اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

تأثير المشهد الحسيني على الفن التشكيلي العراقي ..ج 1

ج- 1

فضاءات نيوز  / علي صحن عبدالعزيز

 

برزت أهمية واقعة كربلاء بوصفها من الوقائع المؤثرة في تأريخ الثقافة والفن التشكيلي ، فألهمت إهتمام جميع الأدباء والفنانين ، فالأدباء صوروها شعراً ورواية كما صورها المسرحيون والتشكيليون في إنجازاتهم الفنية ، وسؤال (وكالة فضاءات نيوز ) ضمن هذا التوجه ، هل أشتغل الفنان التشكيلي العراقي المعاصر في نسج وتجسيد لوحاته الفنية من تلك الواقعة ورسالتها الخالدة؟ ، وكيف تركت أثرها في ذهنية المتلقي في إستشفاف الجوانب الأخلاقية والإنسانية لتلك المأساة متتبعاً بعض التساؤلات لمناقشتها ومجملها ، وماهي القيم الفكرية والاتجاهات التقنية التي يبثها المشهد الحسيني ، بعيداً عن الطائفية أو المذهبية ، مما إنعكس تأثيرها على بقية فنانين وفنانات من أديان ومذاهب متعددة في تنفيذ أعمالهم ضمن هذا المعنى .

 رسالة للإنسانية

نضال العفراوي / إ.د /كلية الفنون الجميلة /قسم التربية الفنية : لايوم كيوم مصابك يا أبا عبد الله أبكيت كل الإنسانية جمعاء فكل الشرفاء بكوا دماً بدل الدموع ، لقد رسختَ الإنسانية والشرف والعزة وعلمتنا إن نقول الحق ولو على أنفسنا هيهاتَ منا الذلة، أعطيت الإنسانية دروساً ومواعظ كثيرة ومتعددة نابعة من فكر وروح حقيقية مستنبطة من هذه الواقعة الأليمة التي انفطر منها الحجر وتفجر منها الماء ، الله أكبر على القاسية قلوبهم مقفلة بظلمهم وفسادهم ، لعنهم الله ورسوله وأهل بيته وستبقى هذه اللعنة تحيط بهم إلى يوم الدين يوم يقفون مقرنين بالأصفاد سرابيلهم من قطران تشوي وجوهم النار ليس بخارجين منها ، وهذه رسالة لكل طاغي وعنيد يعبث في الأرض الفساد والظلم والطغيان ، ان لعنة الله عليهم في الدنيا والآخرة ، لقد أثبت سيد الشهداء إن لا سكوت على الظلم والفساد ، ولابد من محاربة الظلم والطغاة الذين إبتعدوا عن الله وكلمة الحق والعدل وتحريف الدين حسب هواهم وملذاتهم بإتباع الشهوات وترك ما أوصاهم به الله ورسوله ففسدوا في الأرض ، إن الله يعلم بالمصلح والمفسد ، فالحياة هي دار عمل وأمتحان فمن يعمل مثال ذرة (خير) يره ومن يعمل مثقال (شر) يره ،وأن الله لايرضى لعباده الظلم فيبعث أنبياؤه ورسله وأولياؤهم الصالحين لنصر الحق ودحر الظلم ، منذ إن خلق الله السمٰوات الأرض فكان لكل نبي عدو وآخرهم إبن بنت رسول الله الأمام الحسين ريحانة الجنة ونورها لاحول ولا قوة إلا بالله ، كيف لأمة تجرؤ على قتل إبن بنت نبيهم نبي الرحمة وكيف تجرؤ على مس شعرة من رأسه ، إلا لعنة الله على الظالمين الذين سولت لهم أنفسهم قتل الحسين وأخيه العباس ، ومنعوا عنهم الماء وعن عوائلهم وأولادهم الرضع وسبيهم كيف يحسبون على البشر، أنهم وحوش يأكلون كما تأكل الأنعام بل هم أضل ، لعنة الله عليهم ومن أتبعهم وأيدهم إلى يوم الدين ، إن هذه الواقعة الأليمة نارها موقدة في قلوب محبيه ومواليه ولن تطغى إلا بإشراق نور الله في الأرض وإرساء العدل والحق والإنسانية في أرجاء العالم ، عندها تكون رسالة الإمام حققت معانيها ومبتغاها في معاني الحياة ، الإنسانية جمعاء والتي تنبعث عن طريق الفكر والروح والعقيدة والفن بكل معانيه الساميةالتي تنبع من الحب والخير والعلم الذي يسموا إلى المعالم الإنسانية بكل معنى الكلمة .

أداة التعبير

حسن عمران الكيف / أستاذ جامعي /وفنان تشكيلي :
النظريات الإجتماعية تؤكد إن للعصر والجنس والبيئة تأثيرها الكبير على الإنسان ، ولاسيما الموروث إن كان فلكلورياً أو عقائدياً ، وكل ذلك يشكل الحاضنة الثقافية لنشأة الأجيال ، ولايختلف إثنان على إن الفن والأدب هما أداتا التعبير الأبرز عن الموقف الفكري والثقافي لأي مجتمع كان في عصر محدد وجنس معين وبيئة معلومة الجغرافيا والظواهر والعادات والتقاليد والمشارب الروحية والإجتماعية ، لذا ومن المنطق إن يتبلور الفكر وإداتا التعبير ( الأدب والفن ) في صياغة ونسج مشهد ثقافي ينتج من روح وجسد كل ماذكرناه ، وبالخصوص العقائد كونها المحرك الأول إتجاه علاقة الناس ببعضها وعلاقتهم بالخالق ومدى تأثير ذلك ، يتبع عوامل مهمه أبرزها مصداق العقيدة مع القيم والمفاهيم الإنسانية بل وحتى الفطرة الإنسانية والتي لابد لها وتنسجم مع تلك القيم المفاهيم ، فكيف والقضية تعنى بمن يرمز وبلاشك وبيقين قطعي إلى النموذج الأول في الكفاح الإنساني والدفاع عن الانسان وكرامته وحقوقه بضمير جمعي وبعطاء وجود بالنفس والعزيز من أصحاب وأولاد ليكون أيقونة التضحية والفداء التي لايضاهيها في التاريخ والحكايا مثل ، ولايماثلها مستوى لتكون القضية الإنسانية المطلقة والمتفق عليها ، ولتدخل حيز المقدس والحد الفاصل لصراع الانسان الأزلي بين الخير والشر ، هذا الصراع وبحكم طبيعة المضامين الادبية والفنية هو من يغذيهما نحو كل موضوع لقصيدة أو قصة أو منجز مسرحي وتشكيلي ، ولعل التشكيل ولسهولة منجزه رغم ضرورة كثافة الفكرة وحيز فضائها كان له الحظ الأوفر في تجسيد واقعة الطف لإحتواء المشهد دفعة واحدة زماناً ومكاناً إعتماداً على الرمز والتجريد والتعبير والمحاكاة المباشرة ، ليمنح المتلقي فرصته بالمشاركة في جدلية الإثراء الفكري للمضمون والوصول إلى الشكل الأجمل والأكثر تأثيراً تقنياً وجمالاً ووظيفياً، كون الفن والأدب هما سجلان ووثيقتان لسفر الإنسانية .

لمسات فنية

طالب جابر / فنان تشكيلي : المدرسة الحسنية أفق واسع التجربة وتعطي للفنان التشكيلي مساحة كبيرة وواسعة في إنشاء عمله الفني ، كونها ملحمة كثيرة الدلالات والرموز في الحياة ، وهذا التجربة ليست بالغربية الجديدة على الرسامين في تجسيد واقعة الطف بكل تفاصيلها المهمة ، وإظهار الجانب المشرق في هذه الحياة الواقعة وأهم أبطالها.ومن الرسامين الذي وضع لمساته الفنية في تناول هذه الحادثة هو الفنان العراقي كاظم حيدر وبعض الرسامين الذين ذاع صيتهم في مجال الرسم وكذلك الكتابة والمسرح وعلى سبيل المثال ، أنا كل سنة في عاشوراء أضع توقيعي وبصمتي على هذه الملحمة الخالدة والكبيرة.

 

إنعكاس الفن

أسماء خالد / م.م / تشكيلية : لقد أشتغل الفنان العراقي المعاصر وعلى مر العصور بتجسيد تلك الرسالة والواقعة ، اذ ما زال صراع الطف قائم ومستمراً في العراق الحبيب على ضوء ما تراه عيني في الواقع العراقي , أما القيم الفكرية والأخلاقية هي فكانت أسمى رسالة التي جاء بها الامام الحسين (ع) كالحب والتسامح والتعاون وحب كل الأديان ونبذ الحروب والنفاق وحب المنفعة ،فهي أخلاق جده محمد(ص) وقدوتنا إيضاً , وأختتم كلامي بأن الفن هو إنعكاس ومرآة للمجتمع ، لذا فالمشهد الحسيني هو صورة ذهنية عالقة في ذهن الفنان التشكيلي العراقي بصورة خاصة والمعكوسة في نتاجه الفني والعالم بصورة عامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق