اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

المدارس المسائية فشل آخر يلاحق العملية التعليمية المنهارة

فضاءات نيوز  / علي صحن عبدالعزيز

يرى العديد من التربويين ومختصي علم النفس وأولياء أمور الطلبة ، بأن المدارس المسائية لم تحقق الغاية المرجوة منها ، وأنها فشل ذريع آخر يلاحق العملية التعليمية في العراق ، وخصوصاً بعد إعلان نتائج الإمتحانات الأخيرة للمرحلة المتوسطة والابتدائية والتي كانت مخيبة للآمال .
(وكالة فضاءات نيوز) رصدت في هذا التحقيق واقع حال المدارس المسائية وإلى أين تتجه مسيرتها التربوية ، وخصوصا أنها جاءت نتيجة إفرازات تعذر الحصول على المعيشة للكثير من الطلبة ، وبالتالي لجوئهم للدوام فيها أو إلى أسباب أخرى ، ولعرض الإحاطة بجزء من جوانبها ، توجهنا ببعض من الأسئلة إلى تلك النخبة بالأسئلة التالية ، هل إستطاعت تلك المدارس المسائية إن تؤدي نفس الغرض من المدارس الصباحية ، وكيف سيكون حالها إذا كانت نسبة التسرب الدراسي والنجاح دون المستوى المطلوب ، وما هي الإقتراحات والحلول التي يمكن إن تساهم في زيادة نسبة النجاح ، إذ يعتبرها بعض الطلبة وأوليائهم محطة إستراحة والنجاح فيها أرحم من المدارس الصباحية .

الإلتزام بشرف المهنة
عدنان كاظم السماوي / باحث تربوي : المدارس المسائية واحدة من مدارس التعليم العام في العراق وتتمتع بالإمتيازات وتنطبق عليها الشروط والقوانين والتعليمات والضوابط ، وكثيرا ما تكون من مخرجات المدارس الصباحية عند تعرض الطالب إلى الرسوب لسنتين متتاليتين في صفة أو تجاوزه السن القانوني الذي يؤهله للإستمرار بالمدارس الصباحية لينخرط عند ذاك بالمدارس المسائية وللمراحل كافة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية ، فضلا عن الظروف الإقتصادية والإجتماعية التي تؤدي به إلى تلك المدارس وقد تكون الظروف المذكورة رافدا أو سببا بإنتقال الطالب إلى المدارس المسائية بغية مزاولته عمل ما أو إعانة عائلته أو توفير ما يسد عائلته وتقديم مستوى معيشي له ولاسرته ، تؤدي المدارس المسائية الأغراض نفسها المؤداة من قبل المدارس الصباحية وتلتزم بالقوانين والانظمة والتعليمات ويكون تعيين المعلمين والمدرسين فيها من قبل المديريات العامة للتربية وبأوامر من وزارة التربية ،وكذلك سد الشواغر الحاصلة بتلك المدارس، كما تجري الإمتحانات العامة وللصفوف غير المنتهية كما المدارس الصباحية وتنطبق عليهم ما اوردنا من التزامات بالقوانين والأنظمة ، وتلتزم إدارات المدارس ومدرسيها بالمناهج الدراسية وساعات الدراسة السنوية وإجراء الإمتحانات اليومية والشهرية والفصلية وحسب جداول وسجلات وهناك متابعة إشرافية من قبل وحدات الإشراف التربوي ومديرياتها ، لذا أحيانا ما تخرج بنتائج ونسب نجاح ممتازة ، وقد أكمل وأنهى الكثير من المسؤولين والأدباء والعلماء والمفكرين دراساتهم وحصلوا على شهاداتهم للمراحل كافة من المدارس المسائية بفعل إدارات المدارس المسائية وكفاءة مدرسيها واخلاصهم لمهنتهم ،فالمدرسة المسائية هي كفؤ للمدرسة الصباحية ونظيرة لها ، التسرب ظاهرة متفشية وحسب أسبابها وظروف الطلبة الإجتماعية والإقتصادية والنفسية وأحيانا ما السياسية تؤدي بهم الخى التسرب وعدم الإلتزام بالدوام الذي يفضي إلى ترك المدرسة وبالتالي ينعكس سلبا على المستوى الدراسي وعلى مستوى النجاح ، ونسب النجاح وكيفية التعامل معها موضوع آخر يتصل بماهية الإمتحانات وللمدارس كافة التعليم العام والمسائي والأهلي والأجنبي والمهني ، فهي تخضع للجان إمتحانية وإشرافية ولطبيعة وضع الأسئلة الإمتحانية وفق الشروط الموضوعية والعلمية التي حددها النظام والتعليمات ، والتي لايمكن تجاوزها لذا أن لم تلتزم بالشروط تلك تؤدي الى رسوب جماعي وفردي وحسب لجان وضع الاسئخلة للمراحل كافة ، لا يمكن إعتبار المدارس المسائية محطات للإستراحة ، فالمدارس المسائية كما المدارس الصباحية ان لم يكن بعضها قد تفوق على قرينته الصباحية بفعل الإدارات الجديرة والمتابعة والملاكات التدريسية المنضبطة وإلتزامهم بالضوابط والتعليمات وفوق هذا ،وذاك شرف المهنة وقدسيتها التي تحد من وصفها محطة استراحة وتتجاوز هذا الوصف ، المدارس المسائية خرجت أجيال فقد تخرج من بين ظهرانيها العشرات من العلماء والأدباء والمفكرين والقادة ،وأجيال فائقة الإعلمية والإدارية اجتازوا المراحل للمدارس المسائية كافة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية وحتى الجامعية بدون رسوب أو تأخر دراسي ، لذا تعتبر المدارس المسائية رافد مهم للكوادر الوسطى العاملة وهي تؤدي أغراضها بمهنية علمية وتحقق نجاحات كبيرة ، وتستقبل المئات من الطلبة الذين تجاوزا السن القانوني ليكملوا دراساتهم وليلحقوا بركب العلم والتحصيل الأكاديمي .

 

دار إستراحة
مزهر الخالدي / كاتب وإعلامي : تعد المدارس المسائية فرصة جيد لبعض الطلبة كبار السن إو المتأخرين دراسياً إو أصحاب العمل النهاري ، وسابقا كانت المدارس المسائية حقيقة وتضاهي المدارس النهارية ، وعندما كنا نعمل بالمدارس المسائية حققنا نسباً جيدة من النجاح ،إما اليوم فإنها أصبحت الدراسة المسائية محطة إستراحة لعدد كبير من الطلبة نتيجة تدني الوضع الدراسي وماتشوبه من أصابع الإتهام نتيجة تفشي الرشوة والفساد المالي والإداري وضعف الانظمة والقوانين ، وتدني المستوى الدراسي وقد عبرت العدوى إلى الدراسة الجامعية واليوم تعد الدراسة المسائية محطه للإستراحة والعبور بأي وسيلة كانت ،فالغيابات طبيعية وإعطاء الدرجات تقديرا شيء عادي وحتى التقديم إلى البكلوريا بالواسطة إو الرشى، لذلك أقترح أما إلغائها إو اضافتها إلى الدراسة النهارية لتغير هذه السمعة التي أصبحت لباس الدراسة المسائية .

 

تفعيل دور المرشد
حسين جاسم / مرشد تربوي : المدارس المسائية إسقاط فرض لاغير ، وهي أسوء ماتكون من حيث الدراسة ، وتنتشر فيها كافة الأمور السلبية فيها الرشوة وعدم الحضور للدوام ، وغياب مراقبة الإدارة للطلبة وعدم القدره على السيطره عليهم ، إذ تنتشر بينهم التدخين والمخدرات والكحول وحمل الأسلحة ،
المقترح إن تكون إما صباحي أو ظهري ، والمراقبة المستمرة لهم من قبل التربوية المحاسبة على نسب النجاح وإقصاء ذوي الرسوب المتكرر وعزل المستويات الجيده منهم ، مع تفعيل دور المرشد التربوي لأن هذه الفئة بحاجة إلى الدعم النفسي والتربوي ، وأغلبهم يعانون من مشاكل أسرية ومجتمعيه أدت بهم إلى كثرة الرسوب ، كما يجب إن يكون هناك كادر متميز من الأساتذة الأكفاء القادرين على التعامل مع هذه الفئه من الطلبة .

 

القيادة التربوية
كريم الخزعلي /معلم : في الحقيقة موضوع الدراسة المسائية وبالأخص للمراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية موضوع يحتاج إلى دقة في طرحه وموضوعية المحتوى لفكرته ، لأنه على الرغم من سلبياته له إيجابياته فالدراسة المسائية للذين يرتبطون بعمل في النهار ولديه طموح للحصول على شهادة تعينه للمستقبل وتشد شخصيته ومكانته في المجتمع ، وكثير منهم حصل على الشهادات العالية من خلال تلك الدراسه ،وأصبح عضو فعال ومنتج في المجتمع ، لأن الدراسة في الوقت السابق كانت لها هيبتها مثل الدراسه النهارية ولاتقل أهمية عنها ،وكان التعليم وقوانينه مفعلة بشكل تجبر الفرد بالإلتزام وتحقيق ذاته ، ولكن الآن الظروف تغيرت وأصبحت الدراسة المسائية الآن ينظر إليها مع الأسف بمنظار الإزدراء، لأنها أصبحت تفتقر إلى أبسط مقومات الإهتمام الصحيح من قبل السلطة إولاً والقيادة التربوية ثانيا ، وأصبح المنهج ليس بالضرورة إن يكتمل ، المهم تحقيق ساعات دوام وكفى ، ويبقى الطالب الضحية الأولى لهذا التهميش للدراسة المسائية ، وإضافة إلى هذا أصبحت العلاقات تلعب دور بالتحكم في مسيرة التعليم المسائي ، حيث هنالك الكثير لم يلتزم بالدوام بسبب العمل ، ويأتي مرة أخرى دون حساب وابسط كلام يقال( هو مسائي) وكأنما الدراسة المسائية غير خاضعه لقانون التعليم ، وهذا بالطبع يفرز نتائج خطيرة جدا، لأنها تصبح كالَمعول الذي يهدم البناء التربوي الصحيح ، والحالة الأخرى هي أن الطالب الذي يرسب سنتين متتاليتين يتم تحويله إلى الدراسة المسائية فيصاب بالإحباط ، لأنه يعلم إن هذا القرار هو قتل لروحه كانسان يريد التعلم ، فيكون إنسانا مبهما همه العمل فقط والبحث عن لقمة العيش ، وهنا لاننسى الظروف التي يمر بها البلد من حرب ضد الإرهاب ،والعمل من أجل إستقرار وإستتباب الأمن كلها لها تأثير مباشر على عملية الدراسة المسائية ، ونحن نأمل من القيادة التربوية أن تشرع قوانين و تعليمات تجعل من الدراسة المسائية كسابق عهدها لها بصمتها ووجودها الفعال لبناء وطن معافى وقوي ، وهذا لا يعني إن المعلم لايؤدي واجبه بشكل صحيح ولكن حتى يكون البناء صحيح ، يجب الإهتمام بالمعلم ليفجر حالة الإبداع بداخله ويخلق روحية جديدة ، إن المعلم والطبيب كلاهما لاينصحان إذا هما لايكرما.

 

قلة الكوادر 

نضال يوسف / إعلامية وكاتبة : التعليم المسائي والصباحي أصيب بفيروس قاتل ومعالجته شبه مستحيلة بزمن أشباه الرجال ، والتعليم المسائي والصباحي يعانون من نفس المشاكل والمعوقات من طلاب أصبحوا لا يبالون بنوعية تعليم فقط ، يريدون حرق مراحل تحت أي مسمى وكوادر مجهدة وضعيفة وإلادارات ينقصها الكثير لكي تعمل بشكل صحيح ،بالإضافة إلى نقص المناهج وتغيرها والأخطاء التي توجد فيها ، وقلة مدارس ونقص مدرسين بعض الإختصاصات مهمة يعوضوهم بالمحاضر الذي لا خبرة له ، وبصراحة التعليم حاله حال أي قطاع من القطاعات بزمن الرشوة والوسطات وغياب الرقابة الحقيقية للضمير والوجدان ، وأخيرا التعليم أساس الحضارة إن ضاع تنتهي أي دولة.

عدم التركيز والإهتمام
محمد السبع /معاون متوسطة ومدرس رياضيات : المدارس المسائية هي فرصة أخرى للطلبة لإستكمال دراستهم بعد رسوبهم لسنتين متتاليتين ، بالإضافة إلى انها مدرسة لمواصلة الدراسة لمن يمتهنون المهن لكسب العيش لدى بعض الطلبة ، وبالتأكيد ونظرا للمستوى المتدني في الغالب للطلبة المسجلين فإنه تكون نسب النجاح منخفضة، بالإضافة إلى تسيب الادارات وربما عدم تركيز الضوء عليها مثل بقية المدارس الصباحية ، ومن خلال تدقيقنا لبعض درجات تلك المدارس نجد الأخطاء الكثيرة في سجل الدرجات، وعدم الإلتزام من قبل الطلبة في هذه المدارس وكثرة غياباتهم.. ومنهم متمكن يقوم بتحويل دراسته إلى الدراسة الصباحية بما يسمى الإستضافة ويتم تزويد إدارته بالدرجات من قبل المدرسة المستضيفة، إمتحانات الصفوف الغير منتهية يتم ترتيبها بشكل أو بآخر مع إدارة المدرسة، إما الإمتحانات الوزارية فيخوضها الطالب المسائي مع الصباحي بنفس الوقت، التسيب كبير جدا ويبدو إن السيطرة عليها صعب جدا بسبب الإدارات شبه الفاشلة وعدم إكتراث الطلبة لهذا الدوام .

 

تفشي الرشاوي
عبد الكريم السيد /مدرس : النظرة السائدة في مجتمعناعن المدارس المسائية نظرة تشاؤمية إلى أبعد الحدود ، وذلك لعدم إخضاع هذه المدارس إلى أنظمة وضوابط جدية تليق بالتعليم ،فحالات التسيب للتلميذ أو الطالب على حد سواء وتفشي الرشاوي من أجل التغطية على تلكؤ الطالب ونجاحه دون عناء إلى صفوف متقدمة حتى دخوله الوزاري ، كل ذلك لعدم المتابعة من أعلى المستويات في وزارة التربية إلى إدانتها ، وكأن هذه المدارس هي كالفضلات الزائدة التي لاتقدم ولاتؤخر بالرغم من وجود بعض الطلبة الذين دفعتهم الظروف إلى المسائي ،منها لأجل لقمة العيش يأملون بها إن يواصلو مسيرهم التعليمي كأقرانهم في المدارس النهارية ، ورغم أن أغلب المدارس المسائية تكثر فيها ظواهر سلبية منها التدخين العلني للطلبة والمشاجرات ، وماخفي كان أعظم يحرص إعداد من الطلبة على عدم الإنجرار أو الإختلاط تجنبا لتلك الظواهر التي لاتمت إلى الأخلاق بأي صلة إلى هؤلاء قد يتطبعون بمرور الايام كزملائهم ، فتراهم تتغيير تصرفاتهم من حين إلى آخر ، وعلى العموم التردي عام تقريبا ، أما الحلول فتتوقف على الجميع من كافة النواحي ، منها إخضاع المدارس المسائية إلى الضوابط المدرسية كالنهارية من حيث إلتزام الطالب في الدوام الرسمي والإمتحانات الشهرية والنصفية والنهائية ، متابعة المدارس من قبل المديريات ووزارة التربية، ووضع كوادر تدريسية تعمل بجد ويفضل من المتقاعدين الراغبين بسبب إن التدريسي الذي يعمل في المدارس النهارية ثم المسائية تراه مرهقا ولايعطي الدرس حقه في المسائي ، وكذلك تشجيع الطلبة على المثابرة والتفوق وإشعاره بأنه لايختلف عن أقرانه الطلبة في المدارس النهارية .

 

آراء متعددة

من جانبه أكد الدكتور عادل هاشم / أستاذ علم الإجتماع : بأن جميع البحوث والدراسات الإجتماعية أثبتت بأن طبيعة الإنسان تكون قادرة على إستيعاب المعلومات في الفترة الصباحية ، ويكون قادرا على الإنجاز والإبداع في تلك الفترة ، وبالتالي فإن موضوع الدراسة في المدارس المسائية يولد تركة ذهنية على ذاكرة الطالب ، وذلك لإنشغاله في تدبير المعيشة صباحا ، وكتحصيل حاصل فإن خطر الفشل داهم العملية التعليمية بالعراق وخصوصاً بعد عام 2003 .

عدم التركيز
إلى ذلك قال الطالب يحيى محمد /طالب مرحلة متوسطة مسائي :نحن نتعذب أكثر ولا نستفاد من حصص الدروس بالشكل الصحيح ، بدليل إن الكوادر التدريسية من المعلمين كان لديهم دوام صباحي ويأتينا وهو مرهق ، بالإضافة إلى أن نهاية دوام تلك المدارس المسائية يكون عند الساعة الثامنة مساء ، ولحين ما أوصل إلى البيت تكون الساعة التاسعة مساء على أقل تقدير ، فكيف يمكنني متابعة جدول الدروس وتحضير الواجبات المدرسية المطلوبة مني ،نحن نحتاج إلى قسط من الراحة في دراستنا المسائية ، ولكن للأسف لا نجدها في المدارس ، فأغلب الصفوف لا تتوفر فيها الإنارة الكاملة ، بالإضافة إلى عدم وجود المراوح السقفية ، وحتى وأن وجدت فإنها تكون عاطلة ، مما يجعلنا جمع التبرعات بيننا لغرض صيانتها .
جوانب نفسية
وفيما يتعلق بالجانب النفسي ، أشار الأستاذ محسن خالد / باحث علوم النفس : بالمقارنة مع الدوام الصباحي ،فإننا نجد الدوام بالمدارس المسائية أكثر خمول وعدم متابعة ، وخاصة إن الكثير من الطلبة بعد انتهاء يرغبون بالسهر في مقاهي الانترنت والناركيله ،مما يؤثر سلبا على مستوى دراستهم ومتابعتهم الدروس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق