اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

تكنولوجيا الجماهير

" تنويه " جميع الاراء التي تنشر في صفحة مقالات تمثل رأي كتابها وليس بالضرورة تمثل رأي الوكالة

 

 بقلم / سمير حمود 

من المؤكد إن لكل زمان اخلاق أي تقاليد ولكل حادث حديث ،كذلك الشعوب تَحكمها أنواع من الايديولوجيات وهذه الأفكار لها وقت وتنتهي للضرورة التأريخية في صراع بين علاقات الإنتاج مُتمثلة بالشغيلة مع وسائل الإنتاج والتي هي تطور المكننة ، فتبرز ايديولوجيا ثورية تقمع سابقتها لتأخذ دوراً على مر السنين وهكذا دواليك الا إن نصل إلى نهاية التاريخ ! .

ما أريد قوله هو إن هذه القوة الرهيبة المُتمثلة بالشعوب والحراك الإنساني البطيء على مر السنين رغم قمعها من قبل قادة الأفكار الإقطاعية والدكتاتورية تحت حكم الفرد ، إلا أنها لا تعرف التوقف فلماذا لا يتعظ هؤلاء الساسة في بقاع الأرض ، أن إرادة الشعوب أقوى من أفكارهم البالية  ، هذا الجمهور هو أقوى تكنولوجيا على الإطلاق ، فهو أقوى من قنابلهم النووية وأقوى من طغيانهم المتمثل بالآبادات الجماعية ، أيها السياسي أتعرف لماذا أنت فاشل؟ لأنك لا تملك أو تعرف ثقافة المجتمعات ونفسية الجماهير، فلهذا تسرق وتبطش وتقتل وتخون وطنك وفي النهاية تكون أنت من يَسحلونهُ في الطرقات أو تُعدم تحت أنظار هذا الجمع أو الجمهور! إتعظ أيها السياسي فمصير الفساد هو الرميَ في حاوية النفايات ! فالعالم أصبح شاشة كبيرة تحكمهُ الشعوب الآن ذلك ،بعد أن إنزاحت الفواصل بين الشعوب وأصبح الفرد يُغرد في جهازٍ صغير بحجم كف اليد ليسمعهُ القاصي والداني ، وبذلك أصبح الوعي السياسي للشعوب حاضراً لا يمكن الإستهانة بهِ أو تسويفهُ في تخدير الشعوب ، حَذارِ أيها السياسي ولتكن لديك الإرادة السياسية مُتمثلة في تلبية مطالب الجماهير التي تربعت على عرش تغيير وإزاحة الطبقات السياسية الفاسدة .

ان تكنولوجيا الجماهير ما هي إلا إفرازات لسايكولجيا الشعوب من خلال وَعيها بما يحدث خلف الجدار ، ذلك إن هذه القوة الرهيبة للجماهير تسمى بالعقل الجمعي ، والتي أثبتت إنها في صف الحقوق الطبيعية لكل الشعوب ، وبذلك أصبح حكم الفرد للجمع مرهون بمراقبة الكل للفرد بعد أن كان القرار للحاكم فقط ، إن ما يحدث في العراق ما هو إلا ثورة جماهيرية شعرت بالظلم والقهر والكبت من طبقة سياسة لا تعرف حتى أدارة مدرسة صغيرة فما بالك بدولة بحجم العراق وإمكانياته ، هؤلاء الساسة لم يَعوا أو يشعروا إن نهاية الظلم والإستحواذ على مُقدرات هذا البلد وسرقة ثرواته هي نهاية مُروعة لهم قبل غيرهم ، إن قوة الجماهير لها قوة الإحتجاج التي يشعر بها السياسي بالخطر لأنه لا مناص من الإفلات من هذا الجمع الذي يُرعب الفاسدين ، الجماهير قوةٌ عُظمى وقطبٌ واحد في كل دول العالم!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق