اخر الاخبارثقافة وفنون

عماد نافع لـ ” فضاءات نيوز ” : النظرة الدونية للثقاقة من قبل المسؤول سبب تراجع المنجز العراقي

" عباس العصر " تأسيس جديد في كتابة النص المسرحي

 

لوحة ” الخطبة الزينبية ” حولت قاعة – رواق الحصن – في الاردن الى معبد وكنيسة ومسجد تغص بالدموع

 

حواره   / سعاد الراشد


اعترف ان الولوج الى عالم الفنان عماد نافع، الذي يفضّل ان يوصّف نفسه بـ(المستشكيل)، صعب جدا، لانه يحتاج الى تحضيرات غير تقليدية،  ومعرفة بلغته اللافتة، لأنك ستجد نفسك في معابد غير تقليدية وانصاف كهنة، وأغنية، كما يقول هو في قصيدته،  واحيانا يحلق بك في فضاءات لا يدركها سواه.. ويصر على زج المتلقي العارف بها…لانه يحترم فنه ويحترم ذائقة جمهوره .. عماد نافع الذي حقق شهرة عربية وحتى عالمية..اكثر بكثير من شهرته المحلية، لايأبه ابدا  بهذه الامور، بل انه يعمل ويبدع بصمت، ويجرجر مخيلتنا الى عوالم ثقافية وفنية غير مألوفة.

” فضاءات نيوز ” دخلت عوالم الفنان التشكيلي ” عماد نافع ” وكان لها هذا الحوار: 

* بين التشكيل والمسرح والصحافة والشعر …اين يجد عماد نافع نفسه ؟ 
ـ في كل ما ذكرت، الجامع بين كل هذه الاختصاصات هو الفن، فن الرسم وفن الصحافة والمسرح وهكذا… صحيح انني سخرت المسرح والشعر لخدمة اللوحة التشكيلية من خلال المزاوجات بينهما، لخلق اسلوب او مذهب جديد، ولكن في ذات الوقت، جاءت اللوحة في خدمة بقية الفنون.

 

*  بعد ” الفضاء السابع ” وتجربة ” فجر سريالي ” ما هو النوع الذي اقرب اليك في الرسم ؟
ـ رسمت لمسيرتي الفنية أسلوبا خاصا، وهو اسلوب المزاوجة، بالإضافة الى اسلوب المستشكيل . التجربة العالمية .


*ماهي اللوحة التي ود عماد نافع رسمها ؟

ـ لوحة ..الغورنيكا .. لبابلو بيكاسو …لما تحمله من قيمة فنية …واعتقد اني جسدت  اعمال مشابه لها  تجسد مجازر دموية ومأساة عراقية …مثل سبايكر ….ومأساة  نينوى وغيرها .


* كيف تقيم مسيرة الثقافة في العراق ؟

ـ مشكلة الثقافة في العراق مشكلة معقدة ..لعدم اهتمام المسؤول السياسي بالجانب الثقافي بشكل حقيقي بل أن البعض يصف وزارتها بالتافهة !! هذه النظرة الدونية للثقافة..هي سبب تراجع جميع الفنون لانها تقرب الشخص غير المناسب وغير المتخصص …في المناصب الفنية الحساسة وبالتالي ستغيب البرامج العلمية الهادفة للتطويروالأمثلة كثيرة جدا والكارثة حتى أن حظرت النية الصادقة من المسؤول الاعلى ستصطدم بأنفاق مظلمة …من قبل أدعياء الثقافة الباحثين ابدا عن المناصب وعن الجوانب المادية .

*هل من جديد على صعيد التشكيل؟ 

ـ نعم أحضر لتجربة فنية جديدة تضم، اعمال ” مستشكيل ” بالاضافة الى معرض تشكيلي مستقل، وأخطط لمفاجئة جديدة، لجمهوري العزيز.


*موقف ابكاك ؟

ـ في افتتاح معرضي الشخصي ” اشلاء من جسد السماء” في قاعة ” رواق الحصن ” في الاردن عام 1995، داهمني القلق قبل الافتتاح بساعة تقريبا..لان الجمهور بعيد كل البعد عن احداث يوم عاشوراء، ولا يعرف حتى رموز واقعة الطف، باستثناء اسم الامام الحسين ” عليه السلام “، فكان علي ان اعرف الجميع ومن مختلف الديانات والمذاهب بالكواكب الربانية المضيئة، وبالفعل جاء الافتتاح بشكل لا يصدق بيد اني لم اتوقع هذه النتائج، فالقاعة تحولت الى معبد وكنيسة ومسجد في ان، وجمعت هذه الرموز لوحة ” الخطبة الزينبية ” التي كانت مؤثرة ومدهشة جدا، ولم اتمالك دموعي حينها،لاسيما وانا اشاهد دموع الجمهور تتلالأ وهي ترسم لوحة جسد السماء .

* سمعنا انك رشحت لمنصب ” وزير الثقافة “، لماذا لم يتم الامر ؟ 

ـ نعم رشحت لمنصب وزير الثقافة قبل تسنم الاخ ” عبد الامير الحمداني “للمنصب، والحقيقة لم أكن راغبا قط بأي منصب وزاري، او برلماني، وأشكر من رشحني لهذا المنصب، ومنحني ثقته .

 * ومنصب مدير عام دائرة الفنون التشكيلية ..ماهي صحة ترشيحك له ؟ 
ـ  نعم، هذا المنصب يمثل جزء من طموحي، لانه تخصصي، وعالمي الذي احب، ولا أدري كيف تسير الامور الان ،  فاذا كان من نصيبي حقا، فاني قادر على اعادة الهيبة للوحة العراقية، التي فقدت رونقها، واصالتها الحقيقية، الا من محاولات قليلة جدا لبعض الاسماء المؤثرة في الساحة التشكيلية، داخل وخارج العراق …اعتقد جازما ان دائرة الفنون التشكيلية تحتاج الى ثورة كبيرة للتغيير، وتحتاج الى برامج غير تقليدية .

*على صعيد الصحافة.. بوصفك رئيس تحرير جريدة البينة ما جديدك في عالم الصحافة ؟

ـ  صحيح ” البينة ” توقفت عن الاصدار,  وهي ليست وحدها التي توقفت , بل توقفت عشرات الصحف المهمة ايضا..اما السبب، فاعتقد ان الحكومة، لا تريد اتساع رقعة الصحافة، بل انها تخشى احيانا من الكلمة الحرة، لان مساحة الفساد أكبر من المحاولات الخجولة لتقويض الفساد ومحاصرة المفسدين، بالإضافة الى الثورة التقنية التي اثرت كثيرا على المطبوع الورقي .

 *على صعيد المسرح …ماهو جديدك ؟

ـ انتهيت من كتابة نص مسرحي مهم ,يحمل عنوان ” عباس العصر ” هذا العمل، يعد مدرسة جديدة في الكتابة المسرحية , ويعالج بل يحيي الموروث الشعبي، ويلبسه ثوبا جديدا معاصرا , ..المسرحية تحمل من الجرأة الكثير ..بيد ان الانسان يتعاطف مع ادات الموت !!!  …..واعتقد ان العمل سيعرض في محرم المقبل . 

* نصوصك ..تحمل جرئة لافتة..هل تسعى للمغامرة والتحديات الدائمة ؟ 

ـ بالنسبة لمجموعة ” حمى فوق 40 م ” الشعرية ,  كتبت قبل 20 سنة تقريبا، يعني ايام النظام السابق، وهذه المرحلة بالذات تحتاج الى فنان وشاعر ومثقف يحمل قلب أسد …ويعشق المغامرة، ولكن المغامرة المحسوبة، لانه تقع عليه مسؤولية توصيل معاناة شعبه ومظلوميته الى العالم اجمع، وهذه هي رسالة الفن والابداع الحقيقية ..الفن الذي لا يحمل رسالة ليس فنا  قط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق