اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

الروائي حسن البحار : القصة تحتاج إلى الإختزال ومسك الشخصية

 

حاوره / علي صحن عبدالعزيز

ولد الروائي حسن البحار في بغداد ، وتفجّرت رؤاه الإبداعية في الرواية والقصة ، وتتميز رواياته بتمحيص القضية أو الحدث الذي يتناوله بنكهة خاصة تلامس مضمون الواقع ورمزية الأسلوب ، كما حظيت أعماله بقراءات نقدية واسعة ، وعلى هذا النحو من أسلوبه المتميز ظلَّ (البحار ) ملتزماً ووفيا ً لمشروعه الروائي في إجتراح فضاء لهوية الرواية العراقية بشكلها الاستثنائي في العراق ووطنا العربي ، شاحذٍ لذلك حضوره المتواصل في جميع المنتديات والمحافل الثقافية والأدبية ، حتى يصفه بعض الأصدقاء بأنه يمتلك سر الشباب . وكالة (  فضاءات نيوز ) حاورته عن تجربته الإبداعية في كتابة الرواية ، وقد تحدث إلينا بكل من يمتلكه البحار من سخاء وصدق ومهنية عالية .
* صف لنا شعورك وأنت ترى أصدقائك وهم يرفعون كتبك ويحتفلون بك؟
– من المؤكد هو شعور سعيد وأنت ترى كتبك محط إحترام وإعتزاز ومناقشة الأصدقاء، لكن في الوقت نفسه هو مسؤولية كبيرة تقع على قلمي في قادم الروايات من أجل كتابة الأفضل والأحسن والمميز.
* تكتب القصة والرواية، أيهما أقرب اليك، ولماذا؟
– في النص القصصي أكون دائما مشدودًا في التركيز على الفكرة في العتبة –العنوان. والإستهلال والحدث حتى النهاية، في الرواية يتشارك شعور التركيز مع ميزة إضافية وهي فسحة كبيرة في سرد أحداث ممكن لها أن تطول أو تختصر، هذا كله يعتمد على البناء، أما أيهما أقرب لنفسي فكل نص أكتبه هو قريب لي وأعتقد ذلك ينبع من الإحساس بالراحة في الإنطباع الذي أراه عند القارئ.
* أي من رواياتك ، أثارت جدلاً بين الأوساط الثقافية؟ – الرواية الرحلية “بحر أزرق.. قمر أبيض”. ورواية: “النوتي”. وأعتقد السبب في كون الروايتين كتبتهما وأنا بعيد عن الأرض فوق البحر.
* ماذا عن صلة علاقة الروائي بالمتلقي؟
– صلة إنسانية. * بصراحة، هل إرتقت الرواية إلى مستوى الطموح والتغيير الشكلاني والمشترطات السردية في كتابها بعد عام 2003 ؟
– أعتقد الرواية العراقية أخذت محطات مهمة في المشهد الثقافي العراقي والعربي وبعضها عالميًا وهذا شيء رائع ولكن ليس كافياً .
* ما الخصائص التي يمكن إعتمادها كمعايير في نقد الرواية العراقية؟
– أن نجد المعنى من الرواية، وأن يكون الناقد مثل الغواص الذي يغوص في أعماق بحر النص من أجل إخراج الدر الذي فيه ، وإن لم يجد فعليه أن يقف عند الساحل ويشير إلى عدمية الجدوى من الغواص عميقاً لكن لا ضرر في رؤية موج الكلمات.
* ما الآثار الشخصية التي تؤثر على الروائي حينما يكتب روايته؟
– آثار كثيرة، وعلى المستوى الشخصي، أجدني دائماً مع ما كتبت حتى النهاية. * إلا تعتقد بأن الخدع والحيل الفنية بالقصة القصيرة، أفضل بكثير من سردها بالرواية؟
– القصة تحتاج إلى الاختزال الشديد ومسك الشخصية والمكان والزمان ، وممكن جدًا إن يعلو مستواها الفني في الحبكة، أما الرواية فالفضاء الكبير الذي فيها ممكن له أن يخدع الكاتب الذي لا يجيد مسك خيوط الزمان والمكان والشخصيات.
* تقول في تغريده اليك، بأن الشهادة التقديرية عبارة عن ورقة لا يتجاوز ثمنها بضعة دنانير وكذلك الحال بالنسبة إلى الوسام، إذن كيف تريد أن يكرم المبدعون؟
– الجهد الذي يحرق عمر الكاتب في كتابة الإبداع يحتاج إلى تكريم أكبر وأفضل وأكثر وضوحا إعلاميا، أهمية الشهادة التقديرية والوسام يكونان في حفل يتوج به المبدع عن تعبه مع تعويض مادي لكي يستمر ولا يصاب بالإحباط او عدم الجدوى من كتاباته.
* لماذا يميل أغلب كُتاب الرواية إلى المونولوج والحوار الشعبي من حيث توظيف فكرة الرواية؟
– لكل روائي خصوصية في كتابة الرواية، يعتمد الكاتب على أمرين الأول هو ثقافته الذاتية وثقافته المكتسبة ثانياً .
* على الرغم من الكم الهائل من الروايات، إلا إن كُتاب الدراما العراقية لم يتناولونها في أعمالهم المسرحية والتلفزيونية، ويكتفون بالمشاهد والاغراءات الجنسية، ماذا تقول عن ذلك؟
– نعم هناك كم هائل من الدفق الروائي الكبير، وإشاطرك الرأي لم يأخذ بعين الإعتبار من كتّاب الدراما والمسرح والسينما والتلفزيون ، وهذا يعتمد على ثقافة المؤسسات الحكومية.
* تناول العديد من زملائنا بعض رواياتك، ما الذي يمكن أن تستفاد منه؟ – فائض الشكر والتقدير لهم، ولكل دراسة نقدية أو رأي إتجاه رواياتنا محط إحترام وتقدير، واقرأه بتركيز عالٍ لأنني على اليقين أن الكاتب يجب أن يقرأ النقد بأنواعه.
* في جلسات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، لا يحضر بعض المعنيين بالرواية، على الرغم من توجيه الدعوة إليهم، ما السبب وراء ذلك؟
– لا أستطيع الجزم فيما أظن، لكن لكل غائب عذر.
* إلا تعتقد بأن الرواية أصبحت واقع حال (ديوان العرب) بديلاً عن الشعر؟ – الرواية ممكن لها أن تكون المشهد الذي يدون لنا تاريخ حقبة معينة من البلاد ، وهكذا وصلت إلينا بعض الإشارات من بعض الدول عن طريق الرواية، لكن ما يجمع عليه إن الشعر هو الذي كان ديواناً للعرب.
* بإعتبارك من جيل الرواد في كتابة الرواية، بماذا تنصح جيل الشباب حتى لا يقعوا في بعض الأخطاء؟
– انصح الشباب بالقراءة والمتابعة .

* ما السُبل أو الطرق التي يمكنها ردم الهوة ما بين الرواية العراقية والعالمية؟
– الدعم الحكومي، والترجمة.
* روائي كنت تتمنى إن تعيش لحظات زمانه وإنجازاته؟
– دستيوفيسكي.
* أين يقف الروائي حسن البحار على خريطة جغرافية الرواية العراقية؟
– مازال يتحرك ولا يستطيع الوقوف إبدأً .
* هل هنالك جهة حكومية أو وزارة الثقافة تساعدك في تكلفة طبع رواياتك؟
– إبداً .
* متى تتوقف عن كتابة الرواية، وهل أنت راضياً بالذي أنجزته؟ – لا لن أتوقف، أما عن الرضا، من المؤكد نعم.
* حدثنا عن طقوس كتابة الرواية عندك، وكم تستغرق في كتابتها؟
– لا طقوس خاصة عند كتابتي للرواية، إما عن الوقت فهو طويل جدا لأنني أحب التأني.
* هل أثرت الحداثة في كتابة الرواية، وخصوصا ما أكد عليه الناقد (ثيودور أدورنو) حينما قال: إن الحداثة كانت مهادنة للأنظمة القائمة والتي فقدت صلتها مع الواقع؟
– البحر عمقه وسطحه صفائه وهدوئه وغضبه تناقضات أنواعه أثر في كتاباتي .
* أسلوب الكتابة بطريقة السرد، كيف يمكنه إيصال الفكرة إلى المتلقي؟ – الميزة في الذكاء والفطنة.
* ما هو إنطباعك عن الأصبوحات الثقافية في المركز الثقافي في المركز الثقافي البغدادي والإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق؟
– أشجعها بقوة وداعم لها بشكل كبير.
* منذ قرابة عشرة سنوات والعنصر الروائي النسائي مغيب، هل تعتقد بأن الأسباب ربما تكون إجتماعية أو دينية أو سياسية؟
– لا أظن مغيب، لكن دعنا نقول حضور قليل. * ما هو مستوى الدعم الذي يقدمه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق للكتاب والمثقفين؟ – على مستويات كثيرة قدم الأتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الدعم لأغلب الادباء من ناحية الحضور والتواجد والنقاشات والمسابقات والمطبوعات والمشاركة في الندوات والمهرجانات.
* عدد الروايات والقصص التي ألفتها؟
– الدربيس. قصص. في طبعتين/ مرام. رواية بحر أزرق.. قمر أبيض. رواية رحلية حصدت جائزة ادب الرحلات /الريح تُترك فوق الطاولة. قصص. في طبعتين /النوتي. رواية /مخطوطة رواية تحت اليد.
* السيرة الذاتية –
قاص وروائي حسن البحار. مواليد العراق ،خريج من أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية ، حالياً يعمل بحار وأخذ لقبه من هذه المهنة وحصل على الشهادات التالية ،حائز على شهادات بحرية من الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية منها: (السلامة الشخصية والمسؤوليات الاجتماعية / تقنيات سلامة الأرواح في البحار / الكفاءة في التوعية الأمنية للبحريين المكلفين بمهام أمنية / منع ومكافحة الحرائق / الإسعافات الأولية الأساسية / البحار الماهر قسم المحركات / رقيب ماكينة) • العضوية – عضو الاتحاد العام الادباء والكتّاب في العراق – عضو رابطة بغداد الثقافية – عضو البيت الثقافي العراقي التونسي – عضو جمعية البحريين العراقية عمل رئيساً لنادي السرد العراقي. عمل محررًا في مجلة السنبلة. عمل محررًا في مجلة الآداب والفنون. • المشاركات: له مشاركات عديدة في نشاط الأتحاد ، وكذلك مشاركته في العديد من المهرجانات التي ترفد الثقافة. • التكريم: حاز على جوائز ثقافية ودروع الإبداع وشهادات تقديرية من جهات عديدة بمشاركات ثقافية منها – جائزة أدب الرحلات عام 2013 – وسام الإبداع في تونس عام 2016 – والكثير من الشهادات التقديرية ودروع الإبداع – نشرت له بعض النصوص مع كتاب عرب في كتاب واحد. – دراسة عن أدب الرحلة (رحلة الكتابة.. كتابة الرحلة) نشرت له في كتاب شارك فيه نقاد عرب من إتحاد كتاب مصر شعبة أدب الرحلات. • من إصداراته : – (الدردبيس) مجموعة قصصية صدرت من دار تموز / سوريا 2011 – (مرام) رواية صدرت من مطبعة الخيال / بغداد 2012 – (بحر أزرق – قمر أبيض) أدب الرحلات صدرت من الدار العربية للعلوم ناشرون / بيروت 2014 – (الريح تُترك فوق الطاولة) مجموعة قصص 2017 – (النوتي) رواية عن دار الرافدين/بيروت 2017 -رواية جديدة في طريقها للطبع. -مخطوطة لجزء ثاني من بحر ازرق.. قمر أبيض. • تناول نتاجه الادبي نقدًا من العرب والعراقيين. . صدر من مجموعة نقاد عراقيين وعرب كتاب نقدي يتناول السرد في كتابه الرحلوي. (بحر أزرق.. قمر أبيض.) • نشر الكثير من نصوصه الابداعية في الصحف والمجلات العربية وكتب عنه ايضا دراسات نقدية. * كلمة أخيرة؟ – حساب الأمل الخاطئ خير من اليأس الصحيح، والإدمان على القراءة يولد الإشراق لكن لا يمنع الصدفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق