اخر الاخبارقسم السلايد شومحلي

مكتباتنا العامة تعاني الإهمال وقلة الدعم الحكومي …من يستجيب لصرختها ؟

 

فضاءات نيوز – علي صحن عبد العزيز 

 في عقد الثمانينيات كنت من رواد المكتبة الوطنية والتي تقع مقابل بناية وزارة الدفاع سابقا ، وكانت هذه المكتبة تغوص بالقراء ومتذوقي العلم والمعرفة ، كما أنها حظيت بأهتمام ورعاية الدولة من خلال إدامة كُتبها ومجلاتها على مدار الساعة . وما فعله (هولاكو ) حينما رمى مئات الآلاف من المجلات والمطويات الكتبية في نهر دجلة ، حتى تغيير لونه ، لهو خير دليل واضح على أن شعب العراق لا يفارق القراءة والكثير من البيوتات تضم في إحدى أركانها مكتبة للكتب . (وكالة فضاءات نيوز ) كانت لها جولة في بعض المكتبات بالعاصمة بغداد ، وما نقلناه من هموم ومعاناة عنها يبعث على الأسى والحزن فيما آلت إليه عيون الكتب من رمد الأمية وهجران روداها .

قلة الإهمال والدعم الحكومي تعتبر العاصمة بغداد من أكثر المحافظات التي تمتلك رصيد من المكتبات ، حيث تضم أكثر من (40) مكتبة وتم تخصيص (4) منها لرياض الأطفال ،أما البقية الأخرى فهي للكبار ، وفي مدينة الصدر مكتبة واحدة غاب عنها الدعم الحكومي منذ عام 2003 ولحد الآن ، ولو شاءت لك عزيزي القارئ بزيارتها ، فإنك ترى أغلب الكتب ممزقة بفعل القوارض بأنواعها ، ناهيك عن عدم وجود وسائل التبريد والتكييف ، مما يجعل قاعة المطالعة وكأنها ساحة نار جهنم ، وهنالك مسألة أخرى ، وهي قلة تجهيزها بالكهرباء وإدامة الإنارة في أغلب مرافقها ، أحد الموظفين الذين يعملون فيها قال لنا : كانت هنالك تخصيصات مالية سنوية بحدود (25) مليون دينار ، ولكنها توقفت ولم يتم صرفها إلا مبلغ مالي لا يسد متطلبات إدامة منظومة التبريد والإنارة وشراء الزجاج للشبابيك لمخازن الكتب ، حتى لا تنفذ القوارض وتمزق الكتب . 

 

* هل كانت مخاطبة رسمية مع المجلس البلدي في مدينة الصدر ؟

– هنالك الكثير من الكتب والمخاطبات الرسمية المجلس البلدي ولكن دون جدوى أو فائدة ، بسبب قلة التخصيصات المالية من محافظة بغداد ، وبصراحة نقولها بأن المكتبة بحاجة إلى إعادة هيكلة وترميم وصيانة القاعات من خلال تجهيزها بمنظومة تبريد مركزي ،لا أن يعتمد على المبردات والتي لا تغطي مساحة غرفة واحدة ! خراب ودمار إتصلت بصديق لنا في منطقة البياع ، عن وضع المكتبة المركزية فيها فقال لنا : مكتبة البياع كانت تضم قاعة لعرض الأفلام التعليمية والتثقيفية للأطفال ، أما الآن فقد أصبحت خيوط العنكبوت تملئ أركانها وزاوياها ، والقاعة تم الاستحواذ عليها وجعلها مخزن للمواد الكهربائية التالفة ، ناهيك عن مسألة وجود حشرة (الارضة) التي تركت كلمتها على الكتب : هذا عقاب عليكم ونحن موجودون ، فهل من مبارز ؟ مكتبة الإعظمية تقع هذه المكتبة في ساحة عنتر ، وقد قال لنا أحد روادها : هنالك سوء إستخدام من بعض رواد المكتبة ، حيث يعبثون بالكتاب ويقلعون أجزاء كبيرة منه ، كما أن المكتبة تعاني من قلة كوادرها وتجهيزها ببعض عناوين الكتب والمصادر ، والمفروض إن يكون هنالك تنسيق فني ومهني ما بين إقامة معارض الكتاب في معرض بغداد الدولي وتلك المكتبات ، مقابل إقامة معارضهم بالعراق ، وأقل ما يمكن فعله هو تزويد المكتبات بنسخ من تلك الكتب ،لأن أغلب مصادرها قديمة ولا تلبي احتياجات وطموح القراء . إحتياجات ضرورية مكتبة الطفل العربي ، كانت إحدى الصروح الثقافة والأدبية التي يلجأ إليها الكثير من أبنائنا الطلبة ، بل كانت بعض المدارس تقوم بسفرات سياحية إليها ، أما الآن فقد أختلف الموقف تماما ، وأصبحت مكتبة مهجورة تعاني من الإهمال والنظافة وقلة النثريات الشهرية . حالة عامة من خلال تجوالنا رصدنا الكثير من الحالات السلبية والتي تحتاج إلى معالجة فورية ومنها : ضرورة أن تكون كوادرها الوظيفة من خريجي قسم المكتبات والمعلومات ، وعلى دراية كاملة بمهام واجباتهم الوظيفة العامة ، وكذلك تضمنت تلك المعاناة وهي مطلب رئيسي ومهم جدا وخصوصا في أزمة الحر القائمة الآن ، هو صيانة وسائل التبريد والتدفئة وإدامة منظومة الصرف الصحي ، وكذلك توفير مولدة كهرباء يمكن إستخدامها في حالات الطوارئ وإنقطاع الكهرباء المستمرة ، وهنالك مطالبات من مدراء المكتبات بأن يتم دراسة وتحليل عزوف القراء من زيارتها والوقوف على أسبابها وطرق علاجها ، لا إن يكون مجرد تبادل كتب رسمية إشارة إلى كتابكم المرفق طيا ، وعطفا على كتابنا المرقم كذا . مسك الختام نضع هذا التحقيق أمام مجلس محافظة بغداد والمجالس المحلية في اقضييتها وكذلك في بقية مجالس المحافظات العراقية الأخرى ، بضرورة الإهتمام والعناية بهذه المكتبات ،لأنها تمثل الوجه الحضاري للعراق .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق