بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
تزخر محافظة البصرة الفيحاء بالطاقات والمواهب التي تركت بصمة على مر الاجيال , ولاأغالي بالقول ان البصرة مدينة السياب , هي ” جمهورية الابداع والجمال ” وعلى جميع الاصعدة الفنية والثقافية والادبية وحتى الرياضية , ولم يقتصر الابداع على المحترفين الكبار , بل تجاوز ذلك ليصل الى الاطفال والشباب , الذين تجاوزوا اعمارهم بعشرات السنين , وكأنهم يمتلكون خبرة تراكمية تضاف الى مواهبهم , كيف لا وهذه الزهور الابداعية تتربى في حقل الجمال , بين ايادي أمينة وحنونة ومبدعة , في مدارس الفراهيدي المتميزة , وبأشراف المربي د توفيق , المؤسس لهذه المدارس التربوية التي باتت تضاهي جميع مدارس العراق والوطن العربي , بتقنياتها العالية واساليبها الحديثة في التدريس , كذلك بتواجد اساتذة اكفاء بجميع التخصصات , ولعل الابرز منهم على الصعيد الثقافي والفني هو الاستاذ حيدر عواد السوريالي , الملم بالكثير من الفنون لاسيما المسرح والتشكيل .
وتفوق طلبة مدارس الفراهيدي خير مثال على ذلك , تفوق علمي وفني وثقافي , هذا الامر تجسد عمليا بعد حصول اكثر من طالب على المراكز الاولى في نتائج الامتحانات الوزارية على مستوى العراق ومحافظة البصرة ولاكثر من سنة, وتجسد ايضا بتفوق مجموعة من المبدعين في فن الرسم بعد ان تحدوا فيروس كورونا الذي أرعب العالم برشاقة خطوطهم وجمالية الوانهم , مجموعة من الزهور الفواحة تتحدى بشاعة الموت …وهي رسالة لكل العالم , مفادها ان ابناء الرافدين يعشقون الحياة , والجمال والابداع , وينبذون الموت والحرب والقبح .
معرض تشكيلي بأنامل الورود
مجموعة من طلبة ” الفراهيدي ” قدموا لنا معرضا تشكيليا الكترونيا , ضم أكثر من 15 لوحة مختلفة الاحجام والاساليب , ولكن جميعها حملت ثيمة واحدة وهي : ” بالابداع نتحدى فيروس كورونا ” , وتميز بعض الرسامين الصغار عمرا والكبار موهبة في هذا المعرض الجميل بالجرأة في التعامل مع المواضيع الساخنة , ومن هؤلاء الفنانين :
( أمير محمد , رضوان انور , وزكي رائد ورسام الكاريكاتير , موسى الكاظم مصطفى , حسن بشار , حسين رافد , عمار مقداد , علي عصام , و حمزة أسامة ) .
” أضواء في ظلمات كورونا ” ..كتاب لـ ” 200 ” مؤلف
ومن ضمن الانشطة الثقافية اللافتة لهؤلاء الطلبة , اصدار كتاب بعنوان ” اضواء في ظلمات كورونا ” لـ” 200″ طالب من طلبة مدارس الفراهيدي الصف الاول , وبأشراف ألاستاذ حيدر عواد السوريالي , ضم الكتاب مجاميع قصصية مختلفة المواضيع والاحجام , ومقالات كتبت باسلوب الخطابة وجميعها حملت رسائل انسانية , وعرفت العالم بكفاءة الطفل العراقي وموهبته اللافتة التي تتحدى كل الصعوبات والازمات , في بلد أدمن الحروب والازمات .
