عمود

قمم الثلج

 

علاء عبد دلي اللهيبي

قمم ثلاث، خليجية وعربية وإسلامية في مكة إنتهت يوم الثلاثين من مايو ٢٠١٩ في مكة المكرمة والهدف المعلن هو مناقشة الخطر الإيراني وتداعيات التوتر العسكري في المنطقة واحتمالية الحرب، ولأن كل بلد له علاقاته ومصالحه ومخاوفه فقد ركز كل طرف على مايخشاه ومايريده وكان حديث راعي القمم الملك سلمان منصبا على حشد الدعم لوقف الخطر الإيراني ودعم طهران للحوثيين في اليمن لكن السعودية تطالب بماهو اكثر فهي تريد وقف الدعم المقدم لحزب الله في لبنان وللحشد الشعبي في العراق، وتنقل الصراع مع ايران الى ساحات مواجهة في أكثر من جغرافيا لأنها ترى إن هذه القوى الداعمة لطهران، والمدعومة منها تعمل في إطار مشترك، ولغايات وأهداف مشتركة، وبالتالي لامانع من التحالف مع كل بلد لديه خشية من النفوذ الإيراني .
ولأن معظم كلمات الرؤساء العرب والمسلمين ذهبت في إتجاه تأييد المسعى الخليجي فإن أهمية كلمات بعض القادة تحظى بالإهتمام كالرئيس السيسي والرئيس برهم صالح وملك الأردن.فالسيسي عبر عن تضامن مصر مع دول الخليج، لكنه لم يستهدف إيران مباشرة، وركز على أهمية عدم دفع المنطقة الى الإنفجار، وهو مايشير بوضوح الى إن مصر تجد إن الظروف التي تواجهها المنطقة لاتحتمل تصعيدا في الخطاب، فالمشاكل التي تحاصر العرب تحتاج الى أسلوب حكيم في مواجهتها لأن الصراع في الخليج واليمن والصراع مع اسرائيل والحرب في ليبيا والمشاكل في السودان وتونس والجزائر ومصر وسوريا والعراق تشكل عوامل تهديد للأمن القومي العربي، وأي تصعيد قد يؤدي الى الإنفجار.
ملك الأردن الذي يواجه ضغوطا للقبول بصفقة قد تؤدي الى زعزعة مستقبل الأردن لم يعد متحمسا كالسابق لبعض المواقف الرسمية العربية التي يجدها تتماهى مع الرؤية الأمريكية للحل، وهو لايرغب في ان يرى بلده ضحية لإتفاق محتمل بين العرب وإسرائيل لايحقق الحد الأدنى من طموح الشعب الفلسطيني، وقد يحول الأردن الى وطن بديل، مع الإصرار على النهج الإسرائيلي المعتاد في التهجير ومصادرة الاراضي وضم المدن والقرى.
في حين غرد الرئيس العراقي خارج السرب وتحدث عن ضرورة الحوار مع ايران ونوع العلاقة معها والطبيعة الجغرافية التي تجمعها بالعراق وطول الحدود وضرورة خفض التوتر المتصاعد مع التأكيد على نهج الإنفتاح على المحيط العربي والدولي وعدم الإلتزام بسياسة المحاور التي لاتقدم المنفعة لشعوب المنطقة…
فهل هي قمم ثلج سيذوب أم أن لها نتائج سنراها في القريب؟ تجاربنا مع عديد القمم تقول.كلام الليل يمحوه النار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق
إغلاق