اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

تأثير المشهد الحسيني على الفن التشكيلي العراقي – ج2

ج-2

تحقيق / علي صحن عبدالعزيز

 

إنعكاس الفن
أسماء خالد / م.م / تشكيلية : لقد أشتغل الفنان العراقي المعاصر وعلى مر العصور بتجسيد تلك الرسالة والواقعة ، اذ ما زال صراع الطف قائم ومستمراً في العراق الحبيب على ضوء ما تراه عيني في الواقع العراقي , أما القيم الفكرية والأخلاقية هي فكانت أسمى رسالة التي جاء بها الامام الحسين (ع) كالحب والتسامح والتعاون وحب كل الأديان ونبذ الحروب والنفاق وحب المنفعة ،فهي أخلاق جده محمد(ص) وقدوتنا إيضاً , وأختتم كلامي بأن الفن هو إنعكاس ومرآة للمجتمع ، لذا فالمشهد الحسيني هو صورة ذهنية عالقة في ذهن الفنان التشكيلي العراقي بصورة خاصة والمعكوسة في نتاجه الفني والعالم بصورة عامة.

الجمهور الإسلامي
رائد السوداني / فنان تشكيلي : في الفترة وبعد عام ٢٠٠٣ تحديداً برزت وانتشرت القضية الحسينية وخرجت للعالم لحرية تناولها بعد أن كانت مقيدة فتناولها الجانب الثقافي من مسرح ورواية وشعر والفن التشكيلي ،فكانت واقعة عاشوراء هي خير درس معبّر عن إرادة وقيم الأمة في كل زمان ومكان، فقد كان الشاعر والأديب والفنان يعبّر عن شدة إرتباطه بقضية الامام الحسين (ع) ، أما بالنسبة للقضية الحسينية كانت وما زالت مادة مكتملة بمواضيعها تناولها الفن التشكيلي المعاصر من عدة جوانب ثقافية رغم إنها طرأت على الفنان التشكيلي فطرياً ،لكونها لم تكن من ضمن منهج أكاديمي ، وعندما تناولها الفنان أعطاها مفهوم اخر يصل إلى أذهان الجمهور ، ولم يختصر على الجمهور الإسلامي فقط، بل تعدى للعالم مما تم ايستعاب القضية الحسينية في بعض متاحف العالم الغربي وجعلوها من القضايا التأريخية المهمة ، وكانت هذه رساله أوصلها بثقافة عالية الفنان التشكيلي ، وكما مفهوم في قضية الملحمة هناك عدة مواضيع لا يمكن حصرها بعمل واحد ، وعلى سبيل المثال أنا تناولت في أحد أعمالي التي أعتز بها قضية الطفلة رقية بنت الإمام الحسين (ع) فلاقت إستحسان الجمهور ، وفي الفترة وبعد عام ٢٠٠٣ تحديداً برزت وإنتشرت هذه القضية وخرجت للعالم لحرية تناولها بعد إن كانت مقيدة فتناولها الجانب الثقافي من مسرح ورواية وشعر تشكيل .

رسم الحزن
صباح مهدي /فنان تشكيلي : بينما يعبر الفنان التشكيلي عن تأثره العميق بنبل قضية الإمام الحسين (ع) وطهارتها ، هل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حينما يرسم عن أحزان كربلاء ، بدليل غير المسلمين عبرو عن أعمالهم الفنيه عن قضية الإمام الحسين (ع) ، وكذلك لأنها على المسلمين فقط ، بل وصلت إلى كل العقول النيرة التي رأت في ثورته (ع) ومبادئها قدوة تستحق الإجلال على مدى العصور .

تدوين التأريخ
مها يحيى مرعي /تشكيلية : واقعة كربلاء هي من أهم الموروثات الدينية والثقافية والفنية هي ثراث أصيل له خصوصيته في العالمين العربي والإسلامي بشكل خاص والعالم بشكل عام ، ومن هنا ولدت واقعة كربلاء مشهد واقعي وغير مسرحي ، ولها أثر كبير على الفن التشكيلي العراقي القديم والمعاصر حيث يعبر فيه الفنان من خلال لوحته وريشته ولونه الذي يخترق العين ومن ثم القلب المفتوح ، وتنعكس على مرآته لتوصل رسالة الحسين (ع) رسالة الإصلاح وصوتا للحق والعدالة ، وإن عاشوراء ليس يوم خلق للبكاء والنحيب فقط ، وإنما هو عزة للشموخ والإبداع والإنتصار على الذات والصبر وتحمل المشقه ، وهو يوم البطولة والشهادة ، مما كان له أثر كبير على الفن ، وبما أن الفن ليس جماليا فقط وإنما هو وسيلة للتاريخ وتدوين التاريخ وتوثيقه ويعبر عن الحق ويجسد الواقع الحقيقي وليس المزيف من وقائع وأحداث ويبقى وسيلة لإيصال هذه الثورة الحسينية العظيمة راسخة في أذهان الناس مهما طال الزمن وتغيرت الأجيال .

مضامين فكرية
حيدر الشاهر : الإيثار الحسيني معنا الإنسان الحقيقي والإنسان يتعلم كيف يكون حر وكريم النفس من خلال ما جرى في العاشر من محرم فمنا من جسد هذا الإيثار بلوحاته التشكيلية ، ومنا من جسد بصورة شعرية ومنا من جسد بمسرح حسيني ومشاهد تمثيل عن ما جرى وجسد كل معاني الإنسان الثائر الحر الذي وقف ضد كل مغريات الدنيا لأجل كرمة النفس والسمو والعز رغم كل ما تم التعبير عنه أو عبر عنه المثقفون بكل مستوياتهم الفكرية والفلسفية والفنية ، نجد هؤلاء في ضفة التعبير الصحيح والمحايد والسليم ، بينما نجد في الضفة الأخرى من يجسد أثارات أو فكريات لم تكن كما حدث في الإيثار الحسيني يوم العاشر يتطرقون إلى الإغريق وأفلاطون وشكسبير ، وكذلك يتحاشى التطرق للقضية الحسينية لا أعرف هل هو تكبر أو استعلاء ، بينما كبار الزعماء والثوار والملوك يتباهون بذكر الإيثار الحسيني والثورة الحسينية بأقاويلهم وعباراتهم التي هي ألان خالدة لهم وتوسموا بها على مر العصور ، لذلك يجب أن تكون أيقونة الإيثار على مستوى عالي من التعبير والتجسيد فنيا ومسرحيا وادبيا ولا نبخل بالتعبير عنها لأنها أروع معاني الإنسان الحقيقية والإنسانية والوفاء .

 

درس الإيثار والتضحية
عمار الشمري / تشكيلي : عاشوراء الإمام الحسين (ع)
من أهم الوقائع الكبرى التي يهتز إليها الواقع الإنساني ، وهي درس الثبات على المبدأ وتأثيرها على وجه التحديد للفن التشكيلي بصورة خاصة ، فهي إيصال الرسالة المحمدية التي علمتنا عدم الرضوخ إلى الذل والمهانة وتمهيد طريق الحرية والكرامة ، بأن التضحية والشهادة في سبيل الله هي السعادة بعينها ، فهي مناصرة الحق في جميع الأحوال والظروف ليرغب المؤمن في لقاء الله حقا من باب التوبة المفتوح حتى آخر لحظة ، وقد علمنا عليه السلام بأن الوفاء درس نتعلمه من وفائه لدينه ورسالة جده صلى الله عليه وآله وسلم ، وكما نتعلم هذا الدرس من كل أصحاب الحسين(سلام الله عليه) واقعة الطف وعاشوراء هي درس الإيثار والتضحية والثبات على المبدأ ، وكذلك علمتنا أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد أعلن الإمام عليه السلام، عن ذلك في خطابه المشهور (ألا وإني لم اخرج أشراً ولا بطراً، ولكن خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

نفوس المتلقين
إنتصار ثابت / فنانة تشكيلية : واقعة الطف كان لها الأثر على الفنانين المسلمين وغير المسلمين من خلال التجسيد المعركة المستمر طيلة هذه العقود من الزمن، ومن خلال الروايات إلى يومنا هذا ، حيث تم إيصال واقعة الطف إنسانيا ودينيا إلى باقي الأديان ودول الأوربية ومحاكاتهم من خلال تجسيد الواقعة بالرسم أو النحت لاختلاف اللغة وصعوبتها سابقا مثالا، فقد نحت رأس الإمام الحسين (ع) من قبل راهب عند مبيت ركب السبايا وجيش يزيد في الكنيسة ،حيث تركت هذه الاعمال آثارها كرسالة واضحة في نفوس المتلقين ،وتبقى هذه الرسالة سارية المفعول إلى أجيال قادمة من خلال اللوحات والمنحوتات والشعر والمسرح لأنها تحمل الكثير والكثير من القيم الإنسانية بالدرجة الأساس ومن ثم الأخلاقية والدينية ،كعنوان واحد وهي مصيبة الحسين وال الحسين عليهم السلام .

نكران الذات
مروة الحايك : السيرة العطرة للإمام الحسين (ع) وواقعة الطف وماشهدته من إحداث جسام تفوق الوصف ، تركت لدي كل الناس آثاراً لاتمحي إبداً بغض النظر عن الدين أو المذهب ، وبما فيهم طبعا الأكثر استشعارا لتلك الواقعة العظيمة وما تركته بداخل عقولنا نحن الفنانين التشكيليين ، حيث تجسدت روح التضحية والثبات على العقيدة وبنفس الوقت الطيبة والأخلاق الرفيعة ، ففي كل جزء من قصة إستشهاد الاماخم الحسين وأخيه العباس (عليهم السلام ) دلائل لنكران الذات من قضية إنتصار الحق على الباطل ، فالإنتصار لم يكن لبني امية مطلقا وإنما أخزاهم الله ، هو إنتصار الدم على السيف ، طاب ذكركم سادتي وفداكم أرواحنا الامخام الحسين (ع) وكل ما أتمنى إن نتمكن من تخليد ذكراكم في لوحاتنا ولو بالجزء اليسير جدا .

التأثير بالثورة الحسينية
إيمان الموسوي / تشكيلية : ثورة الإمام الحسين (ع) تعددت نظرة الفنانين التشكيليين في طرحها في لوحاته وأعمالهم ، فمنهم يرى بأنها نموذج رائع للصبر والثبات ، وآخر التضحية والصمود وثالث نموذج للتكامل الروحي والعبودية الخالصة ، على الإستعمار والغزاة على مر العصور قد خططوا لطمرها ، لكونها ثورة ضد الظلم والطغيان ، لكن الله أراد أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فكان كوكبة من الفنانين المستشرقين والغربيين تأثروا بالثورة الحسينية فنقلوها على شكل لوحات مثل الفنان الفرنسي (جان ليون جيروم) وآخر في متحف في مدينة (بوركل نيويورك) تحمل توقيع الفنان عباس الموسوي تعود القرن التاسع عشر ، لذا قد تكون اللغة عائقا في نقل الحوادث والمعلومات فينظر الغفن التشكيلي كونه لغة للود والوئام .

مشهد واقعي
غصون المنتصر /فنانة تشكيلية : كربلاء والشعائر الدينية الحسينية من المورثات الدينية والثقافية التي لها أهمية في العالم العربي والإسلامي بشكل خاص والعالم بشكل عام ، ولدت لوحه كربلاء في مشهد واقعي جسدت أحياء المراسم العاشورائية ، والتي كان لها الأثر الكبير في الفن التشكيلي لتفتح النوافذ المسجونة بالدمع لإيصالها لكل الناس ، لأن ثوره الإمام الحسين (ع ) ثوره الإنسانية اجخمع والجداريات الحسينية المحفوظة خير دليل على ذلك ، حيث رسخت في الذاكرة والقلوب ، ومنها اللوحة التي رسمها الراهب المسيحي لرأس الإمام الحسين (ع ) وغيرها من الأعمال الفنية التي جسدت واقعه كربلاء التي استولدت المأساة الدامية شعائرا وطقوساً حسينية، فقد كان الفن العاشورائي يحاكي الواقعة ، ويعبر عنها بالريشة واللون والأساليب الفنية المتنوعة ، لإيصالها إلى الناس بطريقة سهلة تحاكي معناه جميع الناس والشعوب الحاضرة محققه قول كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء .

 

الإرث العاشورائي
عباس كزهور / فنان تشكيلي : كان لعاشوراء الاثر الكبير في الفن التشكيلي كلغة تتجاوز مصطلحات اللغات العالمية لتنفذ من خلال العين إلى القلب لتوصل رسالة السماء المتجسدة بشخصية الأمام الحسين علية السلام ، ويعتبر الفن التشكيلي هو وسيلة لتدوين التاريخ والحوادث المهمة وقداجتاح الإرث العاشورئي الذاكرة والوجدان عند ظهور أول عمل فني عاشورائي هو نحت الرأس الشريف للإمام الحسين (ع) من قبل الراهب المسيحي أثناء مسيرة السبايا من العراق إلى بلاد الشام وتلتها أعمال فنية أخرى جسدتها الفرشاة والألوان ،وقد دون الفنان بانوراما عاشوراء مقابلة الكفر والإنحدار الخلقي وزيف الحقائق وحب الشهوات مقابل الأطروحة السماوية المحملة بفيض النبوه المتمثلة بشخص الأمام الحسين وأهل بيته وصحابته ودون الفن التشكيلي بلاغة الخطاب والشعر وسرد القصص والحقائق والملابسات التي كانت توهم المتلقي بأن يزيد على حق ، ومن هنا نتعلم أن الحسين هو صدق السماء ومدونة إحداث الأرض .

رمزيات معركة الطف
خالد الشيباني / تشكيلي : من المسلمات إن الظلم مرفوض إنسانيا وكل الشرائع السماوية تقر بذلك ، لهذا علينا تمجيد من يقف بوجه الظالم واستحقت ثورة الإمام الحسين (ع) التفاعل الكبير من قبل الفنانين والأدباء ، وإستطاع التشكيليون إستنطاق هذه الثورة تشكيليا وهي موروث تاريخي أنبثقت منه شعائر سنوية كان لها وقع مميز على الفنون الجميلة ، فتجذر في فكر ووجدان الفنانين من خلال أعمالهم التي أحاطت بكل رمزيات معركة الطف الخالدة وهذا العمق الشعائري أعطى قيمة عالية للوحة الفنية ، إن الوجدان والتأثير الفكري والعقائدي للفنان يدعوه لتكون ألوانه وفرشاته طيعة في أستلهام كل ما هو انسخاني ،لذلك أدخل كل مشاهد المعركة وجزئياتها في لوحاته بشكل درامي مؤثر وتمتلأ الساحة التشكيلية بالكثير من التجارب الفنية الحسينية من معارض ومهرجانات وإصبوحات ثقافية تتناول هذه الثورة المتجددة عبر الزمن.

نفوس المتلقين
إنتصار ثابت / فنانة تشكيلية : واقعة الطف كان لها الأثر على الفنانين المسلمين وغير المسلمين من خلال التجسيد المعركة المستمر طيلة هذه العقود من الزمن، ومن خلال الروايات إلى يومنا هذا ، حيث تم إيصال واقعة الطف إنسانيا ودينيا إلى باقي الأديان ودول الأوربية ومحاكاتهم من خلال تجسيد الواقعة بالرسم أو النحت لاختلاف اللغة وصعوبتها سابقا مثالا، فقد نحت رأس الإمام الحسين (ع) من قبل راهب عند مبيت ركب السبايا وجيش يزيد في الكنيسة ،حيث تركت هذه الاعمال آثارها كرسالة واضحة في نفوس المتلقين ،وتبقى هذه الرسالة سارية المفعول إلى أجيال قادمة من خلال اللوحات والمنحوتات والشعر والمسرح لأنها تحمل الكثير والكثير من القيم الإنسانية بالدرجة الأساس ومن ثم الأخلاقية والدينية ،كعنوان واحد وهي مصيبة الحسين وال الحسين عليهم السلام .

التأثير بالثورة الحسينية

إيمان الموسوي / تشكيلية : ثورة الإمام الحسين (ع) تعددت نظرة الفنانين التشكيليين في طرحها في لوحاته وأعمالهم ، فمنهم يرى بأنها نموذج رائع للصبر والثبات ، وآخر التضحية والصمود وثالث نموذج للتكامل الروحي والعبودية الخالصة ، على الإستعمار والغزاة على مر العصور قد خططوا لطمرها ، لكونها ثورة ضد الظلم والطغيان ، لكن الله أراد أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فكان كوكبة من الفنانين المستشرقين والغربيين تأثروا بالثورة الحسينية فنقلوها على شكل لوحات مثل الفنان الفرنسي (جان ليون جيروم) وآخر في متحف في مدينة (بوركل نيويورك) تحمل توقيع الفنان عباس الموسوي تعود القرن التاسع عشر ، لذا قد تكون اللغة عائقا في نقل الحوادث والمعلومات فينظر الغفن التشكيلي كونه لغة للود والوئام .

مشهد واقعي
غصون المنتصر /فنانة تشكيلية : كربلاء والشعائر الدينية الحسينية من المورثات الدينية والثقافية التي لها أهمية في العالم العربي والإسلامي بشكل خاص والعالم بشكل عام ، ولدت لوحه كربلاء في مشهد واقعي جسدت أحياء المراسم العاشورائية ، والتي كان لها الأثر الكبير في الفن التشكيلي لتفتح النوافذ المسجونة بالدمع لإيصالها لكل الناس ، لأن ثوره الإمام الحسين (ع ) ثوره الإنسانية اجخمع والجداريات الحسينية المحفوظة خير دليل على ذلك ، حيث رسخت في الذاكرة والقلوب ، ومنها اللوحة التي رسمها الراهب المسيحي لرأس الإمام الحسين (ع ) وغيرها من الأعمال الفنية التي جسدت واقعه كربلاء التي استولدت المأساة الدامية شعائرا وطقوساً حسينية، فقد كان الفن العاشورائي يحاكي الواقعة ، ويعبر عنها بالريشة واللون والأساليب الفنية المتنوعة ، لإيصالها إلى الناس بطريقة سهلة تحاكي معناه جميع الناس والشعوب الحاضرة محققه قول كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء .

رمزيات معركة الطف
خالد الشيباني / تشكيلي : من المسلمات إن الظلم مرفوض إنسانيا وكل الشرائع السماوية تقر بذلك ، لهذا علينا تمجيد من يقف بوجه الظالم واستحقت ثورة الإمام الحسين (ع) التفاعل الكبير من قبل الفنانين والأدباء ، وإستطاع التشكيليون إستنطاق هذه الثورة تشكيليا وهي موروث تاريخي أنبثقت منه شعائر سنوية كان لها وقع مميز على الفنون الجميلة ، فتجذر في فكر ووجدان الفنانين من خلال أعمالهم التي أحاطت بكل رمزيات معركة الطف الخالدة وهذا العمق الشعائري أعطى قيمة عالية للوحة الفنية ، إن الوجدان والتأثير الفكري والعقائدي للفنان يدعوه لتكون ألوانه وفرشاته طيعة في أستلهام كل ما هو انسخاني ،لذلك أدخل كل مشاهد المعركة وجزئياتها في لوحاته بشكل درامي مؤثر وتمتلأ الساحة التشكيلية بالكثير من التجارب الفنية الحسينية من معارض ومهرجانات وإصبوحات ثقافية تتناول هذه الثورة المتجددة عبر الزمن.

تخليد الذكرى
عبد الكريم السيد /فنان تشكيلي : مهما قدم الفنان من عطاء يخص المشهد الحسيني فلا يستطيع إن يلم بمجمل الأحداث التي حصلت في واقعة تعتبر نادرة في تاريخ البشرية ولو إجتمعت كل النتاجات عامة ، كون الواقعة بطلها الإمام الحسين (ع) إبن بنت نبينا وهادي رسالة الإسلام السمحاء الذي ضحى بنفسه وعياله وأصحابه بين معسكرين غير متكافئين ، واستشهاد الحسين وعياله وأصحابه سجل إنتصار الدم على السيف ، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا تستذكر الأجيال واقعة الطف الأليمة في طقوس وشعائر تخلد فيها معاني البطولة والشهادة والتضحية ، وكل بطريقته تعبيرا عن حب الحسين والولاء له ,وإنبرى دور الفنان جنبا إلى جنب في تخليد الذكرى وخاصة في إعمال تشكيلية وكل بأسلوبه وكل بتصوير جانبا من فصول الواقعة الأليمة ، ولازال عطاء الفنان التشكيلي ، إلا إن هذا العطاء الفني في مجمله دون المستوى المطلوب من جميع النواحي منها الفنية والإبداعية والإعلامية اضافة إلى تقصير بعض المؤسسات الفنية ودور العرض الفني ، التي يفترض حث الفنان للمساهمة الفاعلة في تخليد هذه الذكرى .

القيم الأخلاقية
علي الربيعي / تشكيلي : على مر العصور التأريخية القديمة والحديثة تكون الملاحم والبطولات الكونية التي وقعت في أرجاء الكرة الأرضية لها الحضور الكبير بتجسيدها في مجالات الفن والمسرح والسينما والنحت ورالسم ، ومما لاشك تعتبر ملحمة كربلاء وما تضمنت من قيم أخلاقية عالية وتضحية سخية ودروس أخرى ، وشخوصها الأبطال المقدسون إستلهمت كثير من الفنانين التشكيليين في العالم العربي والشرقي وخصوصا الفنانين العراقيين الكبار ، حيث كانت أعمالهم لها تأثير واعي في المشهد العراقي ووفرة في إقامة كثير من المعرض الفنية في تلك المناسبة لملحمة صراع الحق مع الباطل ، كربلاء مدرسة نتعلم منها الفن رسالة لتؤطر صور الإيثار .

القلم والفرشاة
عبد الهادي القريشي / فنان تشكيلي : النهضة التي انبثقت بفضل ثورة الحسين(ع) والنهج البطولي والإنساني والدروس والعبر المستقاة من تلك الثورة ، إنارت عقول الأجيال وجسدت فيهم مبادئ الإسلام الحقيقي ، وبعثت فيهم روح العزة والكرامة ورفض الظلم وحب الشهادة والإيثار والآباء ، وكذلك إيقظت إحساس المثقفين والأدباء وإلهمت فناني العالم بأسره والمسلمين خاصة ومنهم فناني اللوحة واللون ، القلم والفرشاة حيث فجرت فيهم طاقات الأبداع وروح المثابرة والإلق في تجسيد واقعة الطف الخالدة ،ثورة الأحرار وترسيخ قيم ومبادئ الدين الحنيف ورسم خارطة النهج القويم لأمة الإسلام ،فحمل الفنان التشكيلي على عاتقه قضية الحسين وجعلها قضية العالم برمته ،وشمعة التاريخ التي لا تطفأ ،والحسين منار الأجيال وثورة الدم التي لا تهزم.

مقاومة الظلم
اسامة الزيدي /تشكيلي : كان ومازال الحسين (ع) رسالة إنسانية وسمو ورفعة وليس من شئ في الكون ، لو تمعنا جيدا ليس له علاقة من قريب أو بعيد بشخص الحسين (ع) وبثورته وأهدافه التي بذل من أجلها كل غال ونفيس ، كذلك الحال للفن التشكيلي هذا العالم الواسع والفضاءالرحب والمتجدد مع الزمان ، فكيف إذا أجتمعا الحسين كملهم والفن كأداة تعبير ، فمن المؤكد أننا سنرى عالما زاخرا بالجمال والأهداف الإنسانية الحقه فالحسين ملهم كما للثوار ومريدي التغيير ومقاومة الظلم ،كذلك الحال للفنان التشكيلي حيث إن أبا الأحرار( ع ) متصل بجميع جوانب الجمال والأدب والسمو والرفعة والرجولة والمقاومة والابوة والحنان وليس من عمل تشكيلي يخلو من الحسين من قريب أو بعيد فبأختصار الحسين ملهم والحسين عالم بذاته.

إتجاهات الأدب
علي عليوي / فنان تشكيلي : قد لايختلف اثنان على ان أي جانب من جوانب الفكر والمنطق والإحساس تسير على طريق الوعي والثقافة والإصلاح ولابد لكل قضية إنسانية لها مباديء صادقة وشريفة أن تبوح بمدركاتها الحسية والجمالية والأخلاقية والفكرية وأن تتوافق مع الفن لا العكس ، فكل قضية تقومٌ على هذا المبدأ لها القدرة على النجاح والوصول إلى الغايات، حيث يمثِّل هذا المبدأ الطاقة المحرِّكة في داخل الإنسان،في معالجة المشاكل الراهنة التي يتعرض لها الفرد والمجتمع المعاصر ومن خلال جميع الفنون والآداب بمختلف الأساليب والاتجاهات، حين يتم تجسيدها رمزياً وتجريدياً وواقعياً .. لذلك نستطيع القول ان واقعة الطف الكبيره في اثرها قد اصبحت سمة بارزة من سمات ملامح هويتنا الثقافية والانسانية وهي الدافع والمحرك للابداع وكذلك هي المادة والمصدر للعديد من المبدعين في التعبير عن افكارهم الثورية ضد الجهل والتخلف والاستبداد والواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي.وهنا استطاع الفن التشكيلي استلهام واقعة الطف بشكل اوسع من الفنون والآداب الأخرى ذلك ان الرسم أكثر مراس وان اسلوب الكتل والألوان له القبول والمرور عبر كل المستويات وسهولة طرحه اكث من القصيدة او القصة، ففي الوقت الذي ممكن قمع القصة والقصيدة الحسينية، الا انها فشلت في قمع اللوحة والمنحوتة لذلك استلهم الفنانين واقعة الطف كموضوعة سياسية ضد التعسف السياسي المعاصر ،فامتلاك ملحمة الطف من الابعاد الانسانية والفكرية والتاريخية ليجعل منها مادة غنية يمكن ان تنهل منها مختلف نواحي الحياة البشرية الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها وان الفن التشكيلي صادق وصريح ومهم بتاثيره الروحي والماديه في وجدان الشعوب وضميرها ، فالانسانية والجمال وكل المعاني السامية كلها امور اشتركت في اظهارها الثورة الحسينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق