اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

رمضان في العراق .. تقاليد وموروثات ..تتحدى التقنيات

 

فضاءات نيوز –تحقيق – تبارك الدليمي

 


لرمضان في العراق تقاليد وطقوس شعبية  جميلة  ومختلفة تعود لفترات زمنية بعيدة , وتختلف هذه الطقوس بعض الشيء عن الطقوس في بعض الدول العربية او الدول المجاورة , هذه الطقوس توارثها العراقيون عامة والبغداديون خاصة ..اب عن جد . ولم تستطع كل وسائل الثورة التكنلوجية والتقنية من  الغائها أو تغييرها . صحيح ان جيل الشباب بات همه الاكبر هو الانشغال الكبير بمواقع..التواصل الاجتماعي ..لاسيما ” الفيس بوك ” و ” الانستغرام ” , ولكن تبقى العائلة العراقية محافظة على طقوسها الجميلة في هذا الشهر الفضيل,
وحتى الكثير من الشباب لازالوا يمارسون هذه الطقوس ..بيد ان الاسواق الشعبية لاسيما سوق ” الشورجة ” الكبير وسط بغداد يكتظ بالمتبضعين..لتخزين بعض المواد المهمة التي تدخل بالاكلات الرمضانية. . مثل ” الحبوب ..والبقوليات ..والبهارات بانواعها ..وبعض انواع العصائر .

وكالة ” فضاءات نيوز” أجرت تحقيقا مع بعض العوائل العراقية والشخصيات البغدادية الاصيلة لتتحدث عن اهم طقوسها في شهر رمضان .
اول المتحدثين ..كانت ” ام احمد ” الموظفة في وزارة التربية والام لاربعة ابناء ..قالت : لم يختلف رمضان لهذا العام عن باقي الاشهر السابقة , فطقوسنا ثابتة , وتبدأ قبل حلول شهر رمضان من خلال التسوق لأهم حاجات هذا الشهر ,من بقوليات وزيت وسكر , ورز , وبعض العصائر , مثل تمر الهند , و ” نومي البصرة ” , وغيرها , وفي اول يوم رمضان تجتمع عوائلنا في بيت واحد لمد سفرة رمضانية عامرة بكل مالذ و طاب من خيرات الباري عز وجل …وبين الفطور والسحور يأتي دور الحلويات  مثل ” الزبلاية والقلاوة  وزنود الست  والبرما …وغيرها ”  والمكسرات . مع متابعة التلفاز …واوقات لقرأة القرأن والصلاة والدعاء …وهكذا هي ليالي رمضان .
اما الحاج البغدادي شكري محمود ..فقال عن طقوسه الرمضانية :
بعد الفطور نجتمع في بيت احد الاصدقاء لممارسة لعبة ” المحيبس ” اهم لعبة تراثية رمضانية توارثناها عن اجدادنا ” رحمهم الله “, وتستمر هذه اللعبة حتى السحور احيانا ,
ويشرح محمود طبيعة وقانون لعبة المحيبس قائلا : لعبة المحيبس تحتاج الى عدد كبير من الرجل شباب وكبار السن , وينقسمون الى فريقين , والذي بيده ” المحيبس ” او ” الخاتم ” …يحاول ان يخفيه بأحد هذه الاكف الكثيرة التي تصل لحد ثلاثين كفا او اكثر من ذلك , وعلى الفريق الاخر ان يبحث عن ” المحبس ” او ” الخاتم ” , عن طريق احد اللاعبين المختصين بالفريق والذين تتوفر لديهم فراسة غير عادية لمعرفة مكان المحيبس , وهنا يدخل الجانب النفسي بشكل كبير في العثور على المحبس , واذا يخطأ اللاعب بالعثور على المحبس , تحسب نقطة للفريق الاخر , اما مجموع النقاط التي تؤهل الفريق للفوز بالمباراة فعددها يصل الى ” 21 ” نقطة . 
اما الحاجة ام عمار ,التي تمتلك عائلة كبيرة من الابناء والاحفاد , فأكدت على موضوع السحور , وسماع الاغاني الرمضانية مثل : ” ماجينة يا ماجينة حلي الكيس وانطينا ” …و ” أهلا رمضان ” ,اما عن طبيعة السحور فتقول ام عمار : نحاول ان نحضر للسحور بعض الاكلات التي تجنب الصائم العطش في اليوم الثاني , ونبتعد قليلا عن الاكلات عالية الدسم , او عالية السكر , ويبقى المزاج هو الذي يختار بعض الاكلات دون غيرها ..فبعض الابناء يحب ان يأكل ” الرز مع الماش ” مع الزبادي , وأخر يأكل بعض الاجبان والبيض , وأخر يحب أكل كبة البرغل مثلا …مع العصير الدائم اما تمر الهند او الـ ” نومي بصرة ” .
والتقينا بالحاج ابو حيدر الذي تحدث بدوره عن طقوسه الرمضانية قائلا : بعد الافطار وشرب الشاي ..نذهب الى المسجد لتأدية الصلاة , وقراة القرأن  , او بعض الصلوات المستحبة , والادعية المأثورة , ونردد دائما اللهم احفظ العراق والعراقيين , وامتنا الاسلامية جمعاء , وكل شرفاء العالم , وابعد عنهم البلاء والوباء , لاسيما جائحة كورونا التي حصدت ارواح الالاف من ابناء شعبنا وامتنا الاسلامية .
اما الطالبة الجامعية ” نورس ” فقالت : استمتع كثيرا بمساعدة والدتي في تحضير مائدة الافطار حيث نبدأ بالتحضير من الساعة الخامسة عصرا تقريبا …حتى سماع مدفع الافطار …وهكذا بالسحور …اما ليالي رمضان الجميلة فأني اتابع الاعمال الدرامية على بعض القنوات , سواء كانت مسلسلات عراقية او عربية …ولكن المشكلة تكمن بكثرة الاعمال وتداخل وقتها مع بعض الاعمال الاخرى الامر الذي يربك متابعتك بشكل دقيق ..واعتقد يعود ذلك لغياب التخطيط للكثير من القنوات المحلية والعربية .

اما ابو حوراء فصب جام غضبه على موضوعة الكهرباء قائلا : ليس من المعقول ان نبقى تحت رحمة المولدات الاهلية بهذا الشهر الفضيل , لاسيما الايام الاخيرة التي بدأت بها درجات الحرارة تتصاعد , لذا تكون الوطنية مثل هلال شهر رمضان …لانكاد نراها … نتمى على الحكومة ان تحسم ملف الكهرباء الذي طال انتظاره .ورمضان كريم على الشعب العراقي .
وبعد ان انتهت جولتنا الرمضانية نبارك للشعب العراقي هذه الايام النورانية المتوجة بالحب والايمان والسلام …. سائلين المولى عز وجل , ان يمن على شعبنا العراقي وأمتنا الاسلامية , بالخير واليمن والبركة , وان يبعد عنا شر جائحة كورونا ,والبلاءات والوباءات , وان يسعد بالخير والايمان قلوب شعبنا الكريم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق