اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

اضطراب معوي !!

 

هادي جلو مرعي 

طلب إليه صديقه الذي إستضافه في منزله أن يتناول حبة دواء مضادة للإسهال بعد دقائق من إكمالهما فطورهما الرمضاني، حيث كان دخل الحمام، وشك إن الصديق سمع أصواتا تتعالى من داخل WC سكنه المتواضع في الطابق الثاني من منزل أهله الذي يتنازعه الورثة، ومرجح أن يضطر للحصول على بعض المال لايكفي لشراء قطعة أرض، فضلا عن تكاليف بناء سكن لائق عليها يجنبه البحث عن مكان يؤويه.
على خلاف الأمراض المعدية، والأخرى القاتلة التي تتناوب على حصاد البشر عبر السنين، يتعرض سكان الأرض دون إستثناء الى نوبات من الإسهال الناتج عن إضطرابات معوية، أو بسبب تناول طعام منته الصلاحية، أو نتيجة الإكثار من شرب سوائل بعينها، وربما أكثر من وجبة، مع الإفراط في تناول الحلويات، أو لوجود جراثيم وبكتريا داخل الأمعاء لاتتحمل معها مقاومة نوبات الإضطراب الحادة، أو العادية، والسؤال الذي يمكن توجيهه لكل إنسان ليس ماإذا كان أصيب بالإسهال أم لا، بل عن متى كانت المرة الأخيرة التي واجه فيه نوبات إسهال؟ هي مسألة وقت إذن.
يواجه العالم محنا عدة كأنها جرثومة تضرب أمعاء جسده الضعيف الذي يعاني الأوبئة والأمراض والحروب وجشع الحكام والتجار والشركات والشعوب التي يسيطر عليها الفكر المادي، وتتنازع للسيطرة، ومزيد من النفوذ مايدفعها الى المجهول، ويكاد إسهال الحروب والمشاكل والنزاعات يطغى، ولاتنفع معه حبة، ولامليون حبة لوقفه، وفي حين يجتهد الجميع للمضي في البحث عن فرص لحماية الإقتصادات الوطنية المترنحة، ومحاولات لرفع الإغلاق في قطاعات عدة حيوية ترتبط بمعيشة وأمن المجتمعات خاصة الفقيرة منها، والتي ضربتها هزات إقتصادية إستثنائية، فإننا في العراق تجاوزنا مرحلة الإسهال، ودخلنا مرحلة الجفاف التي تستدعي تزويد الجسد بالمغذيات، وأصناف من الأدوية، والمضادات الحيوية، وتحفيز الجسد المتهالك بصعقات متتالية لإستنهاضه مجددا، عسى أن تتغير طريقة الأداء، وتزداد مقاومته للهزات المتوقعة، والمشاكل الصعبة.
ستكون هناك أحداث مثيرة، وتداعيات لمواقف وقرارات بعضها صعبة لإنقاذ مايمكن إنقاذه، فالأسوأ لم يأت بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق