اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

العنف الاسري في ظل غياب القانون

 

فضاءات نيوز – تبارك الدليمي

العنف هو اي فعل ينتج عنه اذى او معاناة وهو سلوك عدواني ينتهك حقوق الانسان وظاهرة اجتماعية سلبية ينتج عنه مضار نفسية وسلوكية واجتماعية يتبنى العنف شخص ما او مجموعة تجاه مجموعة اخرى او شخص واحد بدأت ظاهرة العنف تزداد في الاونة الاخيرة في العراق بمختلف انواعه واشكاله ومن والدوافع التي تؤدي الى العنف هو الفقر والجهل العلمي والفكري غياب الثقافة و غياب القانون في بعض الاحيان حيث يساهم العنف في تدمير المجتمعات و يوجد بنسبة لا يستهان بها في المناطق التي يسود فيها العُرف العشائري هناك عدة انواع للعنف لكن اكثرها تفشياً في وانتشاراً في المجتمعات هو العنف الاسري الذي يكون من الدرجة الاولى اي التي تكون بين الزوج وزوجته اوالوالدين تجاه اولادهم والعكس والمشاكل العائلية والعنف بين الاخوة تتعدد انواع العنف بشكل عام فهناك المجتمعي العنف والعنف الجسدي والعنف الجنسي العنف النفسي او المعنوي والعنف الاقتصادي واخرها العنف القانوني موجود بعض التشريعات والقوانين التي ينص عليها الدستور المجحفة بحق النساء والفئات المستتضعفة

العنف الاسري من منظور اسلامي

الدكتورة انتصار مصطفى الجنابي- الجامعة العراقية – كلية الاداب – قسم علوم القرأن :

 شجّع الإسلام كلّ فرد من افراد الاسرة أن يشعر بالمسؤولية تجاه الأفراد الآخرين داخل الإطار الاسري ، وذلك من خلال إمكاناته وطاقاته، ليمارس دور الرعاية والتربية التي افترضها الإسلام في كلّ مسلم تجاه الاخرين داخل المجتمع الاسلامي ، كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)حيث قال: {أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}
في الوقت ذاته رسم الإسلام حدوداً للتعامل وإطاراً للتعايش بالمعروف – ولا سيما في العلاقة الزوجية – قال تعالى في كتابه العزيز:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وجاء ايضا (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا)إنّ هذه كله- سواء ماورد في الآيات القرانية الكريمة او ما ورد في السنة النبوية الشريفة-يعطي صورة واضحة جلية للعلاقة التي يرسمها الله سبحانه ويريد لها أن تتحرّك داخل البيت، وتحدّد منهج الرجل الذي يمسك بحقّ القوامة على المرأة والولاية على الأبناء، في مجال التحرّك لحفظ الواقع ضمن إطار الرعاية (الأخلاقية) المتوازنة البعيدة عن كلّ تجني على حقّ هؤلاء في العيش بحرّية وكرامة وسلامة، في ذات الوقت الذي يبادلونه فيه ذلك برعاية حقّه واحترام وجوده وقراراته التي يحدّد من خلال إطار التحرّك لهذا التجمع الإنساني الصغير.
المسؤولية التي تفرضها الولاية والقيمومة ترتب على الولي القيم أن يشعر بضرورة التعامل مع مَن يتولّى رعايته ويقوم على أموره بأسلوب الحكمة، والعدالة، فلا يتجاوز الحدود التي ترسمها الإنسانية والرحمة، ويخطها التشريع الرسالي الذي يطبع أُطر الحياة الصغيرة والكبيرة بطابع الحقّ والعدل والأخلاقية المتميزة، لتتحوّل الحياة في كلّ هذه الأُطر إلى واقع يمثّل الحنو والحبّ والرفق واللطف والرحمة ، . هذا هو النهج الذي أراد الله سبحانه لنا أن نرسمه لواقعنا الداخلي وعلاقتنا مع الأزواج والأبناء ضمن اطار اسري راقي في التعامل من الاخرين … فالله سبحانه رحيم يحبّ الرحماء.

دور الشرطة المجتمعية في الحد من حالات العنف الاسري 

النقيب عمر افكار ابراهيم مدير الشرطة المجتمعية في جانب الكرخ :

 عملنا هو معالجة الحالة قبل وصولهة الى القضاء عن طريق رقم الخط الساخن (497) نستلم المناشدات من مختلف انحاء العراق حيث نأخذ معلومات عن الشخص المعنف عن طريق الاتصال به والتوجه الى الحالة ومعرفة الاسباب التي ادت الى العنف كما نوفر اماكن خاصة لتوقيف المشكو منه بعيداً عن مراكز الشرطة ونوفر اماكن لأيواء المعنفين تدار من قبل الشرطة المجتمعية كونها متمرسة في اساليب حل النزاعات مما يجعلها تستطيع حل اغلب المشكلات وفق العدالة التصالحية واذا كان الطرف الاول يريد حل الموضوع بشكل سلمي نقوم بجمع الطرفين وايجاد الحل المناسب مع اخذ تعهد من الطرف الثاني بعدم تكرار الحالة وزادت نسب واحصائيات العنف الاسري في سنة 2020وفي ظل جائحة كورونا وخلال فترة الحجر الصحي وفرض حظر التجوال لتعزيز التباعد الاجتماعي حقق هذا الاسلوب نجاحاً كبيراً في تقليل الاصابات لكن صاحبه سلبيات كضعف الجانب الاقتصادي وخاصة للعوائل الفقيرة وذات الدخل المحدود والعامل النفسي الذي تعرض له رب الاسرة وافرادها كافة مما ادى الى تفاقم حالات ومشكلات العنف الاسري يتم التعامل مع حالات العنف الاسري من خلال رفع مستوى الوعي الاجتماعي والقانوني لعوائلنا الكريمة وبيان الاثار السلبية عند استخدام هذا الاسلوب في التعامل ويتم ذلك بأقامة الندوات وورشات العمل والمؤتمرات ومنتديات الشرطة المجتمعية المناطقية فضلاً عن استخدام الاتصال الجماهيري المباشر عند تنفيذ الدوريات الراجلة

الاسباب الاساسية للعنف الاسري ( المنزلي)

الدكتور عدنان علي حمزه النداوي
دكتوراه علم النفس اختصاص الصحة النفسية يتحدث لنا عن اسباب العنف الاسري حيث عرف العنف على انه احد الظواهر الاجتماعيةالمنتشرة في غالبية المجتمعات و الموجودة في اغلب بلدان العالم لا يقتصر على فئة عمرية واحدة لا كباراً ولا صغاراً وهو قوة جسدية او لفظية او حركية تصدر من شخص ما او طرف بأتجاه طرف اخر ويأخذ جوانب متعددة ويلحق الأذى وهذا الأذى اما يكون نفسي او جسدي ولربما حتى جنسي بسبب السلوكيات العنيفة التي ممكن يستخدمها الشخص في المنزل مع افراد اسرته والتقليل من اهمية شخصاً ما او الاساءة اللفظية استخدام اساليب اللوم التهديد والاكراه عزل الفرد اجتماعياً السيطرة على الفرد من خلال التلاعب في المصادر الاقتصادية والاجواء الاسرية الصعبة المتوترة المقارنات التي تعقد بين فرد وأخر كأن يقول للشخص فلان افضل منك انتشار البطالة الجهل الفقر ونقص التعليم العصبية والانفعال فقدان العقل التعصب الى جماعة او حزب اصدقاء السوء وعدم وجود ثقافة الحوار الامر الذي ينشر البغضاء والحقد المسلسلات والافلام التي تطرح في مواقف مختلفة حيث يتأثر بها الاخرون وهذا التأثر يؤدي ايضاً الى العنف كل هذة الامور التي ذكرتها هي المسببات الرئسية للعنف بشكل عام و الاسري بشكل خاص .

يجب تجريم اي شكل من أشكال العنف ووضع قوانين صارمة وعادلة

 آية الساعدي بكالوريوس علم الأرض، ومدربة  :

لا زال العنف ضد النساء والفتيات منتشراً في جميع أنحاء العالم حيث أجريت دراسة حديثة تشير إلى أن هناك نسبة تتراوح من 10%إلى 60% من النساء تعرضن إلى الضرب أو أو الاعتداء الجسدي من قبل شريك الحياة في مرحلة ما خلال حياتهن.ولا يقتصر العنف على الإيذاء الجسدي أو الضرب وإنما يتخذ أشكالا مختلفة منها العنف الجنسي والنفسي واللفظي والاعتداء والتحرش والزواج المبكر والقسري وما يسمى بـ”جرائم الشرف” والعنف الرقمي كالأبتزاز الالكتروني والتنمر
وتعزى الأسباب الرئيسية لهذا النوع إلى قلة ثقافة المجتمع وترسيخ مفهوم تسلط الرجل منذ الطفولة، أو ضغوطات الحياة التي يتعرض لها الرجل سواء كانت ضغوطات مادية أو حياتية أو اجتماعية فليجأ إلى مثل هذهِ الممارسات الخاطئة للتفريغ من طاقتهِ السلبية، ومن الأسباب النفسية الأخرى هي عدم وجود تكافؤ ما بين الزوجين مما يجعل الزوج يهين ويحقر ويشتم زوجته ِ على اتفه الأسباب لسد عقدة النقص التي يشعر بها ومهما كانت أشكال العنف فلا يوجد مبرر لها,
كما أن الطامة الكبرى حيث يعتقد بعض الرجال أن العنف ضد المرأة هي ممارسة طبيعية بسبب العادات والتقاليد والأعراف التي تتحيز للرجل والتي تبقي القوالب النمطية ونظرة المجتمع الدونية اتجاهها لذلك يجب الحرص على ضرورة توعية الأسر بمبدأ تعزيز المساواة ما بين الجنسين للحد من خطورة هذه الظاهرة والآثار السلبية التي تخلفها على المجتمع لأنها لا تقتصر على المرأة المعنفة فقط وإنما تتعدى إلى عوائلهن ومجتمعاتهن كما أن معالجة وتأهيل فمنها ما يصل إلى الاكتئاب حيث يتم عرض حالاتهن على اخصائيين نفسيين وذوي خبرة لتشخيص ومعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا العنف ,
لذلك يجب تجريم اي شكل من أشكال العنف ومقاضاة الجناة ووضع قوانين صارمة وعادلة ليتم معاقبتهم من جهة ودعم وتمكين الناجيات من جهة آخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق