اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

مفردات الحصة التموينية .. قوت المواطن الضائع بين المماطلة والتسويف

 

تحقيق /علي صحن عبد العزيز
أرتبطت مفردات الحصة التموينية أرتباطاً وثيقاً مع طبقات واسعة من أبناء شعبنا العراقي في تدبير أمورهم المعيشية واليومية منها ، وباتت الشريان الأبهر الذي يغذي الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل ، ولكن ما شهدته في الفترة الأخيرة من تذبذب وأنحسار في تجهيزها ،جعل الكثير من المواطنين يتذمرون من تصريحات ووعود المسؤولين في وزارة التجارة للمواطنين بأنه سوف يتم تزويدهم بمفردات الحصة التموينية كافة وبنوعيات من أرقى المناشئ العالمية بالقياس للنوعيات السابقة والرديئة التي أستلموها ، وعلى الرغم من تلك التصريحات الإعلامية والرنانة ، إلا أن المواطن بقى يعاني من تلكؤ وصول مفرداتها بشكل أنسيابي ومنظم ، ناهيك عن رداءة بعض مفرداتها والتي تصل منها مقارنتها بالنوعيات الموجودة في الأسواق المحلية للإستخدام غير البشري. (وكالة فضاءات نيوز الإخبارية ) تناولت هذا الموضوع مع بعض المواطنين .
مواعيد مطاطية
في البداية أشار المتقاعد نوري عبد الصاحب / من أهالي حي طارق / شرق العاصمة بغداد ، رب أسرة متكونة من سبعة أفراد ، توفيت والدتهم بعد إصابتها بوباء الكورونا وجدته في حيرة من أمره ، قال لنا :
كانت زوجتي تستلم مفردات الحصة التموينية ولم أفكر يوما ما في كيفية توفير وجبات الطعام اليومية ، إلا أن رحيلها أربك ما كانت تقوم به من ترتيب مفردات الحصة التموينية ، وجواب على سؤالك بشأن المماطلة والتسويف فإن أغلب الوكلاء يستقطعون مبالغ متكررة لبعض مفردات الحصة التموينية دون تجهيزها ، وكذلك مواعيد التسليم مطاطية سعياً منهم لتبديل مادتي حصة الطحين أو الرز على وجه الخصوص ، لذا أدعو وزارة التجارة على متابعة وصول هاتين المادتين الغذائية إلى المواطن ودون التلاعب بهما خلال مفارز تقوم بمتابعتها إلى إليهم مباشرة ، وعدم فرض أجور إضافية تثقل كاهل المواطنين .
مواد غذائية رديئة
أما المواطن محمد بدر من منطقة الشعب فيقول : نحن نستلم مواد الزيت والسكر كل ثلاثة او أربعة اشهر ونوعية الزيت غير صالحة للطبخ ، وكذلك بالنسبة إلى حصة الطحين والذي يكون من النوع (السيال) ولا يصلح للخبز ما يضطرنا إلى بيعه بسعر (12) ألف دينار عراقي أي ما يعادل ( 10) دولار تقريباً ، بعدها نكمل المبلغ لشراء الطحين التركي ثلاثة أضعاف ما نبيعه من طحين الحكومة (على حد قوله ) ، وأضاف (بدر ) أما بالنسبة بالنسبة إلى الرز فحدث ولا حرج ، لأن نوعيته رديئة جداً ولا تصلح للإستهلاك البشري ، بل وأحياناً يكون متعفن لذلك نضطر إلى بيعه بأسعار زهيدة ل ( الدواره) البائعة المتجولين بسعر 250 دينار لكل كيلوغرام وشراء الرز الهندي أو التايلندي بديلاً عنه وبواقع (1250- 2000 ) دينار للكيلوغرام الواحد ، وبالطبع هذا يثقل كاهلنا المعيشي نظرا للظروف الصحية إنتشار وباء الكورونا ،وكذلك الأزمة الإقتصادية الصعبة التي يمر بها وطننا الغالي .
أستغلال الأزمة
ومن جانبها أوضحت المواطنة أم نضال من منطقة الحسينية ، بأن الحصة التموينية تمثل الشريان الأبهر للكثير من العوائل الفقيرة ومحدودة الدخل ونحن لم نستلم مواد البطاقة التموينية منذ ( خمسة أشهر ) ، ولذا فإن أي تأخير في توزيع مفرداتها سيلهب أسعارها في الأسواق المحلية ، وخصوصاً من بعض تجار المواد الغذائية والمتصيدين إستغلال الأزمات ، ومن خلال منبركم الغذائية أناشد هؤلاء التجار بالوقوف إلى جانب أخوتهم من خلال عدم أحتكار تلك المواد الغذائية أو على الأقل بيعها بأسعار مناسبة .
أعذار واهية
إلى ذلك أكد لنا المواطن كامل ناصر من أهالي البياع بأن أستلامه لمفردات الحصة التموينية لمادة الزيت يتم جباية مبلغ (500 دينار) عن كل فرد من أفراد عائلته ، وهذا بواقع الحال يعد تجاوز على تعليمات وزارة التجارة ، بحجة أن مخازن الوزارة تفرض عليهم رسوما كثيرة عند أستلامهم الحصة التموينية ، وناشد ( ناصر ) بأن تصرف مستحقات الحصة التموينية مالياً وتوزع على المواطنين .
رأي وزارة التجارة
وكشفت وزارة التجارة عن طريق تصريح صحفي لوكالة الأنباء العراقية وحصلت جريدتنا على نسخة منه ، بأن معوقات توفير مفردات البطاقة التموينية جاء بسبب عدم إقرار الموازنة ، وأضاف المصدر بأن أن آلية النظام المطبق في صرف الأموال من شهر 1 إلى 12 لا يسمح للوزارة بالوفاء بالتزاماتها المتعلقة في التعاقد مع المناشئ الوطنية لتوريد المواد الغذائية الداخلة ضمن مفردات البطاقة التموينية ، ولفت المصدر الصحفي إلى وجود جملة من الملاحظات الخاصة بتجهيز مفردات البطاقة التموينية ومن أبرزها غياب التعاقدات الخاصة بتجهيز المفردات الأربعة ، وتابع أن الوزارة تطمح بعد إقرار الموازنة العامة إلى البدء بتعاقدات مع المناشئ الوطنية لتجهيز المواد الداخلة ضمن نظام البطاقة التموينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق