اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

“ومضات عاشورائية “2 ..الكون بشمس واحدة ودم الحسين بشمسين

 رئيس التحرير – عماد نافع

 

في مقطع مهم من مسرحيتي ” بقعة النور ” , يزيد يعترف بعد انكساره وهزيمته امام دم الامام الحسين ” عليه السلام ” قائلا : ( الكون بشمس واحدة ودمك بشمسين ياحسين ) , وهذه الصورة الشعرية لم نفع في باب المغالاة , أو المبالغة الغير محسوبة ..بل ان دم الحسين شمس ثانية  لها وظيفة تختلف عن الشمس التقليدية التي تمدنا بالضوء والحرارة , والسؤال المهم هنا : ماهي وظيفة شمس دم الحسين ؟ واعتقد الجواب بسيط وغاية بالوضوح لمن يعرف حقيقة نهضة الامام الحسين ” عليه السلام “, فغاية الامام وهدفه هو اضاءة ظلمة الروح , نعم في دواخل الانسان العديد من المناطق المظلمة , والتي تحتاج الى نور يزيح ظلامها , هذا النور لايمكن لشمس الكون ان تعطيه او تمنحه للانسان مهما تعاظمت قوتها ومساحتها وقوة تأثيرها , اذا الشمس الثانية  التي اقصدها في قصيدني او نصي المسرحي , هي شمس تمتلك قوة تاثير استثنائية لدواخل الانسان , بيد ان هذه القوة استطاعت ان تغير مجرى حياة الحر الرياحي , الامير الكوفي المدلل والفارس الذي لايشق له غبار , بعد ان اقتحمت دواخله شمس الحسين ” عليه السلام ” , وأبدلت جمع حساباته وطموحاته الشخصية , الى الالتحاق بمركب الحب , ومركب النور , السائر الى السماء بسرعة كونية , وبراحة أبدية , ونفس الشمس الحسينية , اقتحمت قلوب الملايين من الظلاميين , والتائهين عن الحقيقة , المتشبثين ابدا بزخرف الدنيا , والمتوهمين ان نور الكون  اضاءت خلاياهم ووجدانهم , والحقيقة المرة ان الظلام يطبق تماما على دواخلهم , بعد ان هربوا من نور  الله سبحانه الى اللاشيء ’ واللاشيء يعني الظلام الابدي , الذي لايفرقون به بين الحقيقة والوهم . وماأكثر هؤلاء اليوم من بعض السياسيين  , او  الماسكين بناصية العلم والتكنلوجيا , بفلب أعمى , لانور فيه .

اذا عبارة : ( الكون بشمس واحدة ودمك بشمسين ….ياحسين ” , لم ولن تكن من النصوص السفسطائية , او البرزخونية , بل انها تدخل بصلب  تكوين الانسان , علميا وروحانيا في ان .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق