اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شوملفات

من المهجر يتحدوثون ..حكايا ساخنة ل ” اللاجئين “

 

تحقيق – عماد نافع الخزاعي

من يعتقد ان الوطن يمكن حمله في حقائب السفر أو في الجيوب , على شكل علم صغير او صورة , فذلك وهما كبيرا , لان الوطن قلب ينبض وعيون تعشق كل ذرة من ترابه , وفي المقابل , حرية الانسان وكرامته وتحقيق ذاته ,مطلوبة ايضا , وهنا تكمن معاناة اللاجىء في أي بقعة كان ,بين الهروب من دوامة الاحتراق , ومعاناة الغربة بكل مافيها , ولكن يبقى هذا الموضوع نسبي , بين فرد واخر , ولكن هجرة عام ” 2015 ” حملت معها مأسي كثيرة و كبيرة جدا , وصلت حد الموت المرعب , بعد ان ابتلع البحر المئات من اللاجئين , بالاضافة الى رصاص حرس الحدود ’ الذي كانت له حصة غير قليلة في ازهاق ارواح الابرياء الفارين من جحيم بلدانهم , ولأهمية وسخونة هذا الموضوع , كان لوكالة ” فضاءات نيوز ” هذا التحقيق المهم مع مجموعة من اللاجئين العراقيين, والذبن تم الاتصال بهم عبر الهاتف او مواقع التواصل الاجتماعي .

وكان اول المتحدثين , اللاجىء علي جثير , الذي غادر العراق عام ” 2015″ مع عائلته الى بوابة السلام ” تركيا ” هذا الملاذ الكبير للاجئين , أو محطة الانطلاق نحو العالم الارحب ,من خلال جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا , وتحدث خالد قائلا : بعد الاحداث الدامية التي شهدها العراق , قررت انا وعائلتي ان نبحث لنا عن ملاذا اخر يكون لنا وطنا في الغربة , فكان علي ان ابيع كل ماأملك من أغراض واثاث ,ليتسنى لي جمع مبلغا جيدا , يعينني في السفر , وبعد وصولي الى تركيا , بقيت هناك اكثر من أسبوعين , قبل ان أقبل المغامرة وهي الهروب غير الشرعي وعبر بحر الموت , لاأتخيل ابدا مدى الرعب الذي كان ينتابني انا وعائلتي , بعد سماع نبأ غرب العبارة التي سبقتنا , المهم اننا قبلنا المغامرة , وساعدنا الرب على الوصول لالمانيا , بعد محطات درامية لاتصدق , وعشنا نشوة الحرية والامان وراحة البال , ولكن بعد ذلك تغير انطباعنا لاننا لم نستطع ان نتكيف مع المجتمع الجديد , لصعوبة اللغة , واختلاف العادات والتقاليد , وكثرة الروتين الاداري , ولكن نبقى نناضل من أجل الحصول على الاقامة الدائمية ليستقر وضعنا .


اما اللاجىء سامر العراقي , الحاصل على شهادة البكلوريوس في طب التحليلات المرضية ,فقال : مثل كل اللاجئين تحملت معاناة وخطورة السفر , قبل ان اصل الى المانيا , لتحقيق ذاتي واهدافي , وفي المقدمة منها الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراه , , وانا الذي تعرضت في بلدي الى حادث انفجار كاد ان يودي بحياتي , لكن قدرة الله سبحانه وتعالى وقفت معي , ولكن ذلك لم يمنع اصابتي بحروق خطيرة جدا , المهم اني حاولت ان اتكيف سريعا مع المجتمع الالماني بعد تعلمي للغة بشكل سريع , وعملي في مجالات ثقافية وفنية , بعيدا عن تخصصي الطبي , وحققت نجاحات كبيرة هناك , وعكست صورة جيدة عن اللاجىء العراقي والعربي الملتزم , ولك مشكلتي الحقيقية هي اصطدامي بالروتين القاتل , الذي قتل طموحي في الحصول على شهادة عليا , علما اني قدمت كل الاوراق الرسمية المطلوبة , لذا اعتبر التجربة ناجحة في جانب وفاشلة في جانب اخر . وكان علي ان انتظر في تركيا واتعامل بصبر مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك .
اما اللاجىء احمد يوسف من فنلندا , فكانت له معاناة اخرى , الا وهي ” الهومسك ” , الذي دمر حياته حسب تعبيره , يقول احمد : هربت من جحيم العراق , الى ملاذات اخرى , ولكني لم أشعر لحظة واحدة بالسعادة , لبقاء روحي في وطني , ولم ارحل سوى جسدا نحو الغربة , بالاضافة الى صعوبة العيش هناك , والتعامل مع اللاجىء ببقراطية مقيتة , وكأنه انسان من الدرجة العاشرة , ولكن هنالك حالات فردية اخرى كان حالهم افضل وحصلوا على فرص جيدة للعيش , وبالتالي حصلوا على الاستقرار المطلوب .
اما السيدة ” ر- ه ” التي رفضت ان تذكر اسمها الصريح فقال : لولا غياب الامان في بلدي لما فكرت بالهجرة حتى لو “أموت من الجوع ” – حسب تعبيرها – ولكن هذه قسمتنا , واضافت : استطعت الوصول الى المانيا , بعد مغامرة خطرة جدا , لم ولن اكن اتصورها , ولا اريد تكرارها مهما كلفني الامر, ومعاناتي الحالية هي البحث عن فرصة عمل محترمة , لاني ارفض استغلالي بطريقة غير انسانية , من خلال اعمال شاقة , وذات مردود قليل جدا .
وبعد هذه الجولة المهمة مع مجموعة من اللاجئين , نعد القارىء الكريم , بأن ” فضاءات نيوز ” ستكون لها جولات اكثر وأمتع , مع حكايا اللاجئين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق