولا نغالي إذا ما قلنا بأن الكثير من المواهب والطاقات الإعلامية كان سببها هؤلاء الجنود المجهولين الذين اسهموا في بناء جدار الحضارة للكثير من البلدان العربية ومنها العراق ، وللحقيقة وللأمانة التاريخية فإن من يزور المحررين والمحررات في مقر أعمالهم سيرى ما قلناها عن قرب ، ونؤكد مرة أخرى بأن هذه الثلة طرف رئيسي ومهم في تحريك الثقافة والادب والفن وكل الاتجاهات الفكرية والثقافية ، وإذا ما تابعنا بصماتهم على المواد المنشورة التي يحررونها ، فإننا نجدها تتمتع بالمعالجة الثقافية واللغوية وحتى النحوية ، ولا يقتصر دورهم في مجال الأدب والثقافة كما ذكرنا في بداية المقال ، بل يمتد عطائهم إلى كافة بنى الإبداع إنى كان ، والأهم من ذلك كله هو تجردهم الشخصي عما يصلهم من مواد أخرى قدر تعلق الأمر بالمعالجة التي تتطلبها ضرورة النشر ، وأقصد هنا سلامة المادة من ناحية الشروط الفنية لغرض نشرها ، ولذا يمكننا القول بأن المحررين والمحررات يتعاملون مع الجميع على خط واحد ، وواجب علينا أن ننقل هذه الحقيقة إليكم أعزائي القراء ، لأنها أمانة مهنية وأخلاقية جديرة بالإشارة إليها .
