اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

المتاجرة بأرواح المرضى… الأدوية منتهية الصلاحية أنموذجاً ” ج1 “

سوق مريدي وهرج في الباب الشرق المركزان الرئيسيان للادوية المميتة

أدوية الضغط والسكر والصرع من أكثر الادوية التي يتم التلاعب بمدة صلاحيتها

تقرير /علي صحن عبدالعزيز  ل” فضاءات نيوز ”
كشاهد عيان يمكنك مشاهدة غزو الأدوية منتهية الصلاحية متوفرة وبكميات كبيرة وخصوصاً في (سوق مريدي) ، ولكن الغريب والمفجع هنالك نشاط ملحوظ في تداولها على الرغم من التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة والبيئية والمديريات التابعة لوزارة الداخلية أيضاً !؟ ولعل في مقدمة تلك الأدوية والتي يتم التلاعب بمدة صلاحيتها هي ( أدوية الضغط والسكر والصرع) لأن بعض المرضى المصابين في هذه الامراض لا يمكنهم شرائها من الصيدليات بسبب إرتفاع أسعارها الجنونية هذا من جانب ، أما من جانب آخر فهو عدم تزويد أغلب العيادات الطبية الشعبية لهؤلاء المرضى بحجة غلق المنافذ الحدودية نتيجة إجتياح فيروس كورونا ، ولكننا نتساءل ونقول لهؤلاء المتاجرين بأرواح الأبرياء والمرضى ، أين ضميركم ووجدانكم وألتزامكم الديني والإنساني وقيمكم الإجتماعية ؟ رصد ومتابعة (سوق مريدي في مدينة الصدر وسوق هرج في الباب الشرقي ) هذين السوقين يعتبران المروج الكبير في توفير هذه الأدوية المميتة في قتل الكثير من المرضى الأبرياء والذين لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أدوية مطروحة وبدون فحص ولا توجد عليها أي رقابة أو متابعة ، وما زاد الطين بلة هو أنشغال كوادر وزارتي الصحة والبيئية والداخلية في مواجهة شرسة ضد وباء الكورونا ، ولتقريب الصورة أكثر قامت وكالة ” فضاءات نيوز الاخبارية “  بجولة في ( سوق مريدي) .
بدون رتوش بينما كان سوق مريدي بمدينة الصدر يكتظ بالمواطنين ويتزاحمون لشراء بعض السلع المستهلكة والقديمة، كان رجل في الستين من عمره يجلس أسفل سقيفة وقد تجمهر ويلتف حوله عدد ليس بالقليل من المواطنين، افترش أرضية الرصيف، ووضع أمامه قائمة مليئة بأسعار العبوات وشرائط الأدوية ،وبجواره إمرأة يبدو أنها زوجته ، جاء رجل كبير السن يفتش في تلك الصيدلية الحرة ! ، أمسك بعبوة دواء «—–» الخاص بمرضى الضغط ، وسأل الرجل البائع عن سعر شريط الضغط ، ودون أن يتمعن فى تاريخ صلاحيته، فأجابته الرجل (أي شريط امامك بـ 5 خمسة آلاف دينار ) ، وقال له اريد شريطين، ودفع (10) عشرة آلاف دينار نظيفة كما يطلقون عليها المتعاملين بهذا السوق وأخذهما وإنصرف. متابعة إنسانية أسرعت الخطوات خلف الرجل وسط ذلك إزدحام المواطنين الذي لم يلتزموا بحظر التجوال، وعلى بعد عدة أمتار أوقفته لأساله هل قرأ تاريخ الصلاحية، فرد عليا وكأنه قد أعتاد على شراء الأدوية مرات وبنفس الطريقة: ( ما يهم حتى لو مضى على تاريخ نفاذه أكثر من ( 6) أشهر ، حاولت مراراً وتكراراً بأن لا يأخذ الدواء ، ولكنه أنصرف ولا كأن الأمر يعنيه . إنقلبت الدعوة لم أكتفي بهذا القدر من المتابعة وحاولت أن أعرف لماذا يتم التعامل مع الأدوية وهم يعلمون بأنها غير صالحة للاستهلاك لغرض الأستطباب منتهية الصلاحية ، فسألت ذلك الرجل الذي أفترش الرصيف وأمامه ما لا يقل عن (250) مئتان وخمسين عبوة وشريط من مختلف الأدوية وخصوصاً للأمراض المزمنة ، وبمجرد أن سألته عن مصدر تلك الأدوية غضب وأخذ يستعين بأشخاص ربما على علاقة بها ويقول لهم بأن هذا الرجل يريد أن يسرق علاجاً مني ،تجمهر عدد من المواطنين وهم ينطرون لي ويقولون : كيف تسمح لك نفسك بسرقة هذا الرجل ، قلت لهم ليس الأمر كذلك ، ولكنني أريد فقط أن أطمئن على تأريخ الدواء الذى أشتراه منه قبل قليل ذلك الرجل ،، فصاح أحدهم بصوت عالي ( أنت تريد تشتري لو تحقق ، ما يهمك تاريخ نفاذ ومصدر هذه الأدوية ، اتروح من هنا لو نقلب الدعوة ضدك ونقول عليك بأنك حرامي ) وعرفت أن المتواجدين حوله ماهم إلا شلة حرامية يقتسمون الأرباح فيما بينهم ،ولا يمتلكون ذرة من الإنسانية والمرؤة .
أسئلة كثيرة محيرة 
أسئلة كثيرة لم تنتهي تلك المأساة التي شاهدتها في ( سوق مريدي) ولم تنتهي معها أسئلتي عن مصادر تلك الأدوية ، أو عن الكيفية التي يتم فيها تسريبها من المستشفيات الحكومية أو المراكز الصحية أو حتى مذاخر الأدوية الصيدليات أو الشركات ،لكي تقع في يد هذه المافيات التي تتاجر في أرواح الناس ، أتصلت مع أحد الأصدقاء الصيادلة والمشهود له بالنزاهة ، ونحن هنا (( لا نتهم جميع الصيادلة)) ولكننا نتحدث عن الذين يتعاملون بتجارة الأدوية منتهية الصلاحية ، فقد قال لنا : منذ أكثر من سنتين توفى رجل ببلغ من العمر (45 )عاماً ، وبعد نقله إلى إحدى المستشفيات وقد أثبتت التحقيقات من خلال التشريح بالطب العدلي ، وكذلك الإستماع إلى أقوال زوجته وأولاده ، قالوا بأنه كان يشتري تلك الأدوية منتهية الصلاحية من أحد الأشخاص الذين يبيعون الأدوية في سوق مريدي او منطقة الميدان ودهاليز منطقة البتاوين ، وأن بعض الدور في هذه المناطق يتم استأجارها كمخازن لبيع تلك الأدوية المميتة ، بل وهنالك كميات كبيرة منها ما تزال يتم تداولها . في الإعادة أستفادة أغلب مذاخر الأدوية والصيدليات لا تحمل إجازة صحية لممارسة مهنة الصيدلية ،ونادراً ما نجد تعليق تلك ، ولكن ما صدمني هو معاون (طبيب بيطري) نعم هذه الحقيقة المرة وهو يتعامل مع أدوية تخص الإنسان ! وفن حلقات هذا الموضوع الخطير ، هنالك من يشارك في تخزين وتكديس آلاف الأشرطة من العلاجات منتهية الصلاحية لحين ردها إلى الشركات المنتجة التي لم تكن تأتي لكي تسترجعها تلك الأدوية منتهية الصلاحية مما يساعد في إعادة استخدامها والتلاعب في تاريخ صلاحيتها . #غداً نكمل تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق