اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

كُتاب الرواية والقصة …كيف يختارون أسماء شخصياتهم ؟

 

 الشويلي : إختيار أسماء أبطال الرواية جزء من إضفاء المصداقية على مجريات القصة 

البحار : أساسيات بناء الرواية هو الشخصية الفاعلة

 

 شبر : من الضروري أن يكون العمل الأدبي صادقا فنيا . رياض المولى : قوة الإسم تنبثق من مدى ارتباطه بالمحيط الذي يعيش به الروائي 

 

 فضاءات نيوز -تحقيق
/ علي صحن عبد العزيز
في عالم كتابة الرواية أو القصة ثمة أساسيات يتعامل معها الروائي أو القاص ، ومنها أسماء الشخصيات في مكوناتها الإجتماعية التي تجعل منها شخصية قوية ، لكي تنقش مكانتها في ذاكرة متابعي الرواية أو القصة، ولعل من ضرورات نجاح كتابة الرواية أو القصة بأن القارئ حينما يوغل في قراءة القصة أو الرواية لا يحتاج إلى قراءة الصفحات الأولى منها ليتذكر ما كتبه القاص أو الروائي ، وتلك إحدى أهم الأسباب لبقاء الكثير من أسماء الشخصيات في الروايات والقصص خالدة في ذاكرة القراء.
(وكالة فضاءات نيوز ) ناقشت هذا الموضوع مع نخبة من الروائيين والروائيات وكتاب القصة وطرحت عليهم ثمة أسئلة ، ما مدى تطابق أسماء الشخصيات في الرواية أو القصة التي تكتبها لكي تكون متطابقة مع بقية الشخصيات الأخرى ، وهل تعتقد بأن سطوة مكان الرواية أو القصة يفرض تأثيره عليك في إطلاق تسمية الشخصيات فيما تكتبه؟
وصف شخصية الرواية
حسن البحار / روائي :
من الواضح لكل مهتم في كتابة السرديات ، هناك أساسيات لبناء النص الإبداعي منها الشخصية ، ولهذه الأخيرة خصوصية يعرف المتفرد بها والمتميز بأنه أجاد في وصف الشخصية داخليا (النفسية ومستوى الذكاء) وخارجيا (البناء الجسماني والسلوك والاسماء)، وكل هذه المعطيات يمكن لها (كلها أو بعضها) أن تتأثر مع تغير المؤثرات الداخلية (الانتكاسات والانفعالات والأفراح والمشاعر) والخارجية (المكان والطرف الاخر).
سلوك عام
كاظم الشويلي /روائي :
هنالك أسس وضوابط يعتمد عليها كتاب القصة والرواية في اختيار أسماء شخوص أعمالهم الابداعية، ومن هذه الأسس هو محاولة صناعة شخصيات غارقة في عمقها الزمني من خلال ترسيخ وجودها عبر مئات السنوات، مثلما صنع لنا شكسبير أسماء شخصياته, أو كما وجدنا في تراثنا القصصي أسماء لشخصيات اسطورية مازالت عالقة في الذهن, وفي الغالب يلجا الكاتب الى اسماء قريبة من افعال الشخصيات وسلوكها العام سواء المضمر أم الظاهر، وربما يختار الكاتب أسماء سهلة أو غريبة تبقى خالدة في الذهن, تذكّر المتلقى بصفاتها ، وهنالك من يثبت إسمه على أبطال الرواية من أجل إضفاء نوع من المصداقية على مجريات احداث عمله الإبداعي.
إفصاح المعنى
أطياف سنيدح / روائية :
توجد حالة مرغوبة وحالة ممنوعة في ذهن الكاتب ، هنالك في فترة قريبة الأسماء غير ضروري للنص بقدر أهمية المكان ، ربما حتى الحركة مقيدة ، وبالتالي قليل تجد البطل هو من يحرك المكان الأغلب العكس المكان يتبعه الكثير من كتاب الرواية والقصة خوفا من فرض الشخصية على الكاتب ، وهنا لابد إفصاح المعنى نحن أمام نصوص تتبع المخاوف السردية الشخصية بإمكاننا تسميتها بعملها ، وهذا ما اقوم به محاولة جرد الشخصية من اسمها ، والسؤال لماذا؟ لأن التابع لمرور الحدث يكمن بالفعل لا بالأسم على الرغم أنه يعطي نرجسية و رومانسية ينتج أشعة حلوة كاملة للقارئ ، إذ أردنا قياس الحقيقة بعيدا عن المنطق نجد فرضية الأسماء للشخصيات عابرة ومؤكدة ولن نختلف في جوهرها، ما يلفت الكاتب هو أنانية الكاتب على محاور البقاء لا يتخلى عن فكرة إتاحة الفرصة الشخصية تسمية نفسها خلال تسلسل الأحداث والحدث يريد هو الملك! ما من دفاع لظهور الأبطال على صورة لا تحمل أقنعة مؤقتة ، عموما الإسم ضروري والتخلي عنه ضروري لكن من الغاية؟ إذا تركنا الاسماء تركنا نصف الجمال مفقود ولابد إيجاد الاجمل في النص.
كتابة الاسم الصريح
حسن الموسوي / روائي وقاص :
يعتبر إختيار أسماء الشخصيات في الرواية والقصة من الأمور المهمة جدا ، و يجب على الكاتب مراعاة إختيار أسماء الشخصيات عند كتابته لمدينة ما، فلكل مدينة خصوصيتها بالنسبة للأسماء السائدة فيها ، فالأسماء السائدة في مدينة الموصل على سبيل المثال هي ليست نفسها في مدينة العمارة ، على الرغم من ان كلتا المدينتين ضمن الدولة العراقية ، كما أن للزمن تأثيره أيضا فالأسماء التي كانت سائدة في القرن الماضي قد اختلفت في ايامنا هذه ، وعلى الصعيد الشخصي ، فأنا أفضل كتابة الإسم الصريح للبطل أو البطلة ، بعد أخذ موافقتهم على ذلك ، وفي بعض الأحيان ولمقتضيات الضرورة يتم تبديل أسماء الشخصيات الحقيقية إلى أسماء أخرى، وقد قمت بذلك في العديد من الاعمال .
شخصيات واقعية
صبيحة شبر / روائية :
أسماء شخصيات الرواية أو القصة القصيرة التي أكتبها أختارها من بين أسماء الشخصيات التي تعيش في واقعنا ، وأكثر شخصياتي واقعية لها اسماء معروفة في حياتنا ، قد اصفها بصفات جسمية استقيها من شخصية أخرى ، ومن الضروري إن يكون العمل الأدبي صادقا فنيا ، وقد لا يكون صداقا تاريخيا ، المهم إن تكون كتاباتي معبرة عن حياتنا العراقية.
أحداث الرواية
عدنان كاظم السماوي / باحث وأديب :
لابد من توافر عدد من الشخصيات في حيثيات الرواية ومتنها ، ويجب إن تكون متكاملة أي يكمل إحداهما الآخر ،وعي التي تدور حولها حوادث الرواية وبحبكة تكون منقادة للروائي ، وتعد الشخصية عنصرا وكائنا موهوبا وملتزما بأدواره والشخصيات منها الرئيس ومنها البسيط أو المركب الشخصية ، وهي التي تلعب أدوارها حسب الزمكانية والحسية وقدرة الراوي على التناغم أو إكمال إحداهما الآخر ، وبالتاكيد هناك شخصيات رئيسية وشخصيات ثانوية يلعب كل حسب موقعه من الرواية فمنهم الواقعي ومنهم كائن على الورق كما يعبر عنه (رولان بارت) كونها شخصية تمتزج في وصفها بالخيال الفني للراوي ، إذن الشخصية هي ركن أساسي من الرواية وجزء من شخصية الروائي أو تكون هو وهي ماتمثله.
محور رئيسي 
رأفت عادل خطاب / روائي وقاص :
من أهم عناصر الرواية والقصة هي أسماء وصفات الشخصية في الروائية والقصصية، والمحور الرئيسي في تحريك أحداث القصة والرواية، ولكل شخص من شخوص الرواية أو القصة معانى إنساني وأخلاقي ، حيث يحمل مجموعة من أفكار وأراء وصفات وطباع ، وقد تكون خير أو شر و يلجأ الروائي إلى الاستعانة بشخوص ثانوية ، ويجب أن تكون من نفس البيئة وأجواء وعوالم الرواية ، وخلاف ذلك يربك النص السردي وتكون مثلبه على الروائي أو القاص نفسه وللمكان والزمان السطوة في اختيار أسماء الشخوص والمهنة ، كذلك لها دور في إختيار أسماء الشخصيات، لكن في الغالب يبذل الكتاب جهدا لجعل الأسماء مطابقة وذات إيقاع، وتكتب حسب الطبقة الاجتماعية للشخصية المحكي عنها، ولن يستغرب أحد اسم أم حميده في رواية (زقاق المدق ) لنجيب محفوظ، لأنه كان مطابقا، لأنها بالفعل تشبه الشخصية في كل شيء والامثلة كثيرة.
تطابق الأسماء 
جاسم السماري / قاص :
أي عمل قصصي أو روائي يدخل عامل الزمان والمكان ( البيئة) من أهم عناصرها ، لذلك إختيار الاسماء يجب إن تواكب هذين العنصرين ، ويجب إن يكون هنالك تطابق بين الأسماء التي يختارها القاص مع الشخصية في صفاتها حتى تترك اثر طيب لدى المتلقي او القاريءوتبقى راسخة في ذاكرته ، واختيار الأسماء لها تأثير كبير ومتميز . 
متلازمات صوتية 
رياض المولى / روائي :
لا يخفى على أي كاتب متمرس سواء كان روائيًا أو قاصًا إن لأسماء أبطاله تأثيرًا على ذهن القارئ ، وربما يعلق بذاكرته الى الأبد ، هذا التأثير ينبثق من قوة الإسم ومدى ارتباطه بالمحيط الذي يعيش فيه، وقد تلتصق فيه صفة أو ميزة قد تُمّيز هذا البطل من ذاك ، تكون ملازمة له ولإسمه، وهذا مرتبط مباشرةً مع بيئته التي صنعته وشكّلت شخصيته وربما أعطته مسمىً أو لقباً صار عنواناً له ، مثل شخصية جميل عرجة أو ستار عجينة أو رافع الشيوعي في روايتي (منعطف الرشيد) وهذه المتلازمات الوصفية التي تضاف للأسماء تترك تاثيرًا وانطباعاً لدى المتلقي ، فهي ليست أسماء عابرة أو باهتة ربما تُنسى بعد فترة وجيزة .

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق