اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

إنتشار (البسطيات) …إنذار يحمل تداعيات خطيرة

البسطيات المكان المفضل لذوي أصحاب الدخل المحدود

 * منظمات المجتمع المدني :لدينا تنسيق مع  العمل والشؤون الإجتماعية لإيجاد فرص عمل للعاطلين من الشباب

 *تعاقب الإهمال الحكومي …ساهم في تنامي ظاهرة البسطيات

 

تحقيق /علي صحن عبدالعزيز

 

في كل مرة تعلن أمانة بغداد ، إنطلاق حملة لمعالجة مشكلة إنتشار (البسطيات ) وتخليص أرصفة الشوارع والساحات من التجاوزات التي تحدث هنالك ،ولكننا لم نلمس إجراء دراسة لنمو هذه الظاهرة أو الوقوف على أسبابها ، وكذلك عدم إيجاد بدائل لمحلات وإسواق يتم التعاقد بين الطرفين ،تأخذ بعين الإعتبار تدني المستوى المعاشي لهؤلاء الكسبة . والحق يقال بأن جميع الحلول التي طرحتها المؤسسات الحكومية ،كانت عاجزة من إحتواء هذه الأعداد الكبيرة منهم لجملة أسباب منها ، قلة الفرص الوظيفية المناسبة للشباب ،وما يعانيه العراق من ديون مالية خارجية عليه بلغت أكثر من (240) مليار دولار ، كما عملية بناء المشاريع الصناعية أو إعادة إنتاجها ،هي الأخرى معدومة تماما بسبب غزارة الاستيراد الأجنبي وتدميره للبنى التحتية لتلك المعامل أو الشركات الحكومية والقطاع الخاص على حد سواء ،بالإضافة إلى هجرة رؤوس الأموال العراقية للدول الأوربية وكالة (  فضاءات نيوز )  زارت (سوق عريبه) والواقع في الجانب الشرقي لمدينة بغداد /نهاية شارع الداخل..لتشخص الجوانب الايجابية والسلبية في هذه الظاهرة ” الاقتصادية والاجتماعية ” في ان .

الشعور الذي ينتابك للوهلة الأولى هو استطاعتك  التجول براحتك ،ولكن ما إن تضع أولى خطواتك حتى تشعر بإزدحام المتبضعين وغيرها من الحاجيات المنتشرة هنا أو هنالك ،السوق يجهز المناطق الشعبية المتاخمة لنهاية مدينة الصدر ،ومنها لا للحصر إحياء النصر والشماعية والمعامل والباويه ،وبعض الأطراف السكنية من بغداد الجديدة والشعب والنهروان ،ومن الجدير بالذكر أن هذا السوق يعمل به أصحاب البسطيات ،والذي يقدر عددهم في حدود (329) بائع متنقل .

أولى الخطوات الشاب سجاد (23 سنة ) لديه كشك صغير لبيع عجين الفلافل : لم يكن هنالك بديل سوى اللجوء إلى تأجير هذا المحل الصغير من صاحب البناية المقابلة له ،وإلا لن يسمح لي ببيع عجين الفلافل ،وأنا شاب ومنذ أيام خطبت إحدى بنات عمي ،كما أن هذا المحل يوفر المصروف اليومي لعائلتنا .

نظرة إستفهام

محمد عبد الواحد ، جيران سجاد ،بدأت تظهر عليه علامات الإستغراب والتعجب .

– لماذا تنظر إلينا بإستغراب وتعجب ؟

* أخشى إن تكون من أمانة العاصمة ،فنحن وإياهم مطاردات لا تنتهي .

– أرجو أن توضح لنا الصورة أكثر ؟

* كما ترى فأنا أمتلك (بصطية ) كما يسميها (عبد الواحد) وصاحب البناية يتقاسم معي المحصول اليومي ، أظن إيجارات المحلات لا تكفيه ليفرض علينا هذه الشروط ،إفوض إمري إلى الله المستعان .

– ودعته بكلمة ،بأن الأمور لن تبقى على هذا الحال .

الظروف سيئة

أبو خالد النجار (69 سنة) : ياإبني كما ترى فإن مهنتي صناعة (مناضد ) خشبية صغيرة للثرم والتي تسمى بالعامية (التخته ) وابيعيها بمبلغ (1500) دينار وأنا هنا منذ الساعة السابعة صباحا حتى لا يأخذوا مكاني ، لقد ضاقت بنا السبل والتجئت ومعي إبني خالد وهو خريج كلية الهندسة الكهربائية ،بعدما إن عجز من التقديم على التعيين في دوائر حكومية ،مالم يدفع (شدتين ) أي ما يعادل نحو (23) مليون دينار ! .

مكان آمن

نبيل أبو سامر (38 عام ) أحد أصحاب البسطيات لبيع الموبليات والإكسسوارات المستعملة :

كان عندي محل ضخم لبيع وتصليح الموبايل في فضاء تلعفر ، ولكن بعد أحداث (داعش ) نفذنا بجلدنا ،والأخبار التي وصلتني حينها بأنه تم حرق المحل بالكامل ،وقلت عليه العوض ومنه ، وكما تشاهدني الآن ،فأنا أحاول تأمين الرزق الحلال لعيالي وتسديد بدل إيجار المسكن والبالغ 375 الف دينار ،اي ما يعادل ورقتين فئة (100) دولار أمريكي ،ويحدونا الأمل أن تستقر الأمور هنالك وأعود إليها مجددا .

رتب نفسك يا ولد

هكذا سمعته ( أبو نصير ) (72 عام ) حيث قال :هنالك إقبال قليل هذه الأيام على اليشماغ من قبل المواطنين ،والسبب لأننا في شهر شعبان والكثير منهم كان في زيارة العمرة ، لكن هذا لا يمنع من وجود متبضعين لهذا اليشماغ ،وأنا أشتريه من منطقة الكاظمية بسعر (5) آلاف وابيعه بمبلغ (7) آلاف دينار ،والحمد لله على كل حال ،فنحن نعيش بكرامة ولا نقبل أن نتسول على الرغم من قلة المعرض لدينا .

طلبات كثيرة

يقول المواطن مرتضى كريم : عندي ثلاثة بنات ،والمطلوب مني توفير المعيشة وكسوتهم أيضا ،ولذلك فأنا إبقى لساعات متأخرة حتى تنتهي الحركة بالسوق ، وبصراحة اقولها اليك إن البسطيات هي المكان الآمن من إرتفاع بدلات ايجار المحلات والتي وصلت أسعارها إلى أرقام خيالية .

الفارق بين الأسعار

أم سعاد /موظفة : بصراحة نقولها بأن أسعار البسطيات هنا أرحم بكثير من أصحاب المحلات ،بسبب عدم تحميلها مبالغ مالية إضافية ،مثل أجور النقل والعمال وحتى إيجارات المحلات ، على الرغم من أنني اتحفظ على بعض السلبيات والتجاوزات التي تمخضت عن إستغلال الأرصفة للمواطنين ،ولذا فإننا نطالب الجهات الحكومية بأن تتكفل وتضع حلول وإجراءات تتناسب , ومعاناة هؤلاء الكادحين بما يضمن لهم المعيشية الكريمة .

إجراءات وحلول

 

مشتاق الكردي /بائع مواد غذائية : نحن من أهالي محافظة السليمانية ،ومنذ سنوات نعمل في هذا المكان ولم نشعر بأي شكل من التعامل الغريب معنا ، وبضاعتنا عليها إقبال كبير ومنها الكرزات والحلويات والمقبلات والمعجنات التركية والسورية ،حيث أننا نسافر كل نهاية شهر إلى محافظة السليمانية ،بعد تسجيل متطلبات الأهالي من مدينة الصدر والعودة بها إلى بغداد مرة ثانية .

رأي منظمات المجتمع المدني

رقية خليل /باحثة إجتماعية : لم تكن هذه الصورة غريبة عن مجتمعنا العراقي ، فهذا الوضع كان منذ بداية الحصار الاقتصادي على العراق عام 1990، غير إن نسبة هذه الحالة قد تضاعفت خلال الثلاثة أعوام الماضية ،بسبب زحف أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية إلى العاصمة بغداد ،كما أن الحكومات المتعاقبة لم تتعرف على حقيقة تنامي نمو ظاهرة البسطيات ،وكل ما تفعله هو استخدام حملات إزالة لتلك البسطيات ثم تعود إلى سابق عهدها ،نحن نرى بأن هذه الخطوات لا تساعد على إنهاء هذه الأزمة ،بل تدفع بالبعض منهم إلى ممارسة السرقة أو اللجوء إلى التسول ، وأضافت (رقية خليل ) قائلة : لدينا لجان عمل مع الوزارات والمؤسسات الحكومية من أجل توفير فرص العمل وإعادة تأهيل الشباب منهم ، مع دراسة أسباب هذه نمو الظاهرة وفق معايير حماية الطفولة ورعاية كبار السن ،من خلال رفع أسمائهم إلى وزارة العمل والشؤون الإجتماعية ،وهنالك تعاون مثمر وكبير بيننا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق