مواكب ألاربعينية ..إستعدادات مبكرة لإستقبال الزوار لأجل تقديم أفضل الخدمات

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

منذ نهاية الأيام الأولى من شهر صفر ،والمواكب الحسينية بدأت إستعدادتها المبكرة في تهيئة ركبها الخدمي صوب عنوان الكرم والإيثار الإمام الحسين(ع )في كربلاء المقدسة ،وقد إعتاد أبناء هذه المحافظة ،بفتح جميع أبواب بيوتهم مع توفير أفضل الخدمات ،من المبيت وإيواء الزوار وتقديم وجبات الطعام ولحين إنتهاء موسم الزيارة ،ولم يكتفي هذا السباق المارثوني بالجود والكرم عند هذه المحافظة ،بل كانت نقطة البداية في أبعد مكان بالعالم عامة ،والعراق بشكل خاص ،بل كانت مواكب العزاء ممتدة من قضاء الفاو بمحافظة البصرة ،ومرورا في محافظات ميسان وواسط والمحافظات الفراتية الأخرى.
وقد كان لجريدة النهار ،جولتها الاستطلاعية في محافظة كربلاء قبل يومين ،وهي ترصد وتوثق خدمات أصحاب المواكب ،وهم يستعدون لهذه الزيارة المليونية المباركة .

خدمات متواصلة
الحاج كمال منديل عويد /موكب عزاء أهل النعمانية :منذ أسبوع تقريبا ونحن نتخذ هذا المكان ،قرب كراج بغداد في محافظة كربلاء ،محطة لإقامة موكبنا ومنذ عام 2005 ولحد الآن ،حيث وفرنا كل ما يحتاجه زوار أبي عبد الله الحسين (ع) من المبيت والطعام وكافة جوانب الخدمة ،من تسهيل مهمة الزيارة والحفاظ على سلامة الزوار ،ولنا الشرف الكبير في هذا التسابق ،حيث تم توزيع محاور خدمة الزوار على ثلة من الشباب القادمين معنا ،ومنهم محمد عبد نجم ،والتي تتلخص مهام أعماله بالإشراف على وجبات الطبخ الرئيسية وتوفير مستلزماتها،من قناني الغاز والنفط الذي توزعه الدولة وبمقدار برميلين لكل موكب مسجل في هيئة المواكب والشعائر الحسينية ،أما مساعده (غانم) فقد أضاف قائلا:حرصا منا على نظافة المدينة ،فإننا نبادر ويوميا بعد الساعة الواحدة ليلا ،وذلك لقلة حركة الزوار بتنظيف مكان موكبنا والشارع المقابل لنا ،وننتهي بجمع مخلفات الطبخ وجمعها بأكياس مخصصة لها .
تعاون مستمر
إسعد البهادلي وعلي عبد الحسن عريبي /حسينية الزهراء محافظة ميسان (ع) طريق البتيرة نجف :تتشرف جميع عشائرنا الكرام وشيوخها الأجلاء ،بتقديم وتسخير كل امكانياتهم المادية والعينية وكوادر أبنائها الطبية في خدمة الزوار ،وكذلك ترافقنا بعض الاخوات الزينبيات ،وهن يقمن بإعداد عجين الخبز وتجهيزه ،وكذلك تنظيف جميع أدوات الطبخ ومبيت النساء ،أما بخصوص الشباب المتواجدين معنا ،فإن مهمتهم تكون بتوزيع قناني الماء على الزوار .
حملات تنظيف مستمرة
أثناء تجوالنا بين المواكب الحسينية والممتدة من جوار المرقد المطهر للأمام الحسين (ع) شاهدنا الكثير من الشباب المؤمنين وهم يقيمون بحملات تنظيف على محاذاة الطرق وغسل أواني الطبخ والكراسي أيضا
-سألنا علي محمد الموسوي ،ماالذي يدعوك لتنظيفها وموعد الزيارة بعد ثلاثة عشر يوم تقريبا ؟
-لقد ورثنا وتعلمنا النظافة من آبائنا وأنها جزء أساسي من الإسلام والقيم الجوهرية التي جاء بها الإمام الحسين (ع) والتي تمثل شريعة الإسلام الأساسية ،كما أن عملنا يساهم ولو بجزء بسيط بالتخفيف عن أعباء أصحاب المواكب ومساعدتهم ،خدمة لأهل البيت وزوار الحسين (عليهم السلام ).
قيم إنسانية كبيرة
محمد حسن العزاوي /موكب عزاء الإمام السجاد(ع)قضاء تلعفر :بعد نهاية شهر محرم الحرام ،يجتمع أبناء القضاء للإعداد والتجهيز لغرض السفر إلى كربلاء المقدسة ،وإقامة الموكب عند بداية جسر المسيب ،ونحن نتتظر هذه الفرصة لأنها تعزز روابط المسلمين بما تحمله من قيم إنسانية كبيرة ،ولذا فإن الكثير منها قادمة إلى كربلاء لأداء الخدمة الزوار الحسين عليه السلام وأخيه العباس (ع)الذي جسد أسمى معاني الأخوة الصادقة والتضحية في نصرة اخيه الحسين (ع) وموكبنا يضم بين أطيافه الكثير من اخوتنا في الدين وبقية الطوائف والأديان الأخرى.
الحرص والتفاني
الحاج جبار عريبي /موكب طرف العباسية قال لنا وآثار الحزن مرسومة على وجهه:كيف لنا نرد التضحية التي قدمها الإمام الحسين(ع) ؟ لقد اعتدنا على إستقبال زوار أربعينية الإمام الحسين(ع) وبمقدار مئة تقريبا أسبوعيا ،ونحن نحرص على إبداء الخدمة إليهم وحتى غسل ملابسهم مع توفير بعض العلاجات الطبية إليهم .
التسابق في خدمة الزوار
المواطن ابو يوسف الموسوي /حي العامل المنطقة السابعة في كربلاء ومعه أبو كرار الساعدي وأبو نزار الايزرجاوي وأبو مجتبى ،يجدونها فرصة لا تعوض في خدمة الزوار ،وبيوتهم مفتوحة لجميع الزوار منذ بداية شهر محرم الحرام ،وحتى بعد موعد زيارة الاربعين ،ولذلك تجدهم في سباق مستمر لإستقبال الزوار وتوفير المبيت اللائق إليهم ،وكذلك خدمة الانترنيت مجانا بالنسبة إلى الزوار القادمين من دول الخليج العربي وإيران لغرض تطمين عوائلهم عليهم.