اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

مسرح (الشبيه ) الحسيني … تراجيديا عفوية لواقعة كربلاء الخالدة

استطاع المسرح منافسة قراءة المقتل بالحركة والإيماءة المسرحية

* الكثير من السلطات الحاكمة  حاربت المسرح الحسيني لأنه أستطاع إن يستقطب فئات المجتمع بكل أطيافه وشرائحه المختلفة

* النهوض بالمسرح الحسيني يأتي من خلال رؤية مسرح نموذجي وواعي يؤرشف الثورة الحسينية  بعيداً عن التشويه والمغالاة والتزوير 

تحقيق / علي صحن عبد العزيز
شهدت أغلب الساحات العامة في مدينة الصدر وبقية ساحات محافظات العراق إقامة مسارح ( التشابيه ) الحسينية فيها صباح يوم الأحد الماضي وحتى ساعات الظهيرة ، وتأتي هذه الخطوة من المواكب الحسينية كخطوة في تجسيد ونقل واقعة كربلاء بالأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام إلى الجمهور مباشرة ، من خلال أداء مسرحي عفوي لأستشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين( ع) وأهل بيته وأصحابه الغر الميامين . ( وكالة فضاءات نيوز الإخبارية) كانت لها جولة في هذه المواكب الحسينية .
واقعة أليمة تحدث ( باسم المالكي) مسؤول موكب أحزان الطف قائلاً :
منذ بداية شهر محرم الحرام ونحن نستعد وكل محبي أهل البيت لأيام عاشوراء الأليمة ، ولا شك بأن هذا المسرح الجماهيري يمثل تجسيد ونقل واقعة كربلاء في هذه المسارح والتي يتميز ممثليها بالأداء العفوي والبروفات قبل تكون قبل يوم أو يومين على الاقل ، ولقد نافس المسرح الجماهيري الحسيني قراءة المقتل بالحركة والإيماءة المسرحية المباشرة ، ويضيف ( المالكي) لدينا فريق عمل متكامل من ناحية الدعم اللوجستي والطبي يتولى تعقيم زوار المسرح مع التأكيد على مسافة التباعد بين الحضور .
خدمات متواصلة
حسن الجزائري :
لم يقتصر وجودنا في هذا الموكب الحسيني ، بل نقوم بتوزيع وجبات الطعام كل يوم الخميس والجمعة على مراقد الائمة والصحابة والصالحين الكرام ، والغرض منها هو ورغم كل هذه الصعوبات كان الموكب يعمل لخدمة زوار الإمام الحسين (ع) وفق إمكانياته المادية والتمويل الذاتي ، وأود أن أقول شيء آخر ، بأن بعض السلطات الحاكمة عبر التاريخ حاربت المسرح الحسيني ، لأنه أستطاع إن يستقطب فئات المجتمع بكل أطيافه وشرائحه المختلفة . الدعم الأمني محمد البهادلي بصراحة نشكر القوات الأمنية في قاطع مدينة الصدر وجميع القوات المساندة معها فيها لما قدموه للمواكب الحسينية الكربلائية لتكون أجواء إقامة هذه الفعالية آمنة ، وتمارس فيها الناس طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية وأمان ، وطالب (البهادلي ) بضرورة زيادة الجهود والدعم الفني والمالي والإداري لأنعاش المسرح وتفعيل دوره ، وبما يتلائم والفكر الإنساني للثورة الحسينية الخالدة ، ويشير ( البهادلي ) بأن مفارز الشرطة الراجلة والآلية كانت في مستوى تحديات المرحلة وتعزيز الأمن وبمشاركة اصحاب المواكب والمواطنين ، كما نتقدم بالشكر والتقدير إلى هيئة المواكب الحسينية في مديرية الوقف الشيعي على ما قدموه لنا من تعاون مستمر وكبير ، كانت ثمرته هذا الحضور الكبير الذي أدهش الجميع .
بطاقات تعريفية عبد الرحمن البديري / مسؤول تنظيم الموكب :
لكي يكون عملنا منظم ويتوفر به جانب التنظيم والمتابعة بشكل كبير ، فقد أصدرنا هويات تعريفية لكل أعضاء المشاركين في الموكب واللجان الأمنية بالتنسيق مع القوات الامنية ، الغرض منها مراقبة دخول المواطنين والطرق المؤدية إلى هذه المسارح الحسينية .
مفارز طبية أسعد كامل / :
بعد الإنتهاء من أداء دوري في هذه الطقوس الحسينية ، نتوجه ومعي ثلة من الشباب المتطوعين بتنظيف الشوارع والساحة التي كانت فيها لكي لا تتراكم الأوساخ في الشوارع والطرق العامة ، ونجمعها في أكياس النفايات ليتم نقلها إلى السيارات المخصصة لها . إرشادات صحية فريق عمل من الشباب الواعي قالوا لنا بأن مهمتهم تتلخص بتوفير توزيع الطعام والشراب وعدم تناول أي طعام خارجي ، ومحذرين بالوقت نفسه على أن سلامة الناس من أولويات عملهم ، من خلال مفارز طيبة متنقلة توفر بعض العلاجات الطبية ومواد التعقيم .

لمحات تأريخية

مهدي الدراجي :
إلى نهاية الثمانينيات كانت هذه المسارح الحسينية ممنوعة من قبل الحكومة السابقة ، بدليل أنها كانت متحضرة على النساء ، حتى أنها شارفت على الأنحسار من قبل السلطة الحاكمة ، ولكن بعد عام (2003) أنتعشت تلك المجالس العزاء والتشابيه وأصبحت تقام على نطاق في جميع محافظات العراق كافة ، بالقرى والإماكن البعيدة عن المركز والجميع يشاركون وفق عقائدهم وشعائرهم الدينية بكل حرية وأمان ، وأوضح ( الدراجي) قائلا : بأن النهوض بالمسرح الحسيني ( التشابيه ) يأتي من خلال رؤية مسرح نموذجي وواعي يؤرشف ثورة الإمام الحسين(ع) وبعيداً عن أي تشويه واامغالاة والتزوير .
عزائنا دائم الحاجة
أم عمار المياحي :
من ساعات الفجر واني متواجدة هنا لكي أواسي فاطمة الزهراء( ع) بأستشهاد أبنها الإمام الحسين ( ع ) وهذه ليست المرة الأولى التي أحضر هنا ، بل كان لي حضور منذ عشر سنوات تقريباً في العزاء والمواساة إلى أن الله يأخذ ( ونحن نقلنا كلامها نصاً ) . خلف الكواليس أثناء جولتنا في هذه المسارح رصدنا فريق عمل يعمل بصمت ، يتولى أعداد قارئ متمكن وله الإمكانية الفردية في الأداء والقراءة ، يقوم بقراءة مقتل استشهاد الإمام الحسين ( ع ) بصوت رادود حسيني ترافقته بعض دقات الطبول الذي يرافق أداء المسرحيين إلى أدوارهم ، وكذلك هنالك فريق عمل يتولى أعداد المكياج والملابس التاريخية لتقريب المفهوم والمشهد التاريخي للحضور، وبالطبع فإن الممثل الأكفأ والبارع سينال دور أكثر شهرة . دور المرأة هنالك كوكبة من النساء اللواتي شاركن في هذا المسرح الجماهيري والمباشر مع الجماهير ، فمنهن من تؤدي دور العقلية زينب ورباب وسكينة وحميدة ( عليهما السلام) ، ولكل واحدة منهن أدائها الرائع والمتميز ،
وقد تحدثت ام حسن التي أخذت دور العقلية زينب (ع ) عن دورها قائلة :
من منا لا يتذكر دور الطاهرة زينب ودورها الفاعل في واقعة كربلاء ووقوفها أمام ( يزيد) وهي تعرفه بثورة الإمام الحسين( ع) في تلك الثورة الإنسانية الخالدة ، والتي كانت مناراً للإنسانية جمعاء .
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق