اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

خواء حضور جمهور الفعاليات الأدبية والثقافية….. آراء والأسباب

تحقيق / علي صحن عبد العزيز 
على الرغم من وجود كم هائل ومتنوع من الأنشطة الثقافية والأدبية في قاعات المركز الثقافي البغدادي وغيرها من القاعات والمنتديات ، إلا أن هنالك عزوف واضح من قبل الجمهور وحتى المعنيين بالثقافة والأدب عن الحضور ، ترى إلى أين يمكن أن يذهب الشاعر ليلقي بقصيدته ، أو إلى أين يمكن أن يناقش المفكر أو الأديب والمثقف ما يجول في خاطره من أفكار ورؤى ، ليتجاذب أطراف الحديث وتتلاقح مع ثلة من المفكرين والمثقفين ، وكتحصيل حاصل فإن الدور الذي تلعبه المؤسسات الأدبية والثقافية لأجل تفعيل حضور الجمهور لا يرقى إلى مستوى الطموح والريادة التي نتمناها في توفير فضاء مشترك يجتمع ويتفاعل فيه كل المعنيون والمهتمون بالشأن الأدبي الثقافي . (وكالة فضاءات نيوز) توجهت إلى نخبة من المثقفين والشعراء والأدباء والمفكرين ، وطرحت عليهم سؤالين بشأن هذا الموضوع ، هل تعتقد بأن غياب الجمهور والمثقف وكل المعنيين بالأدب والثقافة عن حضور الفعاليات والأنشطة يكمن في تلك المؤسسات نفسها من خلال التخبط والارباك في عدم وضع آلية عمل ناجحة وواقعية يمكنها أن تستقطب الجمهور ، أم ترى هذا الانصراف جاء نتيجة ضعف الفعاليات نفسها ، وكذلك جراء المحسوبية والعلاقات للمستضافين أنفسهم ، وماهي مقترحاتكم بشأن تجاوز هذه الأزمة .

طرح الذات النرجسية 

الدكتور علي لعيبي / رئيس تحرير مجلة الآداب والفنون  : 
أي فعل ثقافي أو أدبي رصين أكيد مرحب فيه ، ولكن بشرط توفر عوامل كثيره أهمها ، البيئة الخاضنة له وأقصد هنا من تقدمه ، وثانيا المحتوى الفكري والاسلوبي الذي يجعله مقبول هذا من جانب ومن جانب آخر ، كثرة وتعددية المؤسسات الثقافية التي تبرز مجرد رقم وبهرجه ، ويحاول البعض طرح ذاته النرجسية التي تسعى للوصول مهما اختلفت الوسائل والغايات ، ومع رصانة ما يطرح من قبل المؤسسات الأدبية والثقافية كالاتحادات والمنظمات ،إلا أنها مازالت تعمل وفق إطار ادلوجي سلطوي لا يمكن الخروج منه ، وهنا لابد من نفس مستقل يجعلك تقول ما تريده بغض النظر عن موافقة السلطة او عدمها ، ونحن ضد تعدد هذه المؤسسات وضرورة ترشيدها وتكثيفها بشكل نوعي من خلال الإرشاد والدعم من قبل المعنيين بالثقافة والأدب .

عشوائية الاختيارات 

الأديب منذر عبد الحر  :
 عدم تفاعل الجمهور وكذلك المثقف المعني مع النشاط الثقافي، ادبيا كان أم معرفيا له أسباب عديدة الخصها في هذه النقاط منها، عشوائية الإختيار والتخبط في تناول موضوعات الجلسات ، وكذلك عدم الدقة في اختيار الشخصيات المناسبة للحديث عن موضوعات لا دراية كافية لهذه الشخصيات بها ، والنقطة الثالثة فهي الاستخفاف بالقيم الثقافية وخصوصا في ما يخص نشاطات الشعر والسرد،. حيث يدعى في أكثر الأحيان من هم بعيدون عن الإبداع الحقيقي ، والحديث يطول حول هذه الأزمة، لكنني اكتفي بما ادليتُ به.

فعاليات متواصلة

الشاعر غزاي درع الطائي  :
للإعلام دور ترويجي كبير للنشاطات الثقافية والادبية ، ويمكن النظر إلى النشاطات الثقافية بشكل عام والادبية منها بشكل خاص على أنها نشاطات نخبوية ، يشارك فيها متخصصون ويحضرها جمهور له علاقة مباشرة بما يطرحه المتخصصون ،وهي ليست نشاطات عامة أي ليست مجتمعية من حيث الحضور ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن الاعداد العالي للنشاطات واختيار الموضوعات النوعية ذات القبول العام والتي تحظى بمتابعة جمهور عريض من المهتمين والمريدين ، واختيار الشخصيات الثقافية والادبية ذات الشهرة الواسعة والتأثير العام الواضح ، لابد أن ينعكس إيجابيا على سعة جمهور الحاضرين ونوعيته ، وعلى تفاعل هذا الجمهور مع المشاركين في النشاطات ، وللإعلام دور ترويجي كبير في هذا الشأن ، إذ تشكل التغطيات الاعلامية للنشاطات الثقافية والادبية دعوات تشجيعية مفتوحة للحضور ، وعناصر دعم فاعلة للقائمين بالنشاطات أفرادا ومؤسسات ، وفي هذا المجال لا بد من الاشادة بالنشاطات الثقافية والادبية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وفروعه في المحافظات ، سوء أكانت تلك النشاطات حضورية أم عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تحولت بفعل جائحة كورونا إلى منصات تواصل ثقافي وأدبي .

إهمال مقصود 

الشاعر حسين الغضبان : 
 أن الواقع الثقافي حالة مشتركة لازمة بين المعنيين من كاتب ومتلقي وراعي ، بضع كلمات لاتفي بالغرض لكني أختصر الأمر في حساباتي بأن الكاتب قد أنهى ماعليه بعدما كتب وطبع ونشر وكل ذلك على نفقته من دون أن يتدخل الراعي ولو بخطوة واحدة ، ومن أجل أن يصل المنجز إلى المتلقي بكامل عافيته ، لكن الراعي مُصر على الإهمال، وهذا بحد ذاته مصدّ في الطريق، وهنا أقصد بالراعي وزارة الثقافة.
ضرورة اجتذاب الجمهور 
كاظم حسوني / كاتب وصحفي  :
أعتقد السبب الأول في عزوف الادباء والمثقفين عن حضور الندوات والفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية رغم تعدد منابر الفعاليات والندوات التي تقام كل يوم تقريبا بمختلف الامكنة ببغداد خاصة يعود السبب في رأيي إلى الإحباط الذي أصاب المثقف والكاتب والمتابع ايضا من أوضاع البلاد المتردية والشعور المؤلم بالخيبة من جميع الحكومات المتعاقبة والنخب السياسية التي قادت البلاد إلى هاوية الحضيض رغم مرور ١٨ عام على التغيير ،حيث لا أفق ولا أمل بعد إعادة تدوير نفس الأحزاب الفاسدة إلى سدة الحكم في دورة انتخابات ، وصرنا نعيش واقع لا يحسد عليه ، وهذا في تقديري السبب الحقيقي للعزوف الكبير عن الأنشطة الثقافية ،ولا أظن أن الأمر يعود إلى سوء تدبير المنتديات والاتحادات والقائمين عليها ، لأن هذه المنتديات توفرت لديها خبرات وامكانات في عقد الندوات وحسن التدبير في إقامتها ،وإرسال الدعوات واجتذاب الجمهور ، لكن رغم ذلك نجد للاسف أن القاعات تكاد تكون فارغة من روادها ولا معنى من إقامة ندوة من دون جمهور .

فتح أبواب المناقشة

الزميل طه الزرباطي / رئيس إتحاد أدباء وكتاب محافظة واسط : 
  هذا سؤال كبير يؤلمنا نحن الفاعلين في صناعة والاعداد للأماسي والاصبوحات والمهرجانات ، ولابد أن نمتلك الشجاعة لنتناقش نقاط الضعف في الجوانب الاجتماعية والثقافية ،ولنا ثغرات كبيرة تتطلب شجاعة علمية ،ووطنية لوضع اليد على مواضع الخلل ،وفي زياراتنا ومتابعاتنا لمعارض الكتاب في مصر، واربيل، وبغداد بالقياس مع الكوت الدولي للكتاب والذي اقيم مؤخرا، وشاركنا بجناح الاتحاد العام للكتاب ،فضلا عن نشاط اتحادنا في اصبوحات اقيمت على هامش المعرض ، فعلى الرغم من وجودنا في كلية الكوت الجامعة كانت مشاركات الطلبة ولا سيما الأقسام الانسانية واللغوية والاساتذة ، بائسة ومخجلة ، هذا خلل كبير غير مبرر ،وحين قارنا بحجم مشاركة الاربيليون في معرضهم ،وحجم الحضور العائلي ،والنوعي ،وحجم الشراء في الكتب ، وحضور الاماسي ،والجلسات التي كانت جريئة جدا ،جعلتنا ان ننظر بأعجاب للوضع الثقافي الاربيلي ،وتكرر مع معرض القاهرة الدولي وقد اصطدم المراقبون بحجم الدعم الشعبي المصري للمعرض على الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي …معرض بغداد الدولي كان الحضور البغدادي ،والعراقي كان طيبا لكنه لم يكن على مستوى ما نتأمل ،لكن في واسط اصطدمنا بضعف حجم الحضور في المعرض ،وفي النشاطات ، وانا اقولها بحرقة لأنني أجد النشاط الثقافي والمشاركة فيه ‘ ودعمه واجبا وطنيا، اخلاقيا ،ورسالة لمستوانا الثقافي ،والاجتماعي يجب ان لا نختفي خلف الحضارة ،والكلام المنمق إننا أصحاب حضارة ونعد اسماءها ،أين نحن من الحضارة ؟من الثقافة ؟من الجمال ؟ وما هو دورنا في رسم سياسات وطن ، اليس كسلنا ،وهروبنا من المسؤولية سببا في كل ما يجري في وطننا ، هنالك خلل كبير في ضعف حضور الاكاديميين ،والمحسوبين على المثقفين ،و اصحاب الشهادات الجامعية ،والطلبة من ذوي الاختصاص. هناك خلل كبير في الدعم الوطني ،بل أكاد أرى تناسيا ،وعرقلة مقصودة من قبل الطبقة الحاكمة ، وتناسيا للثقافة بكل تفاصيلها ،وعدم وجود رؤى للجانب الثقافي ، والذي يفسر الخلفية الثقافية للقائمين على السياسة في العراق تتحملون هذا التقصير المتعمد،مثلما هناك تقصير في بناء العراق واعداده ليكون في مكان يليق به في كل نشاطاتنا الادبية والثقافية بضنين من المال ،وبقليل من الدعم المعنوي حتى نعمل مهرجانات ، جلسات ادبية ، نفتح حوارات ، كنت شخصيا ادير بيتا ثقافيا في واسط ،فضلا عن رئاسة الاتحاد ،والمساهمة في معظم النشاطات التي اعتبرها كما قلت واجبا اخلاقيا ، وهي دعوة للجميع أن المساهمة تعني أن وضعنا الثقافي ، والاجتماعي بخير ،بحضورنا واصرارنا على صناعة الجمال والامل لنفتح ابواب المناقشة الشجاعة لخيباتنا ،ونضع ايدينا على مواضع الخلل ، هناك امية ثقافية حتى بين من يزعمون انهم نخبة ! لنبني وطننا كل من موضعه ، وإلا سنغرق جميعا وأنتم ونحن جزء من هذا الغرق ،جزء من المشاركين فيه .
الارتقاء بالمستوى المعرفي 
رجب الشيخ رئيس المركز العراقي للثقافة والآداب :
من أهم الظواهر الحقيقية في كل الجلسات الأدبية والفكرية والثقافية العزوف الحقيقي والمعتمد على العلاقات مابين المحتفى به مع الآخرين دون النظر إلى جودة الجلسة وتحكمها علاقات سطحية تعتمد على حضور المقربين ، وتشكل هذا الظاهرة خلل كبير جدا من حيث الرؤية العميقة لتطوير الاداب من الشعر والرواية والقصة ، لذلك وصلنا إلى اسوء حالة من التواصل الحقيقي المبني سهواء بشكل غير صحيح ، لذا ومن واجبنا الرئيسي حث بقية الادباء والشعراء والمعنيين على الحضور وذلك للارتقاء بمستوى الأداء المعرفي ونقل تجارب الآخرين من خلال تلك الجلسات المهمة التي من خلالها تطوير الحركة الثقافية .

جودة فعالية النشاط 

لطيف عبد سالم / باحث وأديب وكاتب :َّ
مَنْ يتمعن في المشهدِ الثقافي المحلي، يلمس على نحو جليّ حجم الهوة ما بين الفعاليات الثقافيَّة وجمهور الحاضرين، والتي تعبر في حقيقتها عن تراجعٍ ملحوظ في عمليةِ انشداد الجمهور إلى أروقة الفعل الثقافي، على الرغمِ من هولِ معطيات مُجتمع المعلوماتيَّة التي يفترض أنْ تكون مؤازرة لمجمل إفرازات الأنشطة الثقافيَّة التي لا غنى عنها في مسايرةِ التقدم التقني؛ لأنَّ الثقافةَ تُعد أفضل وأيسر السُبل التي من شأنها مخاطبة عقل المُتلقي ووجدانه. ولعلَّ من بين أبرز أسباب الانحدار المقلق في تلك العلاقة المفترضة على الصعيدِ المحليّ، هو: ضعف الاهتمام الحكوميّ بعمومِ الحركة الثقافيَّة في البلاد، وبخاصة غياب الاهتمام بالأدباء الذين يفرض منجزهم الأدبيّ على وزارةِ الثقافة رعايتهم، وإعلاء شأنهم، وعدم اقتصار ما ظهر من اهتمامٍ على تأبينِ الراجلين منهم، جودة فاعلية مضمون النشاط الثقافيّ، إذ لوحظ أنَّ الكثيرَ من الفعالياتِ الخاصة بتوقيع المنجزات الأدبيَّة التي شهدتها مختلف منصات الساحة الثقافيَّة، لا ترتقِ إلى مستوى الإشهار والاحتفاء، فصلًا عن ارتهانِ العديد مما يكتب من دراساتٍ نقديَّة عنها بالمجاملات وغيرها من أوجه الإساءة إلى الثقافة، إغفال بعض الإدارات أهمية حسن اختيار مكان إقامة الفعاليَّة الثقافيَّة والتوقيتات المناسبة للحضور، تنامي مشكلة الزحام المروري وضعف ثقافة أغلب إدارات دور النشر لمسألةِ الترويج إلى ما يصدر عنها من مطبوعاتٍ ثقافيَّة.

تعميق الهوة مع الجمهور 

ثامر جواد الخفاجي / شاعر :
عندما تصبح الفعاليات الأدبية والثقافية عقيمة وتقليعة للاستعراض والمجاملات عندها تفقد اسباب تأثيرها على الحضور الجماهيري الذي يرى في الأدب رسالة يجب أن تصل إليه بشفافية واريحية تتناغم مع المستوى الثقافي لكل شرائحه ، إضافة للظروف التي يمر بها البلد جعلت من هذه الفعاليات ليست من أولويات اهتمام الجمهور ، كذلك لا ننسى دور المؤسسات الادبية والثقافيه وخصوصا الرسمية وشبه الرسمية في تعميق هذه الهوة بين الجمهور وبين هذه الفعاليات التي تقام ، والتي يغلب عليها طابع المجاملات والمصلحة الشخصية للمدعوين في اغلب أنشطتها .

تلاقح الأفكار 

كاظم حميد الحسيني / إعلامي وصحفي :
المتعارف عليه والمعلوم عنه إن لكل منبر ثقافي منافذه المتكاملة من حيث الرسالة الأدائية فيه إن كانت فنية أو أدبية أو حوارية فكلها تصب في مصلحة التطور والتطوير الذاتي لامحال ، لكنه اليوم وللأسف الشديد أغلب الحضور يهمل مهام الفعالية ويتصفح موبايله الشخصي دون التمعن لمفهوم الحوارية التي يحضرونها فقط للجلوس لا أكثر ، أو يتحدث مع زميله بحديث لايميل نهائيآ لطبيعة المجلس الثقافي ، نعم الشاعر يحتاج الى جمهوره الذواق والأديب يحتاج لمن يشاركه بالمداخلات والمثقف يحتاج الى العزم بالتفاعل بمشاركة الأفكار والرؤى البنائة والهادفة وليس حضور دون تفهم وفهم الريادة المعنية بالشأن الثقافي بكل نوافذه رغم غياب رواد الثقافة بسبب الجائحة أو بسبب عدم القناعة بالمحفل لضعف التوجه والتوجيه للمنبر الثقافي ، لذا من الواجب أن نلتزم بأحترامنا بالحضور الحقيقي والتفاعل وعدم ترك المحفل والأنصراف عنه مالم يكتمل حضورنا جميعاً بكل معانيه والتغلب على الغياب من خلال التشجيع لمهام كل محفل لغرض الأستفادة منه علميآ وثقافيآ وأدبيآ ولتكون يدنا جميعاً مع الجميع لنستفيد من تلاقح الأفكار ، وتقبل آرائها لنكون بحضورنا المتميز والمميز يضاف الى منتدى الحضور بكل صفاته التوعوية لنخلق منها منبر جديد لنا يعني الثقافة في تطور وتجدد بعيدة كل البعد عن الإحتكار لنجتاز حالات التخبط التي قد تحدث أحياناً مع الإهتمام بآليات النجاح المثمر والمعطاء لكل واقع وليكن الجمهور هو القدوى بكل فخر وأعتزاز حتى تبقى الروح الثقافية مقبولة في سلم العلا .

عولمة الثقافة 

وجدان عبد العزيز / أديب :
هذه الفعاليات الثقافية لها ابعاد محدودة ثم انها لاتخلق مثقفا لكنها لها دور في تعميق العلاقات الثقافية بين روادها وشاب الكثير منها نوع من انواع الشللية والعلاقات الجانبية وخاصة علاقة المجاميع.. لكن الأهم في قلة الحضور جائحة كورونا اللعينة التي شلت الحركة العامة لانشطة المجتمع وخاصة الثقافية، ونضيف تأثير عولمة الثقافة من خلال الانترنت ونوافذه المفتوحة كالفيس وغيرها.. خلقت نوع آخر من الفعاليات التي اغنت من حضور تلك الفعاليات.

صراع التنابز والاستخفاف 

حسين عجيل الساعدي / باحث وأديب :
قد تتباين الاسباب و المسببات في هذا العزوف ومن هذه الاسباب هو ان الواقع الثقافي العراقي جزء لا يتجزء من الواقع السياسي بل هو منقاد الى هذا الواقع بكل تداعياته حتى نرى المثقف واقع بين خطابين ام اقصى اليمين او اقصى يسار والمنطقة الوسطى مغلوب على امرها، كذلك ارى ان الساحة الثقافية العراقية ينتابها صراع خفي وبعض الاحيان يظهر للعلن، وصفة هذا الصراع هو التنابز والاستخفاف بالاخر، والتسقيط، على حساب رزانة الطروحات الفكرية والادبية والفنية، كما لا يخفى علينا، اذا قلنا ان جائحة كورونا القت بظلالها على حضور المثقف للمنتديات الثقافي والفنية والمشاركة الحضورية فيها.

تركيز القيم الجمالية 

باسم عبد العباس / مدير تحرير جريدة البينة سابقا : 
ابتداءا ان المؤسسات والمراكز الثقافية والادباء هم ينصهرون من الناحية الاجتماعية مع التردي العام في القيم الجمالية(الحق والخير) وكذلك المصالح العامة. من هنا يتضح القصور والماساة التي يحياها الجمهور الذي تؤثر فيه المصالح الفردية والضيقة وحتى الطائفية أو العرقية وهنا تكمن الخطورة على الذائقة الادبية بكافة الوانها ومشاربها ، ومعلوم أن تقدم الشعوب وتحضرها وتمدنها يعتمد على بروز وتقدم الفنون ومن ضمنها الفعاليات الثقافية والادبية وفي جو تغييب الوعي والجهل أين يتقدم الشاعر أو الرسام أو القاص وحتى الناقد في ظل عدم قدرة الجمهور فهم واستيعاب المفردات اللغوية ووظائف الادب واهدافه في رفعة وارتقاء الامم ، نعم هناك أمل بنهضة وطنية يحياها الجمهور ومبدعي العراق لو كانت هناك سلطة تنفيذية وتشريعية تعمل وفق المصالح الوطنية والشعبية بشرط إدخال العلم والحرية في تقاليدنا وعاداتنا اليومية ، ونبذ الاساطير والخرافات .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق